Thursday, May 25, 2006

هجرة مصرية


معظم الناس, ان لم يكن كلهم, عاوزين يهاجروا, و بالتأكيد انهم عاوزين يهاجروا من مصر, لان معظم اللي اعرفهم طبعا عايشين ف مصر, بما انهم مصريين يعني, و بما اني مصري كمان, ما علينا, المهم, ان كلهم عاوزين يهاجروا من مصر. بينما انا العكس, لا لا يا اخي.. مش ان عاوز افضل ف البلد دي علشان نيلها و ماذنها و شوارعها.. انا عارفك رومانسي و ممكن تقول كدا.. الحقيقة اني انا عاوز مصر هي اللي تهاجر مني.. يعني, عاوز الاتي: بت يا مصر, اطلعي برة البلد دي زهقتينا. روحي اعملي لنا كوباية شاي و مترجعيش تاني. كتك داهية ف شكلك العفش. او , باسلوب اكثر تهذيبا, مدام مصر. مش كدا؟ احم, سعدت جدا بالتعرف على حضرتك, بسمع عن حضرتك من زمان والله يا افندم, ليه متعرفتش عليكي وقتها, مشاغل والله, ماكانش فيه وقت, حضرتك عارفة بقى, الدنيا تلاهي, هئ هئ هئ. بعد اذنك يعني, ممكن اطلب من حضرتك, لو ممكن يعني, اذا مفيهاش اساءة ادب, بس تغادري البلد شوية كدا بس, لاني يعني, كنت حابب ادخن سيجارة و مش حابب ازعج حضرتك يعني, هئ هئ هئ
لا يا اخواتي , مش هقعد لوحدي في البلد بعد خروج مصر بنيلها و شعبها و اغانيها و شوارعها و مدنها العبيطة, انا اقل انانية من هذا, انا هعزم اصحابي, اللي مش مصريين المرة دي, من كل قارات العالم, و اللي هيكونوا طردوا بلادهم هما كمان طبعا, حسب اتفاقنا يعني, و نسهر ليلة في افريقيا, ليلة في امريكا الجنوبية, ليلة ناخد غطس في الاطلنطي, ليلة نعمل دولة, و نأسس حضارة ساعة مغربية, نعمل ديكتاتورية, استعمار, نزرع عنصرية في كل مكان, و مفيش مانع كمان من كام ميل تقدمي, يعني حبة حرية على حبة مساواة على حبة اشتراكية على شوية تسامح مع الاخر, بس الأهم من كل حاجة, نخترع لنا ركن صغير كدا, ممكن بعد ما نعمل العمايل دي كلها, نسهر كل ليلة نشرب فيه. ياااااااااه. اطلعي برة بقى و النبي يا اختي

Thursday, May 18, 2006

كريزة

أنت.. أنت.. ماشي في الشارع.. أنت ماش في عرض الطريق, و دا بيحصل أحيانا, أغلبنا, إن لم يكن كلنا, بنمشي في الشارع, أو في عرض الطريق, مفيش فرق. المهم, زي أي شارع قاهري عادي, الساعة إتناشر الضهر, بيكون الترزي شغال في محله, و بيكون مشغل ضربات القدر لبيتهوفن, دا طبيعي يعني, و بيكون محل البقالة مشغل, مشغل إيه, مشغل موسيقى البحث عن ديانا طبعا لعمر خيرت. و طبعا هتلاقي كعادة أي شارع مصري شعبي الساعة اتناشر الضهر , هتلاقي اتنين حبيبة, ولد و بنت طبعا, بيلتعبوا باتيناج في الشارع و هما بيدندنوا صفارة بحيرة البجع لتشايكوفسكي. و جنبيهم قهوة شعبية مشغلة شهرزاد لكورساكوف. طبعا هيكون فيه حفلة في بيت ما, لازم هيكون فيه حفلة, و طبعا هتكون مشغلة الدانوب الازرق لشتراوس, أمال هتشغل إيه يعني. طبعا, المسيح بتاعة هاندل هتكون بترن اكيد في الكنيسة المجاورة و انت سامعها و تنك ماشي. كمان يا صديقي انت ممكن تحس انك جزء من المكان لما السمفونية الاربعين لموتسارت, السمفونية الاربعين خصوصا, , عمالة تترقص عند محل الكشري اللي ف اول الشارع, و ممكن كمان انك تلاقي نفسك ماشي على ايقاعها. المهم, و هنا, و دا هيحصل مش زي اي شارع مصري عادي بالمناسبة, ممكن هنا بالزبط, تاخدك كريزة ضحك, طبعا مفيش سبب للضحك دا, انما هتلاقي نفسك بتضحك قوي قوي, و بشدة رهيبة, و هتلاقي عينيك دمعت و بقيت مش قادر تقف على رجلك, و كل شوية الضحك هيعلي و ممكن يبقى ضحك هستيري فظيع , هتقع على الارض و هتقعد تخبط في الارض بايدك و انت مش قادر تمسك الضحك, و هيعدي جنبك الاتنين الحبيبة اللي بيدندنوا تشايكوفسكي و هتمسك رجلهم جامد قوي لانك بتحاول تبطل ضحك و كل شوية الضحك عمال يزيد. طبعا مش هيبقى فيه سبب للضحك دا يا كابتن. هيبقى ضحك مجاني. ضحك برة السياق. و هتكتشف ساعتها ان مخرج المشهد اللي انت عايشه مخرج رايق. او مخرج مش مركز. او مخرج, ممكن نقول, مخرج هليهلي, و هتمسك كمان الحاجات اللي انت عملتها بشكل مجاني النهاردة و هتلاقيها كتار فعلا, يعني, و هنا انت بتحاسب نفسك, انا عطست النهاردة و دا اكيد ماكانش له غرض درامي في المشهد, و انا اكلت نص رغيف جبنة مع ان المربة اوقع فنيا. انا اسمي سامي مع ان عادل اقرب لجماليات الكاميرا, او اسمي عادل مع ان خالد يمشي اكتر مع الاحداث الدرامية. هتكتشف دا يا اخي. و فجأة هتلاقي كريزة الضحك زادت و زادت, و انك ضعت خالص. هتلاقي نفسك مش قادر تشوف اللي قدامك, و الدموع عمالة تسح منك من كتر الضحك

