Friday, August 31, 2007

طلاق ولا مش طلاق

....................

ص: زي ما تقول اخويا كان بيتخانق مع مراته وانا بحوش.. اخويا الصغير.. المهم ايه، قعد يخبط بالروسية، خبطني هنا.. المهم اتعورت. جه واحد صاحبنا ماشي؟ بيقول اخوك ومش اخوك قلت لا، يا عم اخوك وصالحه قلت لا، لا اصالحه ولا حاكلمه. تكون مراتي حرمانة عليا ومتطلقة بالتلاتة ان كلمته. جيت حصلت مشكلة بعد كدا اخويا دا تعب. طبعا ايه اتلمينا على بعضينا تاني واتكلمت معاه

....................

ص: عاوز اعرف دا طلاق ولا مش طلاق. تاني حاجة كانت مراتي برضه ايه زعلانة مع بنت خالتها وبتاع وفيه مشاكل. قلت لها لا تكوني طالقة لو رحتي كلمتيها. انا سافرت، كلمتها. تالت مرة انا جاي، قبل ما اجي بقى، انا في الصعيد اصلا، قالت لازم اتطلق دلوقتي. حصلت مشكلة وبتاع، إلا اتطلق. اتخنقت. قلتلها انتي طالق. فعاوز اسال بقى، في البلد عندنا قالوا منقدرش نفتيك

....................

ص: بمعنى ان منقدرش نقول لك على حاجة لان دي حاجات كبيرة علينا ومش قادرين احنا ايه نقولك، يا دار افتا الازهر يا دار الافتا

....................

ص: لا هما بصراحة عندنا ناس اخوة جامدة جامدة، بس برضك قالت لا. منقدرش نتعرض للمسائل دي، لان انا بعد كدا كمان جامعت مراتي، بعد دا كله جامعتها. عاوز اعرف حرام حلال بتاع صالح كدا

....................

ص: لا انا شغال هنا بقالي فترة

....................

ص: جاي الازهر مخصوص والله، جيت لقيتو قفل، ولازم اتطمن. انا مابنامش على فكرة لان لو كانت طالق صحيح يبقى الموضوع دا موضوع زنا

أمام لجنة الافتاء بالازهر، كان صاد يحكي شارحا لي سبب لجوئه لطلب فتوى، وكنت أنا أسجل ما يقوله. مطلوب منك عزيزي القارئ شرح ثلاثة دروس مستفادة من هذا الحوار مع الاستعانة بإحدى العبارات الآتية أو كلها: "الطلاق كنظام ذكوري. تغييب المجتمع. المواطن العادي والقضايا اليومية"

Friday, August 24, 2007

عن موضوع الشاي والشعرة صرح مصدر غير مسئول

بما أنني أشرب الشاي أحيانا، وهذا ليس سرا، إذن فلا ضير من الحديث بحرية عن المدلولات السيميوطيقية لتجربة شرب الشاي.

***

بعد بضعة شفطات يكون الشاي قد أوشك على الانتهاء، يكون التفل، يحيط به بعض السائل، قد شكل بحيرة راكدة في قعر الكوباية. يأنف ذوو الأنفس العفيفة من إكمال شايهم، أما أنا فألحقهم بعد شفطة. أشفط شفطة من البحيرة الراكدة بالأسفل، والنتيجة الحتمية هي أن خيطا من تفل الشاي، أو بالأحرى، مجموعة من الخيوط المتجاورة المرصوصة بشكل منتظم وهندسي بديع كأنها سرب من النمل، تتكون على جدار الكوباية الداخلي واصلة ما بين حافتها الفوقانية حتى قعرها التحتاني. الوصل بين الأعلى والأسفل، وإذا شئتم، بين السماء والأرض، هو مغزى الشكل الدرامي لتفل الشاي في هذه اللحظة المصيرية.

