Saturday, December 30, 2006

الطوفان يزور الكمبيوتر



كارثة رهيبة. الهارد ديسك بتاعي ذهب إلى العالم الاخر. فجأة، و بدون سابق إنذار، أجد كل ما اكتبه، كل شغلي، كل حاجة بعملها على الكمبيوتر راحت، كتاب بترجمه من اربع سنين، رواياتي و قصصي، كل الاغاني و الافلام، حاجات عجبتني، صور عندي، كل دا اصبح في خبر كان، كل شوية تتضح لي أبعاد المأساة اكتر، الكتاب اللي بترجمه انا مش حاطه في اي حتة تانية. امبارح اكتشفت المعلومة دي. نفسي مسدودة ومتكدر جدا، التشبيه الوحيد اللي بيخطر لي بقوة هو الطوفان، طوفان يجتاح الكمبيوتر بتاعي و يهلك الحرث و النسل، ساعتها الكمبيوتر بتاعي هيولد من اول وجديد، زي بالزبط الارض مع سيدنا نوح
دايما كان موقع قصة الطوفان بيدهشني. مش معقول ابدا يكون تاني نبي بعد ادم –اذا سلمنا بكون ادم نبيا- هو نوح صاحب الطوفان. مش معقول، قبل موسى و عيسى و محمد، قبل اختراع الابجدية و قبل اللواط و قبل الانترنت و قبل البلوتوث و الافلام السكس، قبل المخدرات و قبل المذابح والقمع، قبل اختراع الشركات العملاقة و احتكار الادوية، مش معقول قبل كدا دا يلاقي ربنا نفسه في حاجة الى انه يخلص البشرية من اشرارها، طيب ليه؟ واحنا لسة بنبدأ قصة العالم و الشر لسة كائن بريء جدا و لسة كتير على ما يبقى شر حقيقي. الطوفان، بما انه حدث عالمي، محتاج كمان تاريخ عالمي علشان يسنده، محتاج لالف سنة بعد الميلاد، محتاج يكون فيه بشر بجد و جرايم بجد. إنما إفناء البشر قبل أن يوجدوا، دا ماكانش مفهوم بالنسبة لي. بالمناسبة. دي اول سنة ليا مع الهارديسك، ومع الكمبيوتر عموما. يمكن بعد عشر سنين اقول نفس الكلام عن الطوفان اللي بتعرض له انا دلوقتي. الفرق اني دلوقتي ببص للحظة دي على انها كل تاريخي. اكيد ان ابناء الطوفان اعتقدوا وقتها انهم شاخوا، ان الارض شاخت، اكيد اعتقدوا انهم في نهاية الزمان الذي يتطاول فيه الرعاة في البنيان
تجربة بتصادفني يا ولاد مع كل لغة جديدة بتعلمها، الانجليزي و الفرنساوي و العبري، اقرا نص باللغة اللي انا لسة بقول فيها يا هادي، نص صعب جدا، مقدرش افهمه، نص يعقدني من اللغة، شوية بشوية، لما تبتدي اللغة تكشف لي نفسها، ابدا افهم فيها تدريجيا، ارجع للنص القديم، اللي قريته ف سنوات جهلي، الاقيه لسة على صعوبته، لسة الغازه ماتحلتش، يعني العيب ف النص مش فيا، اشمعنى النص دا بقراه في اول تعلمي للغة؟ اشمعنى الطوفان حصل مع تاني نبي مباشرة، اشمعنى الهارديسك يضرب و الجهاز لسة عريس جديد؟



Saturday, December 09, 2006

عن الحب والبيوت

أنا عايش ف القاهرة.. و هي ف بلد تانية. بلد تانية بعيدة اوي. برة حدود القاهرة ومصر كلها.. طبعا بنوحش بعض كتير
هي مش قاعدة ف بيتها. بتدرس ف مدينة تانية غير مدينتها.. و بترجع مدينتها كل اسبوع او كل عشر تيام.. بينما انا بشتغل في نفس المدينة اللي انا ساكن فيها اللي هي – للمصادفة الرهيبة – عاصمة البلد اللي انا قاعد فيه. أوكيه؟
هي بتوحشني جدا.. و دا طبيعي.. لان انا بعيد عنها مسافة كيلومترات رهيبة.. لكن بحس بالافتقاد ليها اكتر و هي مسافرة على المدينة اللي هي بتدرس فيها، يعني و هي سايبة المدينة اللي هي عايشة فيها مع اهلها. بحس بقتامة و برودة و هي خلاص هتخرج من بيتها و تروح على جامعتها، قتامة غير مبررة طبعا
انا مسافر بعد ساعات قصيرة على السويس.. مسافر على الجيش، رايح استدعا بعيد عن السامعين، ومن الصبح عمال الف و ادور علشان اظبط الحاجات اللي انا عاوزها هناك. المشكلة الغريبة، ان هي كمان حاسة بنفس القتامة و البرودة وانا مسافر برة القاهرة. كل دا و – خدو بالكو - كل واحد فينا اصلا عايش في بلد مختلفة تماما عن بلد التاني

من غير ما يقصد البني ادم، بيرتبط ببيئة الشخص اللي هو بيحبه.. مش بيرتبط بيه هو بس، لكن ببيته و بيئته و اهله كمان، بحيث ان اي بعد من الشخص عن بيته يخلي البني ادم اللي بيحبه يقلق.. كإن البعد دا كان هو المقصود بيه.. كإنه طعنة نجلاء موجهة لقلبه هو
كلنا لما بنحب بنبقى اشخاص مدجنين، اليفين، و الاهم، بيتوتيين، بنبقي مربوطين بالبيت اوي، على طول اللي بيحب بيربط نفسه ببيت تاني، بعيد، مش بيته هو إنما بيت المحبوب. انا بيتك و انا اهلك، جملة بتتقال كتير مش ف المسلسلات بس لكن على لسان الاحبة كمان
وعلشان التأكيد على المعنى دا، وبرغم ان هيبقى معايا الموبايل هناك، و هي اكيد هيفضل معاها الموبايل، و برغم انه تقريبا مش هيبقى فيه مشكلة رهيبة ف الاتصال بيننا ، بس انا متأكد إني أول ما ارجع لما اخلص الاستدعا هاكلمها ف التليفون. بالتأكيد ان اكتر كلمة هتبقى مفارقة ف الموضوع كله هتقولهالي هي اني نورت. مش هيبقى مفهوم نورت ايه بالزبط، بلدي و لا بلدها؟ و لا هيبقى مفهوم سبب الفرحة اللي ساعتها هنبقى حاسين بيها، طالما ان كل واحد لسة ف بلده و لسة التليفون هو وسيلة الاتصال بيننا، وهي وسيلة كانت بتأدي دورها بكل كفاءة في الايام اللي فاتت

Thursday, December 07, 2006

معارضو الشارع


نفترض ان مثلا، بني ادم، مثقف ووطني، قرر يبقى معارض لانه فجع لما سمع عن أحداث عصابة اولاد الشوارع. وشاف ان لهذا دلالات رهيبة على مصير مصر، مصر، مصر، التلات احرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج. طبعا مش لازم انه كان ساعتها بيتفرج ف التليفزيون على صورة النيل جنب النيل هيلتون و فلاحات لطاف وموظف مبتسم ف وش العميل
المعارض ابو ضمير صاحي قرر إنه يبقى ضد الحكومة بقوة، لانها ازاي تسمح بوجود اطفال الشوارع، و ازاي يتم تلويث الشارع المصري لهذه الدرجة المشينة، وطبعا زي ما هو معروف: خوفه الاساسي على الروح المصرية اللي بدأت تنتشر فيها امراض خطيرة ورهيبة، الشذوذ و التشرد و البلطجة والعيال اللي مخبية امواس تحت لسانها. صاحبنا مهتم بالروحانيات زي اي شخص مثقف
هو عاوز يلغي ظاهرة اولاد الشوارع باي طريقة، و اي طريقة ممكن تبقى اي طريقة، يعني زي ما هو عاوز يلغي التسول والنشل و البيع على الارصفة، بطريقة اي طريقة برضه. من المنطلق دا ممكن مثلا يكون عتبان على الحكومة لانها مش بتلم كل الحاجات دي في اوتوبيس و تفجره مثلا. وممكن يكون فكر ان لو فيه عيال بتنط على بعضها ف الشارع يبقى من مصلحة الظباط ان العيال دول يفضلوا عايشين علشان الظباط الغلابة كمان يستمتعوا، وبالتالي من مصلحته هو، كمعارض، ان العيال دول يموتوا، ومن هنا تفتق ذهنه ان اعدام العيال دول او حتى حرقهم هو انسب وسيلة ل، واحد: تطهير المجتمع. اتنين: الانتقام منهم لانهم زرعوا الخوف في نفوس اطفاله الابرياء وهو ماشي معاهم بالليل، اخينا بيحب ولاده طبعا زي اي أب مصري. تلاتة: حرمان الضباط والعساكر اللي يا عيني مش هيلاقوا حد يتسلوا بيه في الزنازين القفر اللي هما فيها. يعني هو اعلى درجات من اي معارض عادي. دا كمان ضد الشرطة، مش الحكومة بس، و بيفكر بشكل عملي، (أي: مش بيكتفي بالتنظير) في انجح الاساليب للانتقام المشترك من الشرطة ومن اللي بيلوثوا وجه مصر الحضاري. و قعد اخيرا يرسم خريطة مصر كبلد يستحق اسمه. برافو. انا شخصيا.. أنا.. آي دو لايك إيت، انا شخصيا بهنيه
احم. بالمناسبة: الفرق الإملائي ما بين محاربة الفقر و محاربة الفقراء مش كبير. دا آء بس. والتحول ما بين الاتنين مش هيوقع اي شخص في غلط لغوي رهيب. المشكلة الوجودية بقى والمزعجة اللي مطيرة النوم من عين صاحبنا شخصيا، ان الفرق اللغوي ما بين العدل والفاشية مش بنفس البساطة، و ان الخلط بينهم هيفتح عليه نيران مصححي اللغة العربية، اللي هما كمان ليهم حاجات بيغيروا عليها ومستعدين يحاربوا علشانها

