Thursday, November 23, 2006

صليب المسلمين

الحجاب عنوان حياتنا دلوقتي. الحجاب مش فرض ديني، و مش رمز ديني، الحجاب رمز الدين، رمز الإسلام. واحدة مرة بتقولي ان حجاب الست مش لازم يبقى حجاب على العقل. اضطريت اجاريها ف الكلام. هو فعلا مش شرط يبقى حجاب على العقل. كملت كلامها علشان تبرهن لي كمان ان صعب اوي على الست المسلمة انها متبلسش الحجاب: انا بنتي بيفتكروها دايما مسيحية علشان مش محجبة. هنا مقدرتش ماصرخش، كنت مرعوب على المصير الاسود لبنتها: يا خراشي. هي حصلت يفتكروها مسيحية؟
على مدار سنوات طويلة كان الحجاب بيأدي دوره السري، اللي فضل يقوم بيه على مدار السنين اللي فاتت، بخلاف دوره العلني واللي كان التأكيد على الالتزام البنت و درء الفتنة. الدور الخطير هو التمييز بين معسكري المؤمنين و الكافرين. بما إن المسيحيين ساعات مش بيبينوا الصليب، و ساعات كمان بيحاولوا ان اساميهم ما تدلش على دينهم، علشان يعملوا راسهم براس المسلمين، يبقى مفيش بد من ان احنا نميز نفسنا بسرعة، ان احنا نفرز نفسنا بسرعة و نعرف مين فينا تبع معسكر دولم و مين تبع معسكر دوكهما. هكذا يا أحباب رسول الله تدور بسرعة شديدة ماكنة الولاء و البراء
على الناحيتين كانت شغالة الماكنة. ليه الست المسيحية في الجنوب بتحط طرحة. وليه بتختفي الطرحة بس في المدن، و ف الغالب ف مدن بحري بس؟ يمكن لان موضوع الهوية بيبقى مهم كل ما ازدادت ثقافة الشخص وكل ما ازداد اقترابه من مركز الهوس اللي اتربينا فيه، القاهرة، و اقصد هنا الهوية اللي بنعبر عنها بالرموز. بما ان كل رموز حياتنا موجودة في القاهرة: الريس، الوزارات، المطار، و لكن بالتحديد الازهر والكاتدرائية. المسيحيين في الشمال بسرعة بيستجيبوا لاختبار الهوية، بيفرزوا نفسهم بسرعة، بيقرروا انهم ميتحجبوش، ان الطرحة المعتادة اوي في الريف و الصعيد هي امر غير مرغوب في القاهرة و اسكندرية، علشان نعرف من امتلأ قلبه بمحبة ربنا و مخلصنا يسوع ممن لم يمتلئ قلبه. وتزداد اتساعا مملكة البتنجان.. مملكة البتنجان اللي كانت وزارة الثقافة، و معاها الرياسة وسائر الوزارات، هما العنصر الاساسي في تنميتها طول سنوات طويلة قبل كدا
هه يا عم روقة يا شهيد الحرية يا جامد.. ياللي بتولع البلد بتصريحين تلاتة اسم الله عليك. يا بتاع الورد يا رومانتيكي يا عظيم. ياترى الست والدة حضرتك كانت بتروح الجامعة والشغل من غير حجاب من كتر حبها ف الورد و لا لان ماكانش فيه وقتها قتل على الهوية ولان الحجاب كان لسة بدري عليه اوي اوي على ما يبقى هو صليب المسلمين؟

Wednesday, November 15, 2006

دين جديد

الإنسان ياخوانا، بطبيعة كونه كذلك، بطبيعة كونه من خلق الله، مايقدرش يتسم بصفتين، الضعف و الشر، ليه؟ لإنه خليفة لله على الأرض. و لو تخيلنا انه بيتسم بالشر أو الضعف دا يعتبر إهانة مباشرة للسماء. طيب. بيترتب على دا إنه لا وجود للشر أو الضعف على الأرض، و بين البشر و بعضهم البعض، فبالتالي بتبقى كل المذابح الهايلة في التاريخ، كل الجرايم المأساوية اللي ميزت قرننا العشرين و القرون السابقة عليه، كل جرايم النازيين و الفاشيين و الإسرائيليين و الروس والأمريكان والإرهابيين من كل جنس و دين، كل دول مبيعملوش جرايم، لأن الجرايم تستلزم مش بس انهم يكونوا أشرار، و دي صفة ميصحش تتقال على اللي ربنا خلقه بإيديه، و إنما كمان لأنها بتستلزم أن ضحاياهم يكونوا ضعفا، و دي صفة تانية برضه مش منطقي أن يتسم بها الإنسان
ليه بقى كل القتل و المذابح دي، إيه تفسير دا؟
من وجهة نظر البوست دا، فيه نوع من مداعبات التاريخ، هتلر بيهزر مع ضحاياه الستة مليون من اليهود و الخمستاشر مليون من الروس. الإسرائيليين بيضحكو شوية مع جيرانهم العرب. أما الأمريكان حبوا أنهم يؤلفوا شكل طريف من اشكال الاحتكاك بالشرق الاوسط فدخلوا العراق و ادوا لاسرائيل أسلحة علشان تعمل كل اللي هي عاوزاه، والدكتاتوريين، العرب و غيرهم بالمناسبة، اضطروا انهم يدخلوا جوا من الفكاهة داخل بلادهم الكئيبة والمظلمة فغمزوا لشعوبهم غمزة افتكرتها الشعوب دي منعا لحرية التعبير و اعتقال و حبس و تحرش بالستات و الخ الخ الخ
طيب؟ صحيح ان في الكون بتاعنا مفيش شر ولا ضعف. لكن فيه عيب تاني: تقل الدم. لما يجيي واحد يهزر معاك هزار لطيف شوية، مش منطقي انك تقول كلام كبير، دا لا يقل سماجة عن تحليل نكتة عن الصعايدة من منظور أنثروبولوجي. يعني الرد على كل جرايم اسرائيل مايجيش بالمقاومة و لا العنف المضاد وكدا، لان دا أساسا هو اعتراف مبطن بأن هناك قوة شريرة ينبغي التصدي لها. ودي إهانة غير مباشرة لفكرة الإنسان في حد ذاته، الإنسان اللي خلقه الله. الرد الأكثر منطقية وأكثر إيمانا على ما يدعى جرائم هو الضحك. لما حد يقول نكتة لازم تضحك، حتى لو النكتة مش مضحكة، لان معنى انك متضحكش ان دمك تقيل، فما بالك لو ضربته بعنف عقابا له على نكتته
الانسان اعظم ما خلق الله ياخوانا. الطف كائن و ارق كائن و اظرف كائن. من هنا الكون بتاعنا لسة موصلوش اختراع اسمه الظلم او التعذيب او الجريمة