***

شعر عانة المرأة، ويسميه العوام من أهل مصر شِعرتها، هو شيء ما قريب، خيط من الشعر، المقرف بالمناسبة، أو بالأحرى، مجموعة من الخيوط المتجاورة المرصوصة بشكل منتظم وهندسي بديع كأنها سرب من النمل، تصل من تحت السرة بقليل إلى قعرها بالضبط، إلى فرجها، ويسميه نفس العوام إياهم كسا. الأثر هنا، الtrace، الشيء الذي يلمّح فقط بوجود الأصل، هو المهم. هذا الأثر هو الشِعرة أو خيوط تفل الشاي، وهو لا يتجه من فوق إلى تحت، كما تبين لنا القصص الدينية عن الملائكة المتجهين من الله دائما إلى الإنسان، وإنما من تحت إلى فوق بالضرورة. تعلمون يا أحبابي أنه لولا التفل لما كانت خيوط التفل ولولا العانة لما كان شعر العانة.

***

ولكن، لا ينتهي الموضوع عند هذا الحد، فذاك الأثر الصاعد إلى فوق، متحديا قانون الجاذبية، المنجذب من جلال القاع إلى بهجة السرة، أو، لنكن أكثر اباحة، السوة، أو حتى إلى حواف الكوباية، يجد له منافسا قادما من الناحية المقابلة. يحكي سلفادور دالي أنه بينما كان يرسم اندلقت القهوة عليه وتخللت مسام القميص لتصل، متحركة بحريتها أسفل القميص، إلى بطنه. يقول أن كل الناس كانت لتشعر بالضيق من هذا ولكنه هو فقط، لأنه عبقري كما يصف نفسه، فقد استثير من ملمس القهوة لصدره نازلا على جلده وصولا إلى عانته، التي يطلق عليها البعض، في خيال بديع، عش الحمام، وتم تشبيهها هنا بالبحيرة التي ترسل دائما الإشارات إلى فوق، وتلقت هي الإشارة من فوق هذه المرة.

***

عش الحمام، الدغل الذي تختبئ فيه الحمامة ببيضتيها، بالنسبة للرجل، هو مجاز دقيق، ولكنه يغدو أقل دقة فيما يتعلق بالمرأة، ليس للمرأة حمامة ولا لحمامتها غير الموجودة بيض. شط الترعة هو مجاز أكثر دقة، الترعة، ذاك الشق الغائر في الأرض القابل دوما للارتواء والمزروع على جانبيه بالعشب، ويستمر العشب في النمو، بعد انتهاء الترعة لمسافة ما، بقوة القصور الذاتي ربما، هو مجاز من ابتكار كاتب هذه السطور، وأي اقتباس منه أو نقل عنه فهو شيء طبيعي، لأن الناس أحيانا تفكر شبه بعضها.

***

في رواية عيد العشاق لسامر أبو هواش يشاهد الزوج فيلم بورنو مع زوجته. يشاهد امرأة قد حلقت عانتها بعناية. يشهق. تسأله إن كان هذا يثيره، ويجيب بأن نعم. انا مش فاكر ايه اللي حصل بعدين، لكن ليا واحد صاحب واحد صاحبي يقطع بأن امرأة حلقت شعر إبطها هي امرأة لا تسوى في سوق الحريم نكلة. حاولت اتخيل موقفه دا او افهمه ولم افهمه. الشيء الوحيد المفهوم بالنسبة لي ان هو أن امرأة بلا حواجب او بلا شعر رأس، وأعتقد أن هذا يسري على الكثيرين غيري أيضا، هي امرأة فضائية بلا جدال، إليان، وهذا مقرف.

***

وحدهم الرجال، في مملكة الذكورة الهانئة التي نعيش فيها، لهم الحق في أن يحلقوا ما شاءوا أو يطيلوا ما شاءوا، وحدهم لهم الحق، من الناحية الشعرية، في أن يكونوا إليانز، يعني بالعربي ألايين.