Thursday, November 23, 2006

صليب المسلمين

الحجاب عنوان حياتنا دلوقتي. الحجاب مش فرض ديني، و مش رمز ديني، الحجاب رمز الدين، رمز الإسلام. واحدة مرة بتقولي ان حجاب الست مش لازم يبقى حجاب على العقل. اضطريت اجاريها ف الكلام. هو فعلا مش شرط يبقى حجاب على العقل. كملت كلامها علشان تبرهن لي كمان ان صعب اوي على الست المسلمة انها متبلسش الحجاب: انا بنتي بيفتكروها دايما مسيحية علشان مش محجبة. هنا مقدرتش ماصرخش، كنت مرعوب على المصير الاسود لبنتها: يا خراشي. هي حصلت يفتكروها مسيحية؟
على مدار سنوات طويلة كان الحجاب بيأدي دوره السري، اللي فضل يقوم بيه على مدار السنين اللي فاتت، بخلاف دوره العلني واللي كان التأكيد على الالتزام البنت و درء الفتنة. الدور الخطير هو التمييز بين معسكري المؤمنين و الكافرين. بما إن المسيحيين ساعات مش بيبينوا الصليب، و ساعات كمان بيحاولوا ان اساميهم ما تدلش على دينهم، علشان يعملوا راسهم براس المسلمين، يبقى مفيش بد من ان احنا نميز نفسنا بسرعة، ان احنا نفرز نفسنا بسرعة و نعرف مين فينا تبع معسكر دولم و مين تبع معسكر دوكهما. هكذا يا أحباب رسول الله تدور بسرعة شديدة ماكنة الولاء و البراء
على الناحيتين كانت شغالة الماكنة. ليه الست المسيحية في الجنوب بتحط طرحة. وليه بتختفي الطرحة بس في المدن، و ف الغالب ف مدن بحري بس؟ يمكن لان موضوع الهوية بيبقى مهم كل ما ازدادت ثقافة الشخص وكل ما ازداد اقترابه من مركز الهوس اللي اتربينا فيه، القاهرة، و اقصد هنا الهوية اللي بنعبر عنها بالرموز. بما ان كل رموز حياتنا موجودة في القاهرة: الريس، الوزارات، المطار، و لكن بالتحديد الازهر والكاتدرائية. المسيحيين في الشمال بسرعة بيستجيبوا لاختبار الهوية، بيفرزوا نفسهم بسرعة، بيقرروا انهم ميتحجبوش، ان الطرحة المعتادة اوي في الريف و الصعيد هي امر غير مرغوب في القاهرة و اسكندرية، علشان نعرف من امتلأ قلبه بمحبة ربنا و مخلصنا يسوع ممن لم يمتلئ قلبه. وتزداد اتساعا مملكة البتنجان.. مملكة البتنجان اللي كانت وزارة الثقافة، و معاها الرياسة وسائر الوزارات، هما العنصر الاساسي في تنميتها طول سنوات طويلة قبل كدا
هه يا عم روقة يا شهيد الحرية يا جامد.. ياللي بتولع البلد بتصريحين تلاتة اسم الله عليك. يا بتاع الورد يا رومانتيكي يا عظيم. ياترى الست والدة حضرتك كانت بتروح الجامعة والشغل من غير حجاب من كتر حبها ف الورد و لا لان ماكانش فيه وقتها قتل على الهوية ولان الحجاب كان لسة بدري عليه اوي اوي على ما يبقى هو صليب المسلمين؟

Wednesday, November 15, 2006

دين جديد

الإنسان ياخوانا، بطبيعة كونه كذلك، بطبيعة كونه من خلق الله، مايقدرش يتسم بصفتين، الضعف و الشر، ليه؟ لإنه خليفة لله على الأرض. و لو تخيلنا انه بيتسم بالشر أو الضعف دا يعتبر إهانة مباشرة للسماء. طيب. بيترتب على دا إنه لا وجود للشر أو الضعف على الأرض، و بين البشر و بعضهم البعض، فبالتالي بتبقى كل المذابح الهايلة في التاريخ، كل الجرايم المأساوية اللي ميزت قرننا العشرين و القرون السابقة عليه، كل جرايم النازيين و الفاشيين و الإسرائيليين و الروس والأمريكان والإرهابيين من كل جنس و دين، كل دول مبيعملوش جرايم، لأن الجرايم تستلزم مش بس انهم يكونوا أشرار، و دي صفة ميصحش تتقال على اللي ربنا خلقه بإيديه، و إنما كمان لأنها بتستلزم أن ضحاياهم يكونوا ضعفا، و دي صفة تانية برضه مش منطقي أن يتسم بها الإنسان
ليه بقى كل القتل و المذابح دي، إيه تفسير دا؟
من وجهة نظر البوست دا، فيه نوع من مداعبات التاريخ، هتلر بيهزر مع ضحاياه الستة مليون من اليهود و الخمستاشر مليون من الروس. الإسرائيليين بيضحكو شوية مع جيرانهم العرب. أما الأمريكان حبوا أنهم يؤلفوا شكل طريف من اشكال الاحتكاك بالشرق الاوسط فدخلوا العراق و ادوا لاسرائيل أسلحة علشان تعمل كل اللي هي عاوزاه، والدكتاتوريين، العرب و غيرهم بالمناسبة، اضطروا انهم يدخلوا جوا من الفكاهة داخل بلادهم الكئيبة والمظلمة فغمزوا لشعوبهم غمزة افتكرتها الشعوب دي منعا لحرية التعبير و اعتقال و حبس و تحرش بالستات و الخ الخ الخ
طيب؟ صحيح ان في الكون بتاعنا مفيش شر ولا ضعف. لكن فيه عيب تاني: تقل الدم. لما يجيي واحد يهزر معاك هزار لطيف شوية، مش منطقي انك تقول كلام كبير، دا لا يقل سماجة عن تحليل نكتة عن الصعايدة من منظور أنثروبولوجي. يعني الرد على كل جرايم اسرائيل مايجيش بالمقاومة و لا العنف المضاد وكدا، لان دا أساسا هو اعتراف مبطن بأن هناك قوة شريرة ينبغي التصدي لها. ودي إهانة غير مباشرة لفكرة الإنسان في حد ذاته، الإنسان اللي خلقه الله. الرد الأكثر منطقية وأكثر إيمانا على ما يدعى جرائم هو الضحك. لما حد يقول نكتة لازم تضحك، حتى لو النكتة مش مضحكة، لان معنى انك متضحكش ان دمك تقيل، فما بالك لو ضربته بعنف عقابا له على نكتته
الانسان اعظم ما خلق الله ياخوانا. الطف كائن و ارق كائن و اظرف كائن. من هنا الكون بتاعنا لسة موصلوش اختراع اسمه الظلم او التعذيب او الجريمة

Friday, October 27, 2006

الكتابة زي الفراخ



بدأت أجازة العيد و انا ف دماغي تصور ما غامض كدا عن الرواية اللي انا شغال فيها. مش عارف هعمل ايه فيها. انا جايلي استدعا للجيش هروحه كمان شهر. كنت عاوز اخلص جزء محترم من الرواية و في الجيش ابقى اكمل الباقي. دي الافكار اللي كانت بتراودني و انا ببدأ الاجازة. بدأت الاجازة وانا كنت مخلص نص الرواية تقريبا. ف يومين لقيت نفسي مخلص تلات تربعها. يوم الخميس، اللي هو ستة و عشرين اكتوبر، اللي هو اول امبارح، لقيت نفسي خلصت الرواية، فجأة، كإن حد تاني هو اللي بيكتب، كتبت بسرعة محمومة كإني بكتب في اخر زادي زي مابيقولوا، مش عارف عملت كدا ازاي وليه. كنت هتجنن، طيب، ابص على الرواية الاقيها في المجمل مش بطالة. المعضلة كالاتي: انا بخاف جدا جدا من نفسي، احيانا بحاول انمي في نفسي القدرة على اني اكتب ف اي حاجة، و بأي معدل، و بحاول ان الكتابة تطلع كويسة ف كل الاحوال. دا بيقلقني لانها صفة مش طبيعية، مفيش حد يقدر يكتب عن كل حاجة و ف الوقت اللي هو عاوزه بالجودة اللي هو محددها، بحاول اوصل لطموح غير بشري, و ف الاخر مصير اللي بيحاولوا يوصلوا للطموح دا انهم يلسعوا. ودي طبعا حاجة انا مش بحبها. كان محمد علاء الدين بيكلمني انه ممكن يكتب رواية في اسبوع لو اعتكف عليها بجد، اما منصورة عز الدين فكانت بتقارن لي ما بين الكتابة ف الصخر و الكتابة في الميا، و الاتنين بنفس الجودة، لكن فيه واحدة اسهل من التانية، على قدر التدريب على اتيانها. لما ضميري بيصحى بقول اكيد انا غلطان. اكيد كان لازم اقعد على الرواية اكتر. ف نفس الوقت كنت بمر بتجربة تانية، تجربة تطهير الفضاء من الفراخ. كنت ف اجازة العيد بقعد ساعات طويلة العب "تشيكن إينفيدرز"، لعبة بتعتمد على سرعة التخلص من الخصوم "اللي هما الفراخ في حالتنا" قبل ما يرموا بيض عليك و تموت، ما علينا من حبكة اللعبة، الفراخ اللي مكنتش بلحق اتخلص منها بسرعة كانت بتقعد و ان ماموتتنيش فهي بتستنزف اعصابي على الاقل. هنا اكشتفت اني كل حاجة بعملها في حياتي كنت بأجلها. لغاية انها إن ما أذيتنيش فهي بتفضل مستنزفة اعصابي لاطول وقت ممكن. هنا اتاني نور الله الساطع كالبرق اللوامع في ليل مؤمن خاشع. قررت اني هتغير جوهريا، هقضي على الرواية بسرعة، هكتبها، هخلص العالم من الفراخ باسرع وقت، هشتغل كتير كتير علشان اقدر اتجوز، كل حاجة في الدنيا هتحصل في الخمس دقايق دي، كل حاجة، بما فيها نشر الرواية والجواز، لكن الاهم من كل حاجة، التمتع بكون لا يحوي أية أثار لأنفلوانزا الطيور.

Saturday, October 21, 2006

مشغول

مشغول جدا يا جماعة في الرواية الجديدة
مشيت فيها خطوات كويسة اوي
عقبال كل الحبايب
رمضان كريم و كل سنة و انتو طيبين

Sunday, October 08, 2006

حلم



حلمت امبارح ببنت. البنت كنت بحبها من زمان و انا صغير. صحيت مستغرب اوي. ايه اللي فكرني بيها. كنت قعدت افكر مع نفسي ساعتها و اقول ان البنت مش هتنفعني. و فعلا اعتقد انها ماكانتش هتنفعني، لأسباب كتير. و بالإضافة لكدا هي ماكانتش بتحبني. يمكن كانت بتستظرفني و بس لكنها كانت بتحب واحد تاني. المهم. بعد الحلم دا صحيت و انا حاسس بحنين ليها، حنين للبنت دي بالتحديد. حنين قاتل. الحلم بيفتتنا. الحلم. خصوصا لما يبقى حلو، بيدوبنا، مبنعرفش بييجي منين، لانه بيتضمن ساعات حاجات ماحسيناهاش. يعني اقصد هنا ان اي نظرية منطقية مقبولة عن فكرة الحلم، بتركز على اللاوعي و المشاعر المختزنة جوانا، مش هتنفع اوي. البنت انا طبعا ماعدتش حاسس بحاجة ناحيتها من زمان. لكن الحلم بيها قدر يخليني استرجع للحظات نائل القديم اللي حبها

طيب. في يوم من الايام. كنت لسة في الكلية بدرس لغة عبرية. حلمت اني بقابل واحد يهودي. اليهودي كان بيتكلم عبري. و انا كنت بتكلم معاه بالعبري. لكن العبري بتاعي وحش و ماكانش سلس ساعتها، و لغاية دلوقتي هو مش سلس، و هو العبري بتاعه كان حلو و يعقد. الحوار بالكامل بيني وبين الشخص دا انا حلمت بيه. الحوار اللي المفترض اكون انا خالقه كله في اللاوعي بتاعي. برغم كدا، و انا بخلق الحوار دا قدرت اميز بين مستويين من اللغة. مستوايا و مستواه. و اكتر من كدا، قدرت اني اتخطى حاجز مستوايا الفعلي كمان في الواقع، قدرت اخلي واحد من شخصيات حلمي يتكلم باللغة اللي انا نفسي مش قادر اتكلمها
ف يوم من الايام، لما كنت بشوف مسلسلات سوري كتير، كنت بخلص الحلقة و الاقي لساني اتعوج و بقيت اتكلم سوري. او، علشان الدقة اكتر، بقى فيه مناخ سوري في عقلي، فيه زحمة سورية: لكنة سوري و كلمات سوري و فوناتيكس سوري. و الزحمة دي كانت قوية اوي و كانت بتبقى مسيطرة على دماغي كله. بس انطق كلمة واحدة الاقي نفسي بتكلم مصري، مصري بمط اخر كلامه علشان يبان سوري، زي اي واحد اهبل بيقلد الخواجات

النهاردة و انا راكب الاوتوبيس شفت في الشارع صاحبي بالصدفة، صاحبي اللي مشفتوش من سنين طويلة، صاحبي اللي كان صاحبي و صاحب البنت اللي كنت بحبها زمان، لكنه دلوقتي مابقاش صاحبي وبقى جوز البنت اللي كنت بحبها. دورت وشي الناحية التانية و طلبت من لا وعيي انه يبقى اقل نشاطا، لانه مش كل حاجة هو بيخلقها و بيستدعيها ببقى انا مستعد اشوفها

Monday, October 02, 2006

خلص الحب


عايش الايام دي مع صوت جوزيف صقر و كلمات و الحان زياد رحباني.. بدأ الموضوع بمقال قريته للشاعر الفلسطيني سامر ابو هواش في ملحق النهار الثقافي عن "صورة الحب عند زياد رحباني" وبعد كدا ف كيكا. بعدين رجعت تاني لشريط زياد "بما إنو" و "مندوزا".. الالبومين خرافة و انا بحب "بما إنو" اكتر.. فيه جو تهييس و هرتلة اكتر.. المهم.. سامر ابو هواش متكلم كويس اوي عن زياد و عن المفارقة اللي فتنت كتير اوي ما بين عالم الاخوين منصور و عاصي و عالم الابن زياد.. العالم الفولكلوري الريفي و ما بين العالم المديني المزدحم بالتفاصيل.. في حتة بيقول فيها ان صورة الحب عن زياد هي قريبة من فكرة الاثر.. الحب اللي انقضى.. اللي مات و دايما بيحصل فيه استرجاع له.. فالحب هنا ليس حاضرا الا في اثره، اي في افتقاده.. فكرة لطيفة جدا.. لكن على قد ما كان الحب كمان حاضر في اعمال الاخوين رحباني عبر حضوره لكن في حتة غياب صغيرة كدا.. نفتكر ان فيروز كانت دايما بتقف مستنية حبيبها.. و عمره ما بييجي.. دايما هنا الحب اللي هييجي.. و دايما عند زياد الحب اللي جا و راح و خلص الحب.. لكن على قدر ما المتكلم بتاع الاخوين هو متكلم ضعيف قدام سطوة الحبيب القاهرة.. و تقريبا بيستلذ بضعفه دا بشكل مازوخي على قدر ما المتكلم بتاع زياد رحباني هو اللي بيقطم الحبيب.. بيذله كإنه كاسر عينه.. عملتي كذا و كذا و كذا.. "جبتيلي اخرتي.. يا عمي انتو اللي اتغيرتو.. لا بتفل و لا مخليني اني فل، شوف شي حل.. رجعت منفض و لا قرش مجمع و لا خبيت.. ضاق خلقي يا صبي من ها الجو العصبي
"
دايما كان اللي بيفتني في زياد قوته، سخريته اللي بتهد كل شيء، برعونة احيانا، حتى برغم انه لما كان بيهد ماكانش واعي انه كان بيواصل عملية بدأها ابوه و عمه، ماكانش شايف بوادر السخرية اللي ف اعمالهم و لا اثار الرومانسية اللي ف اعماله. كان فاكر انه متمرد عليهم بشكل مطلق و انه هو النقيض الافلاطوني ليهم. بحب دا فيه. ممكن نسميها الرعونة العمياء لسخريته. بشكل ما، أنا مفتون بزياد

