Friday, June 29, 2007

كلمات مبلبلة عن بابل

فلما الرب بلبل كلام العالم، داخل البرج العملاق الذي اسمه من الان برج بابل، لف الناس حول أنفسهم ودماغهم ضربت وطاشوا ماطاشوا وصاروا لا يعرفون ويتش ايز ويتش ولماذا السريلانكي يتكلم السريلانكية والفنزويلي الفنزويلية اما المغربي فلا يتكلم الا المغربية

أما الحب. يا عيني عالحب. يا روحي عالحب. يا لهوي عالحب. الحب يغيرنا. الحب يعدل البشرية، يسير بها باتجاه خطوتها المستحقة، الدمار التام، تشوه الملامح. الحب بصقة جميلة على الوجه، الحب تعويرة وش فيها معلش، لانها تعويرة جميلة وعلقة وكلبة كما ينبغي ان تكون

ونائل المسكين، نائل الغلبان، رحل يبحث عن زميل طفولة كان يشبهه في الطفولة اما في ما بعد الطفولة فلا يعرف ان ظل يشبهه ام لا، نائل مسكين وغلبان نائل ، يا حرام. اذرفوا دموعا كثيرة لاجله والنبي

ولما الرب رمى صباعه العملاق على الارض فتكونت انهار واودية وجبال ومحيطات عرف الناس اختراع البصمة، صارت للاصابع بصمتها الخاصة، وللادباء بصمتهم الخاصة، اما ابن الانسان فلا يجد بصمته الا على وجه محبوبه. صار تشابه وجوه وصار اختلاف وجوه

والرب حين حكم بأن يكون الناس أجمعون من دكر واحد ونتاية واحدة حكم على البشرية ان تكون كلها بنتا لزنا الاخ باخته. لهذا الزنا سلام مربع وتحية، هذا الزنا الذي هو ابو الناس جميعا. امنحوا قليلا من الاحترام له يا ابناءه ويا بناته. اتكلموا عنه كويس ولا تضعوا رجلا على رجل امامه، فهو ابوكم وامكم وانور وجديكم

ولما تأخرت القواميس في الظهور، لما تباطأت شوية صغيرة، لما سارت الهوينى، خطوة قدام وخطوة ورا، صار الناس لا يعرفون كيف يكلمون بعضهم. تشقق البناء العملاق، الارض والبرج والبشرية التي هي ابنة نكاح المحارم. بسبب ماذا هذا يا ترى؟ بسبب عدم حماس دار النشر. ياله من سبب بالحريم أليق وياله من دمار راجل ابن ستين راج
ل



مقاطع غير منطقية الترتيب عن "بابل مفتاح العالم" ومنها، وفي انتظارها. رواية عن الحب والغيرة واللغة. عن البصمات والاخوة ونائل ومراد وسمية. رواية عن تشابه الوجوه

Friday, June 22, 2007

سبعة أسباب تجعلني أعشق التراب الذي يمشي عليه رجال حماس

أولا: ليس لدى حماس التقسيمات العقائدية الشوفينية التي لدى جميع الحركات الأيديولوجية الأخرى، فهي لا تفرق بين الإسرائيلي المدني والعسكري والفلسطيني الفتحاوي وغير الفتحاوي. تعتقد حماس أن الإنسان، بوصفه إنسانا، ليس حيوانا مفكرا وإنما حيوان مستحق للقتل. وبهذا تنطلق في أيديولوجيتها من أرضية إنسانية عامة، لا تفرق بين دين أو ملة. وهكذا تتجاوز جميع العقائد التي تعتمد على مركزية العرق والدين

ثانيا: حماس حركة إسلامية متخلصة بشكل مذهل من كل الجمود العقائدي والمذهبي الذي يميز سائر التيارات الأخرى، فهي تدخل الانتخابات الفلسطينية تحت راية أوسلو والقبول بها ثم تؤكد أن أوسلو غير ملزمة لها بعد وصولها إلى سدة الحكم، وتواصل هجومها ضد فتح بسبب قبول الأخيرة لأوسلو. وبهذا تحقق حماس مفهوما مرنا وبراجماتيا حديثا للسياسة لا يتسم بالتشنج ولا بالثبات المتصلب على المبدأ