Friday, August 17, 2007

الحشيش، تاريخ الإنسانية المشرق

درس الحشيش الأول: لا "تنفق" نفسك، لا تفكك دماغك وتصرفها وتوزعها على المارة والسابلة والشارع وسواقين الميكروباص، أنت الأحق براسك، ودماغك ليس لها إلا أنت، هذا غيض من فيض الحكم التي تعلمنا إياها سيجارتان ملغومتان مع أحد الأصدقاء.

***

يطالب يحيي مجاهد بمعاملة الحشيش معاملة الخمرة. وأزايد عليه وأقول بل أفضل. الخمرة، وهي كائن سخيف على أية حال، كل شيء جائز معها، ومثال الناس اللي بترجع وحوش والناس اللي بترجع بشر هو مثال شهير، وهو لا يسري أبدا على الحشيش. ليس للحشيش إلا طريق واحد، يتجه إلى أعلى بالضرورة، يرتفع بك حتى لتخال نفسك واحدا من المتصوفة العظام، بلا طاقة للأذى ولا حتى لرده، بلا طاقة إلا للروقان الداخلي يا معلم. الدين أفيون الشعوب، صحيح فعلا، وهذا لا يعني إلا أمرا واحدا: أنه بإمكاننا النظر إلى الدين بمزيد من الاهتمام.

***

ميل الإنسان تجاه الحشيش هو ميل فطري، حتى ليبدو الحشيش أحيانا أكثر بداهة من الشاي الذي يحتاج الطفل لمرة تلو مرة من ارتشافه حتى يتعلم كيفية استطعامه. من أول قعدة يعرف الإنسان أن الحشيش حاجة زي الفل، طبعا أنا لا أتحدث عمن لم يجربه، بالتأكيد أن المئات من قصص الرعب المخيفة عن الحشيش وما يفعله بالإنسان ستقف عائقا دون أن يحاول الكثيرون تجربته حتى.

***

إذن، فإذا استثنينا من لم يجربه، فسنجد أن جوهر، أو مبدأ، أو مفهوم، أو الفكرة وراء الحشيش هي كلها أشياء مزروعة بداخل الإنسان، في فطرته بشكل ما، واللجوء إليه يدل على أن الإنسان هو بشكل ما كائن غير شرير، وأعنى بالشرير هنا، منعا لأي التباس، شخص يسعى للتدمير، تدمير أعصابه هو بهدف أن يكون الأفضل. الحشيش يبني الإنسان، لا يدعه يفكر في غيره أصلا، الآخر هنا هو مجرد كائن خرافي. في مجاز الحشاشين الأجمل يصبح كل فرد منا مقيما في في اودة لوحده، بعيدا، مع نفسه تماما، مع تخيلاته وأنفاسه ، حتى وهو محاط بالرفاق.

***

الحشيش، وقد كثرت فوائده وقلت مضاره وأدخل السرور على قلب شاربه، هو الفصل الأكثر إشراقا في تاريخ الإنسانية، هو الدليل الوحيد على أن الإنسان هو كائن كان بيفهم يوما ما. وبالمناسبة، كان الامتياز الأساسي لفيلم أرض الخوف هو أنه أول فيلم فيما أعرف يدافع عن الحشيش، ويصور الصراع بين تجار الهيروين وتجار الحشيش وكأنه صراع بين الأشرار والأخيار، ويتحول تاجر الحشيش، في لحظة تحشيشه، إلى ما يشبه قديسا يلقي بالحكم. وحتى في فيلم أخلاقي تافه زي ثرثرة فوق النيل، لم يكن منطق ماجدة الخطيب واضحا، هي ترى في التحشيش تغييبا ولذا تحتقره، تمام، ولكن للحشاشين أنفسهم منطقا آخر. يقترح أحدهم أن يأتوا بالأمريكان والروس ليحششوا مع بعض وكل حاجة بينهم هتبقى زي الفل. واحدة طموحها أن خمس ست أنفار يفوقوا وناس طموحهم إنهاء الحرب الباردة بأكملها وتغيير مصير العالم. أي الرغبتين أكثر سموا بالله عليك عزيزي القارئ؟

***

إذن: انتخبوا الحشيش. مع الحشيش، دماغ أكبر، تفكير أكثر، الوصول إلى حلول مبتكرة لجميع مشكلاتك المستعصية. الحشيش يستحق صوتك فلا تبخل بصوتك على من أعطاك رأسك، مع الحشيش ذلك أفضل جدا.