Wednesday, September 27, 2006

Z

بعد رجوعي من عمان، قمت على طول ف البيت حافظ جميع ارقام صحابي اللي تعرفت عليهم هناك على الموبايل، و بالأخص أرقام اصحابي من تونس، اللي احنا كمصريين ارتبطنا بيهم اوي, و كنا احنا وهما والسوريين اقرب الوفود من بعض، أدبيا و إنسانيا، ما علينا، حفظت ارقام صحابي، و شوية و لقيت رقم بيبدأ بكود تونس بيرن لي، رنة صغيرة جدا بحيث ما شفتهاش الا بعدين. كنت لسة مسجل الارقام على ورق بالاضافة للموبايل، و كان فيه ارقام طبعا كتبتها على ورق واحنا ف عمان و مسجلتهاش على الموبايل لما رجعت. مالقيتش الرقم دا ولا رقم منها. كنت هتجنن, رنة دولية بتجيني و مش عارف من مين. اليوم اللي بعده جت لي نفس الرنة من نفس الرقم. بعت له مسج مهذب: "من انت؟ انا اسمي نائل. انت مين بقى؟" و رد عليا برنة صغيرة برضه.. و اتجاهل رسالتي خالص
مشكلة الرقم دا انه لما بيرن ما بيبطلش. يقعد على مدار نص ساعة يرن رنات صغيرة ييجي سبعة او تمانية. و يقطع بعد كدا لحد اليوم اللي بعده. مرة استلمته. فتحت عليه. محدش رد و الخط قطع على طول. و رن تاني. و فتحت عليه. و محدش رد و الخط قطع. و كدا ف السبع مكالمات اللي رنهم لي. لغاية ما ضميري ابتدا يعذبني. انا كلفت الراجل (أو الست، و دي حاجة انا بتمناها طبعا) تمن سبع مكالمات دولي. يا نهار اسود! في اليوم التالي وجدت نفسي اقترب بحذر من الموبايل وارن له. و مستريحتش الا لما رد لي الرنة برنة. حفظت الرقم عندي. سميته زد.. ودا علشان لما ارن له تبقى المسالة اسهل.. لان مفيش حد من المسجلين عندي على الموبايل اسمهم بيبدأ بحرف الزد
ف كل مرة بحاول اني اكلمه مكالمة طويلة من السنترال يبقى قافل الموبايل. مكنتش عارف انا عاوز اقوله ايه. بس اكيد السؤال عن هو مين مابقاش يشغل بالي.. يمكن بس حبيت اعرفه ان اسمه دلوقتي زد.. و اني سعيد جدا اني كسبت صديق جديد اسمه زد و اني هزعل اوي اوي لو مبقيناش على اتصال. واكيد كنت حابب اقول له كل سنة و هو طيب. كل سنة و انت طيب يا عم زد

Sunday, September 24, 2006

الاديان المصابة بالزهايمر

ترجمت قريب مقال.. المقال كان لواحد اسرائيلي اسمه بني تسيبار.. مقال غريب شوية.. كان بيتكلم عن التلات اديان، اليهودية و المسيحية و الاسلام، و بيقول انها تشبه تلات رجالة عواجيز قاعدين في دار للمسنين ومصابين بنوبات عنف او جنون او زهايمر، كل هم الواحد فيهم انه يتريق على الاتنين الباقيين ونسي خالص هو عمل ايه قبل كدا.. و بيضيف الشاعر ان الاديان دي عايشة زي ما العواجيز في دور المسنين عايشين.. بدون اي سبب منطقي.. بس بفضل حقيقة انهم عايشين.. طيب.. اليهود مثلا.. اليهود قعدوا يزمروا و يهيصوا لما البابا بتاع الفاتيكان وقع ف الاسلام.. فرحوا، زي اي واحد احمق، و دا كلام الشاعر، لما بيشوف اتنين من زمايله الكريهين بيتخانقوا مع بعض.. طيب.. الشاعر بيمضي تصاعدا و يتكلم عن الديانة اليهودية اللي اصبح كل همها ترويج الكراهية و المذابح اللي تمت باسم المسيح و المشاكل اللي موجودة في الاسلام المتطرف .. بس بيقول في اخر مقاله ان الدين الاقرب ليه من بين التلات اديان دي هو الاسلام.. ليه؟ علشان هو الاكتر تسامحا ما بين الاديان التلاتة.. والإسرائيليين بيضخموا في خطورته بس علشان يبينوا ان العالم دول وحشين و يستحقوا انهم يموتوا.. الشاعر مش مستبعد انه يخش الاسلام.. عادي بالنسبة له.. بيقول: "الإسلام هو دين لا يطلب الكثير من المؤمنين به، وباستثناء الأوامر الرئيسية و كل ما عداها فأنت حر في التصرف كما ترى، كذلك يسامحونك على نسيان الأوامر الخمس أحيانا." طبعا مديحه في الاسلام دا مديح نسبي.. يعني اكيد مش شايف انهه دين الحق و لا دين العدالة و لا كدا.. بس نسبيا هو افضل من غيره.. علشان بس الناس متقعدش تقولك شاعر يهودي يعترف بان الاسلام هو الافضل و الحركات دي.. بالمناسبة صورة البوست دي متاخدة من مدونة رسام الكاريكاتير الاسرائيلي برضه عيرين ولكوفسكي و هي بعنوان العودة للمستقبل و طبعا العنوان دال و مش محتاج تعليق.. كل سنة و انتو طيبين



Saturday, August 12, 2006

إسرائيل حتة منا

قرفت. قرفت بجد. عاوز اصرخ و مش عارف. انا مش عاوز اعيش في المنطقة دي. قرفت من الحروب و من الاغتيالات و من الاجتياحات. مش عاوز ابقى جزء من منطقة مسلحة و من شعب محارب. و مش عاوز ابقى جزء من ناس بيتقتلوا كل يوم. قررت الاتي: انا و شعوب الشرق الاوسط هنهاجر. اللي عاوز يحارب يفضل في المنطقة انما باقي الناس، من اسرائيل و الدول العربية و ايران و تركيا، من الاكراد و الارمن و المسيحيين و المسلمين و العرب و الامازيغ يتفضلوا معانا، مش سفينة نوح تانية، احنا مش هننقذ العالم و نطهره، احنا هننقذ نفسنا من العالم، و لا دا كمان بالمعني الديني، يعني مش هنخلص روحنا زي ما ابونا يسوع بيقول و زي ما القران الكريم بيقول، لا، احنا بس عاوزين وقت فاضي شوية علشان ناكل و نمارس الجنس، بيتهيالي دا مش كتير، موقف انهزامي ايوة بس انا قرفت بجد، موقف ضد قناعاتي طبعا بس مش عارف اعمل ايه، اسرائيل مش هتنتهي، و العرب مش هينتهوا، و الحرب مش هتنتهي، و السلام مش هيتحقق، و القتل دا اختراع ابدي، الشيء اللي فضلت اسأل عليه: اهاجر الشرق الاوسط، و معايا بقية الشعوب، و اروح فين؟ يعني اذا كانت الحرب في كل مكان، الحرب تحاصر الانسان يا اخوان، الحرب قرين الوجود يا عبموجود.. الحرب جوانا، و جوانا كلنا اسرائيل و جنوب لبنان، جوانا الحتة اللي عاوزة تطهر نفسها من الزبالة اللي حواليها و جوانا حواليها اللي بيحارب بكل قوته علشان وجوده.. اسرائيل بتبان جوانا في قتل السودانيين و التريقة عليهم عمال على بطال.. بتبان في المطالبة بتطهير القاهرة من الصعايدة و الريفيين.. بتبان في كراهية ناس بس لانهم "بيئة".. فاكرين التعبير دا؟ قل استعمال بس لسة بيواصل وجوده باشكال مختلفة.. اسرائيل هي تجنبنا اليومي لاوتوبيس زحمة علشان ريحة العرق اللي فيه و ركوب السي تي ايه.. اسرائيل مش هي الشر اللي جوانا.. إسرائيل عمرها ما كانت رمز الشر.. انما هي الرغبة في الابتعاد عن اي حاجة بتألم رهافتنا.. عن القطط اللي بتبص لنا بعيون جعانة و احنا بناكل في مطعم عام.. و ان لزم الامر.. تصفيتها.. اسرائيل بالزبط هي رغبتنا في البعد عن العالم اللي بيحارب، هي بالزبط بداية البوست دا.. هي إقامة جدار عازل، منطقة أمنية، بيينا و بين اللي حوالينا، بدل من التوسخ، بدل من اننا نترمي في حضن الناس، الناس اللي بيزعجونا بالتحديد.. بدل ما نحاول نعمل حاجة.. اي حاجة.. و لو حتى مش مجدية.. و لو حتى الهرش في شعرنا كعلامة من علامات الانهيار العصبي في الحرب الخرا دي.. و لو حتى كتابة بوستات زبالة في بلوج زبالة بس كتأكيد اننا لسة عايشين، و مش مهم بقى معنى الحياة دي

Sunday, August 06, 2006

اسئلة سخيفة


في كل المظاهرات اللي رحتها كانت اعلام لبنان ومعاها اعلام حزب الله بترتفع. كنت حذر جدا من التلويح بعلم حزب الله او بصور حسن نصر الله. مبحبهمش. في نفس الوقت، كنت عاوز ادوب في علم لبنان الجميل، شجرة الارز البديعة، طيب، عمري ماكنت مع حزب الله، كان فيه حاجات تفصلني عنه، مش فاهم اسلوبه في المقاومة، طبعا انا فاهم الرد بتاع اسرائيل ، فاهم ان دي دولة عاهرة، دولة شايفة انها مش ممكن تواصل حياتها الا بتدمير اللي حواليها، يعني رجال دين يهود بيقرروا يباركوا مدبحة قانا. ليه؟ علشان الاطفال اللي ماتوا هيبقوا ارهابيين وهيهددوا امن اسرائيل. اتفو. انما فيه اسباب كتير كمان علشان ابقى قلقان من تصرفات حزب الله وقرفان من الحرب كلها، نتخيل الوضع كالتالي، زمان كانت جيش بيحارب جيش، وتبقى خلصت القصة. دلوقتي في الحرب دي حاصلة حاجة تانية، اسرائيل بتدبح الناس العزل، اللي عايشين في بيروت وف الجنوب، الغلابة الطيبين، وحزب الله بيرد بالقصف على مدن في العمق الاسرائيلي، بيقتل مدنيين كمان، منهم عرب ويهود، يمكن مالهمش علاقة بالحرب الدايرة ويمكن هما اصلا، ولو ان دا احتمال ضعيف، ضدها. بفرح جدا لما حزب الله ينجح في قتل جنود اسرائيليين محتلين، اقتل الجندي الذي يحتلك ولا شأن لك بالمدنيين، دلوقتي بنلاقي الخراب بيندفع علشان يلتهم كل حاجة، طبعا الاصل يكمن في الهاجس الامني عند الدولة دي واللي مش ممكن يتحقق تقريبا الا اذا اختفت كل الشعوب والبلاد من حولها، يعني مش ممكن تبقى دولة امنة الا بابادة الشرق الاوسط كله. لكن مع كل دا بفضل قلقان من مقاومة حزب الله. مش هي الحاجة المثالية، مش هي نموذج حركات التحرير، مش هي فيتنام والجزاير. اقدر اصرخ بصوت عالي واقول اني ضد اسرائيل و ف نفس الوقت مش مع حزب الله . محدش يقدر يلوم الضحية، لوم الضحية دا تصرف غير اخلاقي ، زي ما ناس كتير عملوا ف اماكن كتير واتكلموا عن الطبيعية الاصولية والفاشية لحزب الله ونسيوا اصل اسرائيل اللي قايم على الفاشية لكن دا كمان مش لازم يخلينا قطيع. بيتهيالي لازم نطرح الاسئلة السخيفة والمقلقة. الاسئلة اللي بتحط كل حاجة ما بين قوسين. الاسئلة اللي تخلينا نميز بين كذا بيروت، بيروت الاصولية واللي بينتمي دلوقتي ليها حزب الله الاسلامي واللي انتمى ليه الكتائبيين المسيحيين اللي كانوا بيدبحوا في الفلسطينيين باوامر من اسرائيل في صبرا وشاتيلا "مع الفرق البشع ما بين الحالتين لصالح حزب الله طبعا"، وبيروت الشرمطة واللي بتنتمي ليه هيفا وماريا واللي هي فسحة ظريفة للخلايجة، وبيروت فيروز والرحابنة وزياد ومارسيل والمخيمات الفلسطينية وناجي العلي. بيروت السوريين والاسرائيليين والايرانيين والفلسطينيين والفرنسيين والميكس اللبناني الخليجي. القصة طويلة. مبتبتديش من هنا. اسرائيل العاهرة اللي وصفها ربنا بهذا الوصف في التوراة، اسرائيل الجيش اللي بيقتل الناس ، اسرائيل الدموية اللي بتكره كل اللي حواليها، هي كمان اسرائيل اميل حبيبي وسميح القاسم، هي اسرائيل التي يخرج منها، رغم انفها بالطبع، اناس ضد العنصرية، يشعرون دوما انهم في الجانب الخطأ من الصراع، انهم يريدون ان يكونوا على الناحية المقابلة ولكنهم لا يستطيعون. القصة معقدة. مش كدا؟ الحرب دايما بتأجل الاختلافات يا قوم. الحرب بتخلينا اغبيا




Saturday, August 05, 2006

بحبكم

كنت راكب في الاوتوبيس النهاردة. تلات سودانيات جم قعدوا جنبي. تلاتة صغيرين. اكبرهم عندها اربعتاشر سنة. كانوا بيشتغلوا تريكو و هما قاعدين . واحدة بتخيط و التانية بتمسك لها الكيس اللي فيه البكر و التالتة بتريح. و كانوا بيتناوبوا الشغل ما بينهم. واحد بص عليهم اوي، و بعدين بص لي، و باعتباري انا المصري الوحيد ما بينهم، و باعتباره هو مصري كمان، و باعتبارنا احنا الاتنين بنتشارك في صفة المصرية دي، و باعتبارنا شعب الله المختار و احنا الانسان الابيض اللي مالوش هم غير انه يهدي الانسان الاسود و يفهمه انه مش بني ادم و لا ممكن ف يوم يبقى بني ادم، فالراجل ابتسم لي بسخرية منهم متوقعا اني اشاركه في بسمة السخرية دي، وقتها حسيت اني عاوز أديله بالبونية ،عاوز امسكه من قفاه و اهبده في الارض ، كشرت اوي و بصيت الناحية التانية. شوية و لقيت اصغرهم، او الاصح لغويا، اصغرهن، عمالة تدور على الارض بحرقة، و تدور على الكنبة، بعدين حاولت ادور معاها على الحاجة اللي هي بتدور عليها و اللي انا مش عارف هي ايه. لقيتها بتبص لي و عينيها بتلمع و بتقول لي كانها بتصرخ: وين راحت؟ حسيت بيها اوي، كإن مستقبلها مهدد، في لحظات زي دي ييبقى البني ادم عاوز يدفع كل اللي عنده مقابل انه يلاقي الحاجة اللي اترهن عشانها في اللحظة دي، شوية و ايدها خبطت في الكيس اللي فيه البكر و بصت لي بانتصار و قالت لي: اهي. و كانت الابرة اللي بتخيط بيها. عينها نورت من الفرحة لما لقتها. والله وقتها حسيت اني مش عاوز حاجة من الدنيا غير اني اشوف الفرحة دي في عينيها. السودانية الجميلة ام تسع سنين. حسيت اني عاوز احضنها اوي و عاوز ارقص معاها فرحا بانها لقت الابرة، بس اكتر، فرحا بعينيها اللي نورت كل النور دا. تعرفوا يا ولاد نفسي ف ايه؟ نفسي ابقى أب. نفسي أوي. ياألله شو بدي ياها

Friday, June 23, 2006

نتكلم شوية عن صوت فيروز؟


عندي واحد صاحبي، شاعر كبير و روائي كبير و مترجم كبير اسمه أحمد شافعي، الراجل دا مبيحبش فيروز، أو بيحبها بس مش قوي. دي حريته. من حق كل بني ادم انه ميحبش اي بني ادم. المشكلة معايا انا. انا اللي بموت ف فيروز. و بموت فيه. ساعات بيبقى نفسي اضغط عليه. اتخانق معاه. اضربه علشان يجب فيروز. طبعا دي مشكلة، لان لما اتنين بتحبهم قوي بتلاقي انك عاوزهم يحبوا بعض زي ما انت بتحبهم هما الاتنين.. هل تفتكروا ان وظيفة الخاطبة موجودة في اساسنا، ان كلنا حابين نوفق روس في الحلال؟ حتى و لو كانت وظيفة الخاطبة ليها ايحاءات مش كويسة و الناس ممكن تربطها بوظيفة القواد، الشخص اللي بيركب اتنين على بعض. ما علينا.. المهم ان طالما هو سمعها و محبهاش مش هقدر اعمل حاجة خالص. حتى و لو كانت فيروز بالنسبة لي هي الحقيقة الساطعة التي لا تحتاج الى برهان. يعني مثلا مش هقدر ابعت له اخر مشهد من مسرحية جسر القمر و اقوله اسمع فيروز و هي بتقول: " مسيكن بالخير. ما تردوا المسا. و المسا لألله ". هو مش هيقتنع ان كون صوت فيروز سماوي في الحتة دي دا سبب كافي علشان يحبها. و تقريبا مش هيقتنع حتى لو قلتله صوته ملائكي و لو انا طلعت مؤثرات صوتية زي يا لهوي يا خرابي على الصوت، و تقريبا اصلا مش هيقتنع ان دا صوت سماوي او ملائكي. المسالة مش هتبقى مقنعة. طيب. نحاول نبعد شوية عن خلافي الشخصي مع شفعون. احنا بنتكلم في حاجة اخطر كتير. مستحيل تتكلم عن صوت فيروز، و بما ان فيروز صوت. يعني مش ملحنة و لا مؤلفة و لا سينمائية فهيبقى مستحيل تتكلم عن فيروز، الا كلام من نوع ايووه و الله يا ست و مش معقول شو جميل هالصوت و طفلة الله و حاجات زي دي. انما كلام علمي او ابداعي.. سوري.. استحالة. استحالة و انت بتتكلم عن فيروز تطلع من مرحلة المقاطع الصوتية لمرحلة الجملة المفيدة. من سنة تقريبا، كتبت مقال عنها. كتبت ليه المصريين مبيحبوش يسمعوها. استعنت شوية بالتحليل النفسي لاني كنت بتكلم عن مشكلة اجتماعية و سياسية و مكنتش بتكلم عن صوتها. دلوقتي بقرا كتاب اسمه "فيروز و الرحابنة.. مسرح الغريب و الكنز و الأعجوبة". الكتاب مهم قوي. مش بس علشان بيتكلم عن فيروز و انما علشان كمان اسم الكاتب و اللي هو فواز طرابلسي و دا مفكر مهم جدا. لبناني ماركسي و عاقل، ودي ميزة لان العقل قل جدا الايام دي، و الجنان قل كمان بالمناسبة، و بقينا في مرحلة لا هي مرحلة العقل و لا الجنان اسمها مرحلة التخلف العقلي، مرحلة البلادة، العته المنغولي، حاجة زي كدا. المهم ان طرابلسي برضك مش مقرب لفيروز. انما بيحلل مشاهد مسرحيات الرحابنة اللي عملوها مع فيروز. و هو نفسه ف اول الكتاب بيقول و هو متضايق: كيف يمكن الكلام عن صوت؟. و مقدرش يخرج لمرحلة الجملة المفيدة الا لما بدأ يربط الوضع في لبنان بالمسرح الرحباني برؤيته الماركسية الثاقبة. هنا سؤال موجه للست فيروز: هل حست بالمشكلة دي. ان مفيش اي حد اتكلم بجد عن صوتها؟ الناس كانت بتتهبل لما تسمعه، و اللبنانيين كانوا بيبطلوا ضرب نار، او بيزودوه، على حسب، لما بيسمعوه، الناس بتسمعها كانها بتصلي. لكن مع كل دا، محدش اتكلم عن صوتها. الكلام كله كان عن كلمات اغانيها، حوارات معاها، شوية تحليل للموسيقى لكن الصوت نفسه لا. عندي وجهة نظر متطرفة في الرواية. و يمكن في الادب بشكل عام. الرواية الجيدة تخرس اي نقد حولها. يعني لو رواية جيدة بجد صعب قوي الكلام عنها نقديا. مرة احمد شافعي. صاحبنا اللي البوست دا استفتح بيه، قال لي ان فيه حاجات بتعجب بيها قوي لكن مستحيل تتكلم عنها. بتبقى مش عارف ايه اللي عاجبك فيها، أو اللي عملها بيبقى ثوري لدرجة انه حطم كل نظرياتك اللي قبل كدا و انت مش واخد بالك. أحمد مبيحبش فيروز لكن بيحب الكتابة الكويسة. و انا بحب فيروز و بحب الكتابة الكويسة. و الكلمة اللي قالها ممكن تتطبق على الاتنين، و هو بيتهيالي دماغه اكبر من انه يغير نظريته لانه لقاها بتتلائم مع صاحبه و عدوه ف نفس الوقت، بينما انا دماغي اصغر من اني افهم ازاي اتنين صحابي و بموت فيهم و يبقوا اعداء بعض و ابقى مضطر اشتغل قواد علشان اقربهم لبعض








Tuesday, June 06, 2006

الربيع الطلق

ساعات بتحس نَفَسَك ضيق.. مش نافع لا منير و لا فيروز و لا زياد و لا داليدا انهم يوسعوه.. يا أخي نفسك ضيق.. هتعمل إيه يعني؟ و كمان هو ضيق لدرجة أن أنت.. أنت بحد ذاتك.. لو حبيت تعدي منه مش هتعرف.. جرب كدا.. حاول. هوب: واحد، اتنين، تلاتة.. مانفعش.. انت مخنوق يا صديقي.. ازاي هتمارس الاكروبات دا و هتعدي من نفسك انت شخصيا ف عز ما انت مخنوق.. طبعا زي ما حضراتكو ملاحظين فيه مغالطة منطقية هنا.. انت مخنوق علشان نفسك ضيق.. و انت نفسك ضيق لدرجة انك مش قادر تعدي منه.. و انت مش قادر تعدي منه علشان انت مخنوق.. فيه حاجة مش مزبوطة.. مش كدا؟ مش مهم.. المهم ان نفسك تشوف اي حد مهم في الشارع.. اي حد راكب عربية و تنزل عليه ضرب بالبوكسات و الشلاليت.. و الحلم اللي بيراودك على طول هو تحطيم وشه بجزمتك اللي، سوري يعني، مش نضيفة.. في وقت زي دا هتلاقي نفسك بتقرا اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما.. و هتلاقي نفسك بتسب ميت دين للشاعر ابن القحبة دا, يعني ايه اتاك الربيع ضاحكا حتى كاد ان يتكلما.. يعني ايه واحد بيضحك لدرجة انه بيتكلم.. مش منطقية مش كدا؟ ايوة كدا.. مش منطقية و مش معقولة بصراحة.. و كمان عبيطة.. و عيالي.. ما هما العيال بس هما اللي بيصفوا اوصاف مش معقولة و كلشنكان.. شاعر ابن عرص صحيح.. كل دا هيخبي جواك السؤال التقيل اللي جاي و اللي انت مش هتنطقه: الا صحيح يا استاذ ابو تمام الربيع جا بيضحك؟ ليه مشفناهوش.. مش هو أتانا.. أو أتاني أنا على وجه الخصوص زي ما حضرتك بتقول؟ نياها نياها نياها.. و هتشوفه ازاي يا عينيا, هكذا يقول أبو تمام, ما انت مشغول بدين امك بنفسك اللي ضيق لدرجة انك مش عارف تعدي منه. هو صحيح أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا.. يعني أتاك أنت بالخصوص.. لكن انت مشغول بحاجات تانية.. كتابة و مشي و اغاني و سياسة و دردشة و تدخين و قراية و بلا ازرق.. ابقى قابلني لو شفته تاني بقى.

Thursday, May 25, 2006

هجرة مصرية


معظم الناس, ان لم يكن كلهم, عاوزين يهاجروا, و بالتأكيد انهم عاوزين يهاجروا من مصر, لان معظم اللي اعرفهم طبعا عايشين ف مصر, بما انهم مصريين يعني, و بما اني مصري كمان, ما علينا, المهم, ان كلهم عاوزين يهاجروا من مصر. بينما انا العكس, لا لا يا اخي.. مش ان عاوز افضل ف البلد دي علشان نيلها و ماذنها و شوارعها.. انا عارفك رومانسي و ممكن تقول كدا.. الحقيقة اني انا عاوز مصر هي اللي تهاجر مني.. يعني, عاوز الاتي: بت يا مصر, اطلعي برة البلد دي زهقتينا. روحي اعملي لنا كوباية شاي و مترجعيش تاني. كتك داهية ف شكلك العفش. او , باسلوب اكثر تهذيبا, مدام مصر. مش كدا؟ احم, سعدت جدا بالتعرف على حضرتك, بسمع عن حضرتك من زمان والله يا افندم, ليه متعرفتش عليكي وقتها, مشاغل والله, ماكانش فيه وقت, حضرتك عارفة بقى, الدنيا تلاهي, هئ هئ هئ. بعد اذنك يعني, ممكن اطلب من حضرتك, لو ممكن يعني, اذا مفيهاش اساءة ادب, بس تغادري البلد شوية كدا بس, لاني يعني, كنت حابب ادخن سيجارة و مش حابب ازعج حضرتك يعني, هئ هئ هئ
لا يا اخواتي , مش هقعد لوحدي في البلد بعد خروج مصر بنيلها و شعبها و اغانيها و شوارعها و مدنها العبيطة, انا اقل انانية من هذا, انا هعزم اصحابي, اللي مش مصريين المرة دي, من كل قارات العالم, و اللي هيكونوا طردوا بلادهم هما كمان طبعا, حسب اتفاقنا يعني, و نسهر ليلة في افريقيا, ليلة في امريكا الجنوبية, ليلة ناخد غطس في الاطلنطي, ليلة نعمل دولة, و نأسس حضارة ساعة مغربية, نعمل ديكتاتورية, استعمار, نزرع عنصرية في كل مكان, و مفيش مانع كمان من كام ميل تقدمي, يعني حبة حرية على حبة مساواة على حبة اشتراكية على شوية تسامح مع الاخر, بس الأهم من كل حاجة, نخترع لنا ركن صغير كدا, ممكن بعد ما نعمل العمايل دي كلها, نسهر كل ليلة نشرب فيه. ياااااااااه. اطلعي برة بقى و النبي يا اختي

Thursday, May 18, 2006

كريزة

أنت.. أنت.. ماشي في الشارع.. أنت ماش في عرض الطريق, و دا بيحصل أحيانا, أغلبنا, إن لم يكن كلنا, بنمشي في الشارع, أو في عرض الطريق, مفيش فرق. المهم, زي أي شارع قاهري عادي, الساعة إتناشر الضهر, بيكون الترزي شغال في محله, و بيكون مشغل ضربات القدر لبيتهوفن, دا طبيعي يعني, و بيكون محل البقالة مشغل, مشغل إيه, مشغل موسيقى البحث عن ديانا طبعا لعمر خيرت. و طبعا هتلاقي كعادة أي شارع مصري شعبي الساعة اتناشر الضهر , هتلاقي اتنين حبيبة, ولد و بنت طبعا, بيلتعبوا باتيناج في الشارع و هما بيدندنوا صفارة بحيرة البجع لتشايكوفسكي. و جنبيهم قهوة شعبية مشغلة شهرزاد لكورساكوف. طبعا هيكون فيه حفلة في بيت ما, لازم هيكون فيه حفلة, و طبعا هتكون مشغلة الدانوب الازرق لشتراوس, أمال هتشغل إيه يعني. طبعا, المسيح بتاعة هاندل هتكون بترن اكيد في الكنيسة المجاورة و انت سامعها و تنك ماشي. كمان يا صديقي انت ممكن تحس انك جزء من المكان لما السمفونية الاربعين لموتسارت, السمفونية الاربعين خصوصا, , عمالة تترقص عند محل الكشري اللي ف اول الشارع, و ممكن كمان انك تلاقي نفسك ماشي على ايقاعها. المهم, و هنا, و دا هيحصل مش زي اي شارع مصري عادي بالمناسبة, ممكن هنا بالزبط, تاخدك كريزة ضحك, طبعا مفيش سبب للضحك دا, انما هتلاقي نفسك بتضحك قوي قوي, و بشدة رهيبة, و هتلاقي عينيك دمعت و بقيت مش قادر تقف على رجلك, و كل شوية الضحك هيعلي و ممكن يبقى ضحك هستيري فظيع , هتقع على الارض و هتقعد تخبط في الارض بايدك و انت مش قادر تمسك الضحك, و هيعدي جنبك الاتنين الحبيبة اللي بيدندنوا تشايكوفسكي و هتمسك رجلهم جامد قوي لانك بتحاول تبطل ضحك و كل شوية الضحك عمال يزيد. طبعا مش هيبقى فيه سبب للضحك دا يا كابتن. هيبقى ضحك مجاني. ضحك برة السياق. و هتكتشف ساعتها ان مخرج المشهد اللي انت عايشه مخرج رايق. او مخرج مش مركز. او مخرج, ممكن نقول, مخرج هليهلي, و هتمسك كمان الحاجات اللي انت عملتها بشكل مجاني النهاردة و هتلاقيها كتار فعلا, يعني, و هنا انت بتحاسب نفسك, انا عطست النهاردة و دا اكيد ماكانش له غرض درامي في المشهد, و انا اكلت نص رغيف جبنة مع ان المربة اوقع فنيا. انا اسمي سامي مع ان عادل اقرب لجماليات الكاميرا, او اسمي عادل مع ان خالد يمشي اكتر مع الاحداث الدرامية. هتكتشف دا يا اخي. و فجأة هتلاقي كريزة الضحك زادت و زادت, و انك ضعت خالص. هتلاقي نفسك مش قادر تشوف اللي قدامك, و الدموع عمالة تسح منك من كتر الضحك

Tuesday, May 16, 2006

محل اتفاق

قضيتنا محل اتفاق جميع القوى السياسية. طبعا فيه بعض الناس, إمممممممممم, زي العادة يعني, مش متفقين, و لكن كل من عداهم متفقين. برغم كل الناس اللي مش متفقين برضه, مضطر اعترف يعني, مش قليلين, هما كتار لدرجة ان عندهم القدرة انهم يقوموا بالفعل دا, و لا أبالغ إذا قلت الفعل المشين, انهم ميتفقوش, و خد عندك: بتمسك واحد منهم و تقوله انت ليه مش متفق, يعني علما ان كل زمايلك اتفقوا. هيقولك مش متفق لاني مش مقتنع, و طبعا هيرصلك سببين تلاتة علشان ميتفقش و هو ضميره مستريح. و طبعا احنا عارفين ان الغرض من الاسباب اللي قالها مش انه يحطني في موقف, نقول إيه, موقف, موقف مش ولابد, انا اللي قلت انه كل الناس متفقين على القضية اياها و طلع هو زي الجحش, لامؤاخذة طبعا, علشان يقول لاء بقى, و و لكن كمان, هو كمان بيهدف لحاجة تانية, حاجة خسيسة للاسف, حاجة متعلقة بالاسباب نفسها اللي قالها علشان ميتفقش, اي, تتصل بعدم اقتناعه فعلا, يعني هو يا اخي مش متعمد يبوظ لك خطبتك و لا متعمد يضرب كرسي في الكلوب, لا, و لا هو مبعوت من ناس هددوه و لا هو قابض من جهة رسمية او حكومية او عميلة او مستقلة او تابعة او امريكية او محلية او اصولية او متعاطفة مع الارهابيين, لا طبعا, و دا اللي ممكن يخلينا نقدر نوصف فعله فعلا بالفعل المشين. يا اخي هو مش مجبر يكون مش متفق معانا على قضيتنا. هو راجل مختار بضميره الحر, و زي ما انت عارف يا صديقي, الحر هنا ما بين قوسين كبار, او ممكن نشفع ضميره الحر مثلا بكلمة هي اللي تضرب كرسي في الكلوب المرة دي, يعني نقول مثلا: ضميره الحر بروح امه, أو بضميره, آل إيه يا عومر, الحر. قصره, الراجل مختار بضميره المدعو حرا, من هنا ممكن نبقى مستريحين جدا و احنا بنقرر المعاملة بالمثل, بمعنى أنه, إحم, تقرر منع اي واحد من افراد جماعتنا من الاتفاق في الرأي مع جماعتهم. تقرر ان نكون جزءا منشقا و متمردا عليهم. و ان نقف لهم دائما كاللقمة في الزور, كاللقمة الناشفة في الزور, كاللقمة الناشفة في الزور الملتهب, و تقرر منحنا, نحن فقط, الحق الجوهري في ان نتفق على الاشياء التي هي محل اتفاق الجميع بلا استثناء, لإن في النهاية, المسألة لسة ما لمتش. و لسة قضايانا اللي كل الناس متفقة عليها مش محتاجة للناس دول علشان يتفقوا عليها.

Sunday, May 14, 2006

رقابتنا اليوم

رقابتنا اليوم رقابة لذيذة, نغشة و شقية و عفريتة. رقابتنا رقابة مرنة, مرنة إلى درجة, اسمح لي, انعدام الرقابة. نقطة و من اول السطر
النهاردة ممكن قوي تقف في الشارع و تشتم الحكومة, ممكن أوي, ليه لأ, ليس هناك ما يمنع. يعني هل تفترض سيادتك أن البوليس هسيحبك على القسم علشان يعمل لك محضر. أبدا. انت ببساطة هتلاقي قدامك خمس رجالة, لا لا, مش مخابرات, هتاقيهم ناس عاديين, واحد بيجيب عيش و ولية ساحبة بنتها على المدرسة, واحد منهم هيرد عليك, هيقولك انجازات, و انت هتضحك بسخرية طبعا, لانك عديم البصر و البصيرة يا صديقي الصدوق, , و هتيجي ترد عليه هتلاقي التاني يقولك تحديات, و انت هتبقى مربوك مش عارف هترد على مين و لا مين, هتلاقي التالت طلع ف وشك و قالك حكمة القائد, و الرابع قالك اللحظة الحاسمة و الحرجة الخطيرة, و ساعتها هتلاقي العرق بدأ يشر منك و هتحتاج تطلع منديل من جيبك علشان تمسحه, و هنا هتبقى اللحظة الحاسمة للخامس علشان يقولك لا ينكرها الا جاحد. هنا هتقع من طولك يا حبيب قلبي , مش علشان مش عاجبك الكلام. ابدا ابدا. علشان هتعرف قد ايه انت تافه يا صديقي. قد ايه انت حثالة, انت لا شيء, انت فراغ في العدم السرمدي, إممممممم. معقولة الصيغة دي, أنت فراغ في العدم السرمدي اللامتناهي. أنت ذرة تراب في الكون الشاسع المترامي الاطراف. باختصار: انت الجاحد اللي كل الجرايد بتتكلم عليه. و نقطة و من اول الزفت يا روح قلبي
مفيش رقابة في بلدنا. بالعكس.. يمكن يكون فيه حاجة اسمها توجيه, اسمها ارشاد, اسمها مقارعة الحجة بالحجة. رقابة إيه و كلام يضايق إيه, ما بقينا خلاص ف عصر الانترنت يا كابتن

Saturday, May 13, 2006

تدويب الطبقات

تقوم حكومتنا بجهود دؤوبة في تذويب طبقات المجتمع. دي حاجة احنا عارفينها كويس, و شايفيبن كمان حكومتنا و هي بتدوبها, أي بتدوب طبقات المجتمع, و دا طبعا اعلى ما وصلت اليه طموحات الحاج لينين الله يرحمه و اللي اكيد لو كان عرف بجهود الحكومة في المنطقة دي كان اداها وسام الشرف الاحمر الفاقع, المهم, أن الحكومة, ممكن نقول مثلا, و دي حاجة طبعا مش عيب, مشيت خطوة ابعد من طموح لينين, او خطوة اقل, او خطوة على جنب, لان طبعا الابتكار مهم اثناء تطبيق الجمهورية العمالية, و لان طبعا مفيش نصوص مقدسة, المهم ان بدل الحكومة السوفيتية المصرية ما تقوم بتدويب الطبقية, يعني تلغي وجودها تماما و بتاتا و مرة واحدة و الى الابد و ونس اند فور ايفر, قامت دوبت الطبقات, يعني الغت الطبقات, يعني مسكت الفقرا و الاغنيا و النص نص و الغت وجودهم, يعني مش بس الطبقية اختفت انما كمان اختفى معاها الناس, و اللي كانوا هما العمود الفقري للطبقات زي ما احنا عارفين ولاد القحبة دول, و الشوارع بقت فاضية بس على المجتمع اللا طبقي اللي فضل منه تلاتة على قيد الحياة, هما ممثلي الحكومة ذات الروح الابتكارية المشهودة. و لان عملية تدويب الطبقات, بتفترض, زي ما المنطق بيقول يعني, وجود شيء تدوب فيه الطبقات, يعني زي ما السكر بيدوب في الشاي أو زي ما الملح بيدوب ف حلة الطبيخ, فبيفضل هنا خلل منطقي, ايه الشيء العام, ايه الحاجة الرهيبة, المتحكمة و الطاغية و السائدة بعمق و بعنف و على استحياء, اللي ممكن تكون الطبقات دابت فيها؟ مؤكد دابت ف البحر

Friday, May 12, 2006

عن الباهائية و الباهاوية

فجأة بنلاحظ حاجة غريبة في الشارع, حاجة مدسوسة و دخيلة و عميلة, بنلاحظ ان الناس بتكره البهائيين, و البهائية, الباهائية اللي الناس كلها بتكرهها, و ليهم حق طبعا, اولا , بسبب طبقي, علشان كلمة البهائية بتفكر الناس بالبهاوية, و هم, الناس, شعبنا الاحمر الجامد الحديد, بيكره اي مظهر للطبقية, زي البهوات و البكاوت و البشوات, , و ثانيا, على اساس انها حاجة برة نطاق الناس كلها, و ان الناس مسمعتش عنها, و هم معذوروين لان سمعهم تقيل, بالاضافة لان الباهائيين صوتهم واطي, يعني عيب خلقي في الناس و عيب خلقي في البهائيين, و المسالة كلها حاجة بسيطة و مافيش حد زعلان من حد و لا حد مترصد لحد لا سمح الله. دلوقتي, كل المطلوب من البهائيين مش انهم يجيبوا ميكروفونات, لان الميكروفونات اللي بيجيبوها صوتها واطي, و لا انهم يتنططوا في التليفزيونات, لان الناس, بما انهم مش سامعين عنهم اصلا, بيشوفوهم فبيقلبوا القناة. المطلوب من البهائيين, الان, اذا اراودوا اعترافا بهم, صريحا و سادرا و عميقا و رهيبا و مشعا و خطيرا, انهم يعملوا حفلة انتحار جماعي, ساعتها بس هيطلعوا في الصفحات الاولى ف الجرايد, و في القنوات الفضائية و الارضية كلها, و الناس مش هتقدر متسمعش عنهم. و لما تسمع عنهم, ساعتها, الناس, اللي هما حبوبين و ديمقراطيين و بيحبوا التعددية و بيحبوا حرية الرأي و العقيدة, هيحبوهم قوي, و ممكن كمان يدمعوا شوية و هما بيشوفوا حفلة انتحارهم, و ممكن, اكتر من كدا يا اخي, يقولوا عنهم "البهائيين الله يرحمهم". و دا برغم اننا كلنا عارفين ان الرحمة متجوزش الا على المسلم اللي ابوه و امه مسلمين, لكن ف غمرة العواطف النبيلة دي كل حاجة هتتنسى. و هيبان للعالم اخيرا قد ايه شعبنا طيب و ابن بلد و صاحب صاحبه.
uk]

إوعى تصدق

رحت الشغل النهاردة. استلمني واحد. واحد بحبه و بثق في كلامه, قال لي: يا اخي انت مصدق ان فيهم ناس كويسين؟ قلت له: مين؟ قال لي: هما. فهمت. قلت له: آه. قال لي: اوعى تصدق الموضوع دا. كلهم العن من بعض و أضل سبيلا. المرة دي طبعا ماقلتش مين.. لاني عرفت انه بيتكلم على هما.. المهم, و انا ف الاوتوبيس لقيت جاري بيقرا جريدة, بصيت له و قلت له. عفوا.. لو سمحت ممكن أشارك معاك في نقاش مهم. قال لي: اتفضل. قلت له: ايه رأيك فيهم؟ قال لي, و قد بدا عليه القرف و الانزعاج: كلهم أزفت من بعض. لا لا. إوعى تصدق حكاية ان فيهم يسار و يمين و الحركات دي, دي اشتغالات يا معلم. اصل انت طيب باين عليك. بص . بص. و شاورلي على الخبر في الجريدة و اللي كان نصه: الخبراء يقولون: كلهم عجينة واحدة ولا وجود للتعددية المزعومة داخلهم.طيب, دلوقتي يا اخي, و اسمح لي اتباسط معاك و اقولك يا اخي, مطرح ما بتمشي بتلاقيهم بيحذروك من انك تصدق ان فيهم ناس احسن من ناس او ان فيهم ناس و ناس, و دا حقيقي, التحذير موجود, و هو موجه للسذج اللي زي حضرتك, لانك ممكن تنخدع بسهولة, لكن السؤال اللي بيفضل قيد الدراسة هنا: اذا كان كله بيحذر من انك تصدق ان فيهم ناس احسن من ناس, كله كله, بلا استثناء يعني, فمين ابن اللبوة اساسا اللي قال ان فيهم ناس و ناس؟ على اساس ان كل كذبة.. سوري.. كل تحذير من تصديق كذبة, يستلزم بالاساس حد يكون كذبها اصلا, عمرك شفته؟ طب هو فين؟