ثالثا: تعتقد حماس أن العمل الداخلي، أي العمل داخل البيت الفلسطيني، هو العمل الأساسي، وتأتي بعده مواجهة الأعداء، ولتركيزها على العمل الداخلي فهي تبدأ بالتخلص من الشعب الفلسطيني، قبل أن تتجه إلى سائر الكائنات البشرية للقضاء عليهم، ولأنها تؤمن أنه ليس للأنا قداسة أو أفضلية على ما عداها، فهي توجه سلاح القتل لنفسها ولشعبها قبل أي شخص آخر

رابعا: تؤمن حماس بوحدة الوجود، وهي فكرة أنطولوجية غاية في الرقي عبر عنها كبار المتصوفة حيث يصبح الكل في واحد، وأنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا، فحماس هي الحكومة والمعارضة في آن. تتواجد حماس في مقاعد السلطة ولكنها أيضا تقود، في الشارع الغزاوي، الشغب والحرب ضد السلطة عينها

خامسا: وانطلاقا من رابعا، تجسد حماس المقولات الفوكوية بامتياز، عن الحرب التي تخترق جسد المجتمع، فسلاحها ليس مجاله ساحة المعركة مثلما في جميع الفلسفات والرؤى التقليدية، وإنما مجاله الشارع واستعراضات النصر والصور الاحتفالية والشجارات العادية. لا تتوقف الحرب عند جنس معين، كما سبق وقلنا في أولا، وإنما تمتد إلى جميع خلايا جسد المجتمع، وهي عينها مقولات فوكو والتي استوحاها من هوبز حول الحرب بوصفها المحرك الأساسي لأي مجتمع مدني، من هنا تواكب حماس أحدث صرعات الفكر الفلسفي الغربي، وتضيف إليه كذلك

سادسا: لحماس خلفية ثقافية نادرة المثال، فمشاهد الاستشاهديين على شرائط الفيديو قبل تنفيذهم عملياتهم الاستشهادية المقدسة، ومشاهد التمثيل بجثث المعارضين، تتم كلها بغرض تدليل بصر المواطن العادي، وهي أقرب إلى أن تكون مشاهد تنتمي للمسرح والسينما الحديثين، والاحتفاء الفني بالقتل هنا يجعل من الموت، بل وحتى القتل والتمثيل بالجثث، عنصرا يستحق الاحتفال. بهذا تجهد حماس لخلق البهجة الفنية في جميع مفردات العملية النضالية الجافة

سابعا: تؤمن حماس بالعدل. تؤمن بأن قضايا التحرر الوطني العادلة لابد لها من رجال لا يعرفون شيئا عن ابجديات التحرر الوطني. فحتى لا يتراكم المجد والبهاء كله في الأيدي الفلسطينية، ويحرم الآخرون، ومنهم الإسرائيليون، من ذلك المجد، فهي تسعى لأن تتكون من أولئك الرجال الذين لا يعرفون شيئا عن نيلسون مانديلا وغاندي وأمريكا اللاتينية بينما يدافعون عن قضيتهم العادلة إياها. بكلمات أخرى: لأن حماس تخجل دوما من الحقائق المطلقة، فهي تقوم بجعل قضية فلسطين أمرا أكثر نسبية، وأكثر صعوبة في الدفاع عنها مع استمرار إمساكها، أي حماس، بمقاليد الأمور. بهذا تُحطم اليقين المطلق، وهو حجر الأساس لسائر الفلسفات التقليدية، وتبدأ في تحقيق النسبية، التي تصل إلى إلقاء الشك على مدى عدالة القضية الفلسطينية، وهو ما يماثل زرع بذرة الحداثة في الفكر الفلسطيني المعاصر، الذي امتاز بطوباويته ودوجمائيته في العهد ما قبل

Friday, June 15, 2007

الذي تمخضت عنه الانسة تررم




الشاويش عطية يقترب من العسكري رجب ويسأله بغيظ مكبوت: شغلتك على المدفع بللم؟ من هنا نكتشف ان الاكس، السين، المجهول في الجبر، الذي كان مجرد رطانة قلد بها اسماعيل ياسين العسكري بجواره، يمكن ان يتم التعبير عنه بشكل صوتي واضح، وبوزن فعلن ايضا: بللم. ومن هنا ينطق اخونا محمود العسيلي بقلب جامد، وباستخدام نفس الوزن والفكرة: كان فيه بنت اسمها تررم، ضحكتها مش طبيعية

مشكلة العسيلي في اغنيتنا النهاردة واضحة، هو مش عارف اسم حبيبته، وعلشان كدا اختار لها اسم تررم. بمعنى آخر، خلونا نفتكس لها اي اسم، وليكن تررم مثلا، وخليكوا واخدين بالكو ان الاسم دا مش صحيح. ما بين الحاجتين دول، التعامل معها باسم تررم، والتعامل مع اسم تررم باعتباره اسم مش حقيقي، ببتيجي عقدة الاغنية

ذات يوم، كتب اخونا شكسبير مسرحية اسمها حلم ليلة صيف. اتكلم فيها عن فرقة مسرحية، الفرقة فقيرة الامكانيات ومكونة من خمس اشخاص، الحبيب والحبيبة وشخص واقف ما بينهم فاتح صباعه وهما بيتكلموا من خلال الصباع دا، وشخص واقف بعيد ومعاه لمبة. بيطلب المخرج، اللي هو الشخص الخامس، من الجمهور، انه يعتبر الشخص الاولاني حيطة بتفصل ما بينهم وهما بيتناجوا عبر الخرم اللي فيها، اما الشخص التاني فياريت تفترضوا انه القمر الذي يتناجى على اشعته الاحبة، هذا هو طلب المخرج

لعبة: (خلينا نفترض) هي لعبة الفن الاساسية. وهي لعبة الاغنية دي دلوقتي، خلونا نفترض ان اسم البنت تررم، بس مع عنصر تعقيد اضافي، خلينا نصدق ان اسمها تررم، وخلينا مش مصدقين، لان لو صدقنا ان دا اسمها الحقيقي، هتبقي فين مشكلة الاغنية؟ في حتة تانية، العسيلي بيقول: لما بنجرى وراها نتمنى ننول رضاها نفسنا نعرف اسمها ايه. بما يعني ان اسمها، بشكل واضح وقاطع، ليس تررم، وان العسيلي نفسه لا يعرف اسمها

فجأة الاغنية بتنقلب على نفسها. (لو كان
ابوها سماها... كان وفر وريحنا/ بدل ما نقعد ننده ونفضل زى ما احنا)، (لو كان ابوها سماها)، وبعدين مزيكا وفي الكليب بتترسم تلات علامات تعجب، ثم (كان وفر وريحنا). اذن المشكلة لا تبدأ من عدم معرفتنا بالاسم الحقيقي للآنسة تررم، وانما لان ابوها ماسماهاش اصلا، لانه لم يرغب في التوفير وفي اراحتنا. بنكتشف اننا تعرضنا لخدعة ثقيلة. بنكتشف ان الصيحة المدوية: كان فيه بنت اسمها تررم، لم يتبق منها الا الانقاض. انها انهارت بالتدريج. البنت اسمها مش تررم وانما هي واحدة منعرفش اسمها، وفي النهاية مش واحدة منعرفش اسمها وانما واحدة ابوها ماسماهاش اساسا، مسخ نصف بشري، يجري وراءه الجميع بينما هو كائن وهمي، على الحافة بين الوجود والعدم. الاغنية تلف حول نفسها، تتلوى، ثم تضرب نفسها في مقتل، لتصل الى المسخ اللي ميتسماش، اعظم الكائنات قاطبة

Friday, June 08, 2007

جرب نار الغيرة على دينك

دخلت مؤخرا في حوار غريب وعجيب. كان حوارا مع شخص يغار على دينه، او شخصين بالاحرى، وكان كل شوية حد منهم، ولنرمز له بالحرف س، يكلم التاني، اللي هو ص، ويقول له احييك على غيرتك على الدين. في النص كان ص القى بحكم غريب، وهو ان الغيرة على الجنس الاخر باطلة لانها ليست من الدين. كان بيكلم امرأة وكان بيوجه لها نصيحة، هو الاب الحامي الراعي الناصح الامين والمرشد المكين. افتكرت ساعتها ان في المقابل، وضد كلام اخينا، هناك حكم الديوث، من لا يغار على اهل بيته، بانه لن يدخل الجنة. نعمل ايه علشان نحل التناقض؟

واحدة مرة قالت لي ان خطيبها لما يحب يقول لها كلمة حلوة يقول لها انه نفسه يحبسها في مكان ومحدش يشوفها فيه خالص. اوكي ؟ ليه صاحبنا دا افتكر انه بيغازلها لما بيقول لها كدا؟ الاجابة: لان غيرة الراجل على الست هي اثبات لرجولته، وبشكل ما كمان، هي بتكيف الست، هي نوع من التزبيط زي المداعبة بيثيرها، زي ما بيثير الراجل تأوهها بصوت عالي، وهذا افضل لنشأة جيل جديد على تقوى الله طبعا. انما غيرة الست على الراجل، هي مش غلط طبعا زي ما اخينا قال، لكنها حماقة، قلة عقل، حاجة ظريفة، مش مفهومة ومالهاش لازمة الا اننا نضحك عليها

ستنا سارة وستنا عيشة، الاولانية مرات ابراهيم والتانية مرات الرسول: لم اسمع قصة غيرة سارة على ابراهيم بعد زواجه من هاجر الا وكان يرافقها تفسير فحواه ان الغيرة هي طبع النساء، مع ابتسامة، ماوصلتش لدرجة هازئة، وانما متعاطفة مع الكائنات الناقصات عقلا ودينا. اما عيشة فقصتها اكثر طرافة، الحميراء الامورة الهوجاء الغيورة، اللي حواراتها مع الرسول هي اكثر الفصول امتاعا في السيرة النبوية بالنسبة لي. والشيء الوحيد المؤكد: انه عندما يتعلق الامر بغيرة عائشة على محمد، فدا دايما بيتم نسبته لصغر عقل النساء، مع شخطة من الرسول لان كلمة بتطلع منها عن خديجة وبرطمة منها، وابتسامة متسامحة من شيوخنا. اما العكس، حديث الافك عن عائشة، فاحساس الرسول هو احساس مهيب وجليل. حزنه وهمه واغتمامه هو الدراما بعينها. إذن هناك غيرة محمودة، لا يدخل الرجل بدونها الجنة، وغيرة اخرى ليست مذمومة وانما مرحة، خفيفة، ينبغي المسامحة عليها، لان هذه، هنعمل ايه يعني، طبيعة النساء التي يعجز اعظم علماء النفس عن تفسيرها. إهئ إهئ إهئ

هنا بس بفتكر معنى الغيرة على الدين، اللي كان س بيهني ص عليها، فيبادله ص التهنئة باحسن منها. إذن، وبناء على ما سبق، يبقى الدين هنا هو العنصر الانثوي، والشخص المدافع عنه هو العنصر الذكوري. الدين واحد، والمتعاملون معه كثر، وهو دا السبب اللي بيخلينا نغير عليه من الاخرين، اللي مش بس بيهاجموه وانما بيستعملوه، بيدعوا قربهم منه، فنضطر نزايد عليهم في كل موقف علشان نثبت ان الدين دا بتاعنا بس، وانه مهما التزم به الكثيرون فمفيش حب في قلبه الا احنا، وان انا وهو واحد. دا احنا صوت ربنا على الارض. وموتوا بقى يا عوازل
تحديث
طبعة مبسطة من البوست
تتحدث التدوينة المعنونة ب(جرب نار الغيرة على دينك) والتي كتبتها أنا المواطن نائل الطوخي عن نوعين من الغيرة، غيرة المرأة على الرجل، ويراها الناس غيرة سلبية، وغيرة الرجل على المرأة، ويراها الناس غيرة إيجابية، مع الإشارة إلى مفهوم الغيرة على الدين، حتى تصل التدوينة إلى نتيجة مؤداها أنه مادامت الغيرة على المرأة هي الأمر الإيجابي فالغيرة على الدين، وهي أمر إيجابي آخر بالضرورة، تفترض أن الدين ما هو إلا امرأة نغار عليها من الآخرين، وغير ذلك من مفاجآت ومواقف كوميدية وطريفة يزخر بها البوست فلا تفوتنكم قراءته
وشكر واجب لكل من نبهني الى صعوبته مما اضطرني لاضافة هذه الطبعة المنقحة

Friday, June 01, 2007

طريقة فاشلة لتحرير الأقصى



بدون فزلكة كتير، لكي تحرر الاقصى، سافر فورا الى اسرائيل، انزل في القدس الشرقية. دور على المسجد الاقصى واقف قدامه ودافع عنه ضد البلدوزرات، لو كان معاك سلاح دا هيبقى احسن كتير طبعا، ولو حجارة هيمشي الحال. حاجة من اتنين، يا اما تموت، ودا احتمال وارد طبعا، يا اما تنتصر على الدبابات اللي هتنسحب قدامك وتلاقي كل المواقع العسكرية الاسرائيلية في القدس اختفت وانسحبت قدام قوة الار بي جي بتاعك وبالاساس طبعا القوة الروحية اللي بيبثها الاقصى في قلبك. هنا هتكون انت انتصرت يا بطل. هترجع مصر فرحان طبعا وفخور بنفسك. فارد طولك وعامل صباعينك على شكل (في) طول الطريق. هتواجه مشكلة واحدة في مصر، هيبقى فيه ختم اسرائيلي على جوازك طبعا. بمعنى اخر. انت تطبيعي، نظرا لسفرك الى اسرائيل وموافقتك على هذا الختم بالتحديد. للاسف الشديد، برغم النجاح المضمون لهذا النوع من المقاومة في تحرير الاقصى، لاينصح به ابدا. انه نوع من الخيانة الوطنية في ذات الوقت، حتى لو كان اسمك ادوارد سعيد او اهداف سويف
وبالفعل، اكتر لحظاتنا اللي طبعنا فيها مع اسرائيل ماكانتش في التسعينيات، أبدا بالعكس، دي كانت ايام الحروب مع اسرائيل، وكنا بنطبع في نفس الوقت اللي كنا بنحارب فيه. تخيلوا لو عسكري رفض الذهاب الى الجبهة للحرب في 73 بحجة ان هناك اسرائليين وانه مابيتواجدش في مكان فيه اسرائيليين، كانت الحرب ستنتهي بهزيمة ساحقة طبعا، بس اكيد ان الجندي دا كان هيبقى اكتر اعتزازا بنفسه من اي قائد عسكري دنس عينيه برؤية الاسرائيليين لمواجهتهم، او تخيلوا لو قائد عسكري ما شال كلمة اسرائيل وحط بدالها، من منطلق وطني شديد النبل، كلمة فلسطين، على اعتبار ان مفيش حاجة اسمها اسرائيل وانما هي اصلا فلسطين، ودخلنا حرب 73 ضد فلسطين مش ضد اسرائيل، كانت هتبقى مشكلة، صح؟
الحرب هي اول مرحلة لرؤية الشخص اللي قدامك، لمواجهته وللتعامل معه، ويمكن بمعنى من المعاني، للاعتراف به. الحرب تعني بالتحديد، ان فيه جبهتين، المحور والحلفاء، اثيوبيا واريتريا، امريكا والاتحاد السوفييتي، مصر واسرائيل، مش كيان حقيقي وكيان مزعوم. دي هي مشكلتها الاساسية، الرعب الرهيب الكامن في وجودها. حد ممكن يحل المشكلة دي؟
انا شايف ان الحل الوحيد، للحفاظ على مسلماتنا الوطنية والقومية، اللي هي فعلا جديرة بالحفاظ عليها، هو ان نتوقف فعلا، ومنذ هذه اللحظة، عن مواجهة أعدائنا، وكل حي ف حاله، لانه كيف نواجه شخصا غير موجود اصلا؟