Friday, August 10, 2007

في البحث عن معنى لكس أمك

أنا في الجيش.

الشاويش هشام يستبقيني عنده: انت تعرف عبري؟ اقول آه. يسألني السؤال البضين: طيب ما تقولنا حاجة بالعبري؟ يفكر قليلا: لو اعوز اقول لعسكري كس امك. انا لا اعرف معنى الكلمة. افكر في كلمة تبدو قريبة: بوتيم امخا يا فندم. يضحك كأبله. بعدها بأسابيع، صف العساكر، وأنا منهم، جالسين أمام الشاويش هشام والصول رفاعي، صول مرعب وضخم وكريه. ينادي الشاويش هشام على العسكري: روح ياض يا بوتيم امخا. الصول رفاعي يسأله: يعني إيه بوتيم إمخا يا شاويش؟ يشير إلي: إسأله. دا بتاع العبري. يسألني. يحمر وجهي خجلا بحياء العذارى: ماقدرش يا فندم. رفاعي، في لحظة من لحظات مزاجه الرائق القليلة: يا أخي قول. أنظر إلى عينيه مباشرة: لامؤاخذة يا فندم. كس امك يا فندم. يذهل للحظة. بعد لحظة يتذكر. يشير إلي بيديه في حركة ملوكية أن لا عليك إنا قد أعطيناك الأمانا. ويضطر للابتسام مربتا على كرشه كديك منفوخ في رد فعل على تحطم هيبته أمام العساكر الضاحكين بصخب.

***

كس أمك عبارة لا تقول شيئا. مبتدأ بلا خبر. فاعل، أو مفعول، بلا فعل ولا مفعول، أو فاعل. كس أمك، هي اقتحام للرجل، أي رجل، لأنه على حد علمي، لم يولد رجل حتى الآن بلا أم، وعلى حد علمي أيضا، لم توجد امرأة حتى الآن بلا كس، وإن وجدت، في خارقة طبيعية، فهي لم تلد، أي أنها لم تصبح أما، أي أنه لم يوجد لها رجل طويل عريض يمكن أن يقال له كس امك. بكلمات أخرى: كس أم جميع البشر. هذا أمر بديهي.

***

أن يقول رجل لرجل كس أمك فهذا يعني تمزيقا عنيفا لرجولته، تذكيره بأن أمه هي ست في الأول وفي الآخر. الاقتحام تنبع قوته من كونه ليس معلوماتيا، أنت لا تقول أمك شرموطة فيكذب هذه المعلومة، ولا تصفه بابن الوسخة فيقول لك أنت اللي ابن ستين وسخة. إنها شتيمة بلا منفذ، مقفولة على نفسها، غير مفهومة. وإذا كنا نعيش في مجتمع من العقلاء، فالرد الوحيد على كلمة كس امك هو سؤال مندهش: ماله؟

***

ذكورة كل من الجاني والضحية تتحالف لخلق الشتيمة، بالأصح لخلق كونها شتيمة. المشتوم يشعر بالإهانة فورما يتذكر أن أمه هي امرأة ذات فرج، وأن هذا الفرج، علامة ضعفها الأزلي، هو السبب في وجوده، أن وجوده ملوث بالعار، ملوث بالكس، والشاتم يعرف كيفية النفاذ إلى المشتوم بتذكيره بهذا العار الذي لا يمحى. في هذا تتحالف كس امك مع يا ابن المتناكة، ولأن كلنا كائنات بشرية طبيعية فكلنا أولاد متناكة بلا شك، أو بالأصح، كلنا أولاد متناكات، كلنا ملوث بخطيئة وجودنا من صلب كائن يأخذ فيها.