Tuesday, May 16, 2006

محل اتفاق

قضيتنا محل اتفاق جميع القوى السياسية. طبعا فيه بعض الناس, إمممممممممم, زي العادة يعني, مش متفقين, و لكن كل من عداهم متفقين. برغم كل الناس اللي مش متفقين برضه, مضطر اعترف يعني, مش قليلين, هما كتار لدرجة ان عندهم القدرة انهم يقوموا بالفعل دا, و لا أبالغ إذا قلت الفعل المشين, انهم ميتفقوش, و خد عندك: بتمسك واحد منهم و تقوله انت ليه مش متفق, يعني علما ان كل زمايلك اتفقوا. هيقولك مش متفق لاني مش مقتنع, و طبعا هيرصلك سببين تلاتة علشان ميتفقش و هو ضميره مستريح. و طبعا احنا عارفين ان الغرض من الاسباب اللي قالها مش انه يحطني في موقف, نقول إيه, موقف, موقف مش ولابد, انا اللي قلت انه كل الناس متفقين على القضية اياها و طلع هو زي الجحش, لامؤاخذة طبعا, علشان يقول لاء بقى, و و لكن كمان, هو كمان بيهدف لحاجة تانية, حاجة خسيسة للاسف, حاجة متعلقة بالاسباب نفسها اللي قالها علشان ميتفقش, اي, تتصل بعدم اقتناعه فعلا, يعني هو يا اخي مش متعمد يبوظ لك خطبتك و لا متعمد يضرب كرسي في الكلوب, لا, و لا هو مبعوت من ناس هددوه و لا هو قابض من جهة رسمية او حكومية او عميلة او مستقلة او تابعة او امريكية او محلية او اصولية او متعاطفة مع الارهابيين, لا طبعا, و دا اللي ممكن يخلينا نقدر نوصف فعله فعلا بالفعل المشين. يا اخي هو مش مجبر يكون مش متفق معانا على قضيتنا. هو راجل مختار بضميره الحر, و زي ما انت عارف يا صديقي, الحر هنا ما بين قوسين كبار, او ممكن نشفع ضميره الحر مثلا بكلمة هي اللي تضرب كرسي في الكلوب المرة دي, يعني نقول مثلا: ضميره الحر بروح امه, أو بضميره, آل إيه يا عومر, الحر. قصره, الراجل مختار بضميره المدعو حرا, من هنا ممكن نبقى مستريحين جدا و احنا بنقرر المعاملة بالمثل, بمعنى أنه, إحم, تقرر منع اي واحد من افراد جماعتنا من الاتفاق في الرأي مع جماعتهم. تقرر ان نكون جزءا منشقا و متمردا عليهم. و ان نقف لهم دائما كاللقمة في الزور, كاللقمة الناشفة في الزور, كاللقمة الناشفة في الزور الملتهب, و تقرر منحنا, نحن فقط, الحق الجوهري في ان نتفق على الاشياء التي هي محل اتفاق الجميع بلا استثناء, لإن في النهاية, المسألة لسة ما لمتش. و لسة قضايانا اللي كل الناس متفقة عليها مش محتاجة للناس دول علشان يتفقوا عليها.

Sunday, May 14, 2006

رقابتنا اليوم

رقابتنا اليوم رقابة لذيذة, نغشة و شقية و عفريتة. رقابتنا رقابة مرنة, مرنة إلى درجة, اسمح لي, انعدام الرقابة. نقطة و من اول السطر
النهاردة ممكن قوي تقف في الشارع و تشتم الحكومة, ممكن أوي, ليه لأ, ليس هناك ما يمنع. يعني هل تفترض سيادتك أن البوليس هسيحبك على القسم علشان يعمل لك محضر. أبدا. انت ببساطة هتلاقي قدامك خمس رجالة, لا لا, مش مخابرات, هتاقيهم ناس عاديين, واحد بيجيب عيش و ولية ساحبة بنتها على المدرسة, واحد منهم هيرد عليك, هيقولك انجازات, و انت هتضحك بسخرية طبعا, لانك عديم البصر و البصيرة يا صديقي الصدوق, , و هتيجي ترد عليه هتلاقي التاني يقولك تحديات, و انت هتبقى مربوك مش عارف هترد على مين و لا مين, هتلاقي التالت طلع ف وشك و قالك حكمة القائد, و الرابع قالك اللحظة الحاسمة و الحرجة الخطيرة, و ساعتها هتلاقي العرق بدأ يشر منك و هتحتاج تطلع منديل من جيبك علشان تمسحه, و هنا هتبقى اللحظة الحاسمة للخامس علشان يقولك لا ينكرها الا جاحد. هنا هتقع من طولك يا حبيب قلبي , مش علشان مش عاجبك الكلام. ابدا ابدا. علشان هتعرف قد ايه انت تافه يا صديقي. قد ايه انت حثالة, انت لا شيء, انت فراغ في العدم السرمدي, إممممممم. معقولة الصيغة دي, أنت فراغ في العدم السرمدي اللامتناهي. أنت ذرة تراب في الكون الشاسع المترامي الاطراف. باختصار: انت الجاحد اللي كل الجرايد بتتكلم عليه. و نقطة و من اول الزفت يا روح قلبي
مفيش رقابة في بلدنا. بالعكس.. يمكن يكون فيه حاجة اسمها توجيه, اسمها ارشاد, اسمها مقارعة الحجة بالحجة. رقابة إيه و كلام يضايق إيه, ما بقينا خلاص ف عصر الانترنت يا كابتن

Saturday, May 13, 2006

تدويب الطبقات

تقوم حكومتنا بجهود دؤوبة في تذويب طبقات المجتمع. دي حاجة احنا عارفينها كويس, و شايفيبن كمان حكومتنا و هي بتدوبها, أي بتدوب طبقات المجتمع, و دا طبعا اعلى ما وصلت اليه طموحات الحاج لينين الله يرحمه و اللي اكيد لو كان عرف بجهود الحكومة في المنطقة دي كان اداها وسام الشرف الاحمر الفاقع, المهم, أن الحكومة, ممكن نقول مثلا, و دي حاجة طبعا مش عيب, مشيت خطوة ابعد من طموح لينين, او خطوة اقل, او خطوة على جنب, لان طبعا الابتكار مهم اثناء تطبيق الجمهورية العمالية, و لان طبعا مفيش نصوص مقدسة, المهم ان بدل الحكومة السوفيتية المصرية ما تقوم بتدويب الطبقية, يعني تلغي وجودها تماما و بتاتا و مرة واحدة و الى الابد و ونس اند فور ايفر, قامت دوبت الطبقات, يعني الغت الطبقات, يعني مسكت الفقرا و الاغنيا و النص نص و الغت وجودهم, يعني مش بس الطبقية اختفت انما كمان اختفى معاها الناس, و اللي كانوا هما العمود الفقري للطبقات زي ما احنا عارفين ولاد القحبة دول, و الشوارع بقت فاضية بس على المجتمع اللا طبقي اللي فضل منه تلاتة على قيد الحياة, هما ممثلي الحكومة ذات الروح الابتكارية المشهودة. و لان عملية تدويب الطبقات, بتفترض, زي ما المنطق بيقول يعني, وجود شيء تدوب فيه الطبقات, يعني زي ما السكر بيدوب في الشاي أو زي ما الملح بيدوب ف حلة الطبيخ, فبيفضل هنا خلل منطقي, ايه الشيء العام, ايه الحاجة الرهيبة, المتحكمة و الطاغية و السائدة بعمق و بعنف و على استحياء, اللي ممكن تكون الطبقات دابت فيها؟ مؤكد دابت ف البحر

Friday, May 12, 2006

عن الباهائية و الباهاوية

فجأة بنلاحظ حاجة غريبة في الشارع, حاجة مدسوسة و دخيلة و عميلة, بنلاحظ ان الناس بتكره البهائيين, و البهائية, الباهائية اللي الناس كلها بتكرهها, و ليهم حق طبعا, اولا , بسبب طبقي, علشان كلمة البهائية بتفكر الناس بالبهاوية, و هم, الناس, شعبنا الاحمر الجامد الحديد, بيكره اي مظهر للطبقية, زي البهوات و البكاوت و البشوات, , و ثانيا, على اساس انها حاجة برة نطاق الناس كلها, و ان الناس مسمعتش عنها, و هم معذوروين لان سمعهم تقيل, بالاضافة لان الباهائيين صوتهم واطي, يعني عيب خلقي في الناس و عيب خلقي في البهائيين, و المسالة كلها حاجة بسيطة و مافيش حد زعلان من حد و لا حد مترصد لحد لا سمح الله. دلوقتي, كل المطلوب من البهائيين مش انهم يجيبوا ميكروفونات, لان الميكروفونات اللي بيجيبوها صوتها واطي, و لا انهم يتنططوا في التليفزيونات, لان الناس, بما انهم مش سامعين عنهم اصلا, بيشوفوهم فبيقلبوا القناة. المطلوب من البهائيين, الان, اذا اراودوا اعترافا بهم, صريحا و سادرا و عميقا و رهيبا و مشعا و خطيرا, انهم يعملوا حفلة انتحار جماعي, ساعتها بس هيطلعوا في الصفحات الاولى ف الجرايد, و في القنوات الفضائية و الارضية كلها, و الناس مش هتقدر متسمعش عنهم. و لما تسمع عنهم, ساعتها, الناس, اللي هما حبوبين و ديمقراطيين و بيحبوا التعددية و بيحبوا حرية الرأي و العقيدة, هيحبوهم قوي, و ممكن كمان يدمعوا شوية و هما بيشوفوا حفلة انتحارهم, و ممكن, اكتر من كدا يا اخي, يقولوا عنهم "البهائيين الله يرحمهم". و دا برغم اننا كلنا عارفين ان الرحمة متجوزش الا على المسلم اللي ابوه و امه مسلمين, لكن ف غمرة العواطف النبيلة دي كل حاجة هتتنسى. و هيبان للعالم اخيرا قد ايه شعبنا طيب و ابن بلد و صاحب صاحبه.
uk]

إوعى تصدق

رحت الشغل النهاردة. استلمني واحد. واحد بحبه و بثق في كلامه, قال لي: يا اخي انت مصدق ان فيهم ناس كويسين؟ قلت له: مين؟ قال لي: هما. فهمت. قلت له: آه. قال لي: اوعى تصدق الموضوع دا. كلهم العن من بعض و أضل سبيلا. المرة دي طبعا ماقلتش مين.. لاني عرفت انه بيتكلم على هما.. المهم, و انا ف الاوتوبيس لقيت جاري بيقرا جريدة, بصيت له و قلت له. عفوا.. لو سمحت ممكن أشارك معاك في نقاش مهم. قال لي: اتفضل. قلت له: ايه رأيك فيهم؟ قال لي, و قد بدا عليه القرف و الانزعاج: كلهم أزفت من بعض. لا لا. إوعى تصدق حكاية ان فيهم يسار و يمين و الحركات دي, دي اشتغالات يا معلم. اصل انت طيب باين عليك. بص . بص. و شاورلي على الخبر في الجريدة و اللي كان نصه: الخبراء يقولون: كلهم عجينة واحدة ولا وجود للتعددية المزعومة داخلهم.طيب, دلوقتي يا اخي, و اسمح لي اتباسط معاك و اقولك يا اخي, مطرح ما بتمشي بتلاقيهم بيحذروك من انك تصدق ان فيهم ناس احسن من ناس او ان فيهم ناس و ناس, و دا حقيقي, التحذير موجود, و هو موجه للسذج اللي زي حضرتك, لانك ممكن تنخدع بسهولة, لكن السؤال اللي بيفضل قيد الدراسة هنا: اذا كان كله بيحذر من انك تصدق ان فيهم ناس احسن من ناس, كله كله, بلا استثناء يعني, فمين ابن اللبوة اساسا اللي قال ان فيهم ناس و ناس؟ على اساس ان كل كذبة.. سوري.. كل تحذير من تصديق كذبة, يستلزم بالاساس حد يكون كذبها اصلا, عمرك شفته؟ طب هو فين؟