***

افعلوا شيئا يا ذكور العالم الأقوياء المكتفين بأنفسهم. اقترحوا وسيلة لقتل أمهاتكم قبل أن يلدنكم، خلصوا العالم من عاره الأبدي.

Sunday, August 05, 2007

الاكتمال النهائي لبرج بابل

نائل، زميله القديم، ملامح نائل هي البصمة الخاؤرجية المحهنا، في هذه اللحظات المصيرية لم تكن الأرض قد تحددت بعد مكانا للسكن. كانت الأرض لا تزال كائنا عبثيا وغامضا لا يعرف أحد الهدف من بنائه (بعد قليل تتداخل أفكاره الذاتية مع الملاحظة الوقورة التي يدونها، أفكاره الذاتية بالعامية و الملاحظات الوقورة بالفصحى) يعني، تبقى الارض ساعتها شقة عالمحارة، اتجابت خلاص بس ناقصها تشطيب ( يعجب جدا بهذه العبارة. يظل يضحك بقوة. يرتج) الفراغ بداخل الأرض يحتاج إلى تعميره. الأرض شقة و ليس أكثر. و كل اللي بيدخلها مش سكان انما عمال، فواعلية، يبنون و لا يسكنون. (بكآبة و حزن يردد الكلمة) يبنون و لا يسكنون، و بيناموا مع بعض. (وجهه الآن مكدر للغاية. كئيب و حكيم، و في ظل الإضاءة السيئة لغرفته، يبدو أكبر من عمره بثلاثين عاما على الأقل) بيناموا مع بعض علشان يجيبوا ولاد، مش علشان بيحبوا بعض. يعني حتى المعاشرة بتبقى بنا مش سكن. ما أفظع التعاسة و الحزن و الاكتئاب.

أيها السادة

نزف إليكم هذا النبأ الهام

فقد أصبح الآن بإمكان القارئ العربي متوسط التعليم مطالعة النسخة الكاملة والمنقحة من رواية "بابل مفتاح العالم"

شكر خاص لبسوم

واللول

وطروق

ومحمد هاشم طبعا


للمزيد عن الرواية اقرأ هنا وهنا وهنا

وللمزيد من الرواية اقرأ هنا وهنا

أما إذا أردت التمتع بامتيازك كقارئ عربي من حقه قراءة الرواية فهي تطلب من دار ميريت للنشر

Friday, August 03, 2007

أهمية التنفس بعمق عندما يزور اللورد المدينة

لما الواحد يكون نرجسيا ومغرورا وبضينا وابن وسخة، فلا أحد يستحق وجوده في الحياة، بمعنى آخر، فإنه يعتقد أن وجوده قد جاء منحة من الخالق إلى البشر، وبالتالي البني آدم دا، بيعيش على أساس وجوده الاستثنائي في العالم، مقتنعا أن البشر كلهم مساكين لأن ليس منهم من هو مثله وأنه في نعمة لو عرفها الملوك لقاتلوه عليها بالسيوف، نعمة أن يكون هو نفس البني آدم دا. بالإضافة إلى هذا، أخينا بيفضل يدور على شخص تاني يكون من قدره لكي يحاربه، لأنه، سوري، مش لطيف إن يبقى فيه إله بدون شيطان منافس، مش لطيف للإله نفسه، وهذا شيء يتعلق بأحمد شافعي.

***

يوما ما حدثت شافعي عن سلفادور دالي الذي قال أنه يشفق على الرجال لأنهم ليسوا سلفادور ولأن زوجاتهم لسن جالا، قلت دا لشافعي ببساطة. فكر وقال لي إنه كان فاكر أنه الوحيد الذي يعتقد هذا الاعتقاد. طبعا شافعي لا يشفق على الرجال لأنهم ليسوا سلفادور، هو يشفق عليهم لأنهم ليسوا أحمد. هذا ليس محتاجا لإيضاح.

***

بعد كدا وصل الاقتراح لصيغته النهائية، في إحدى حواراتنا على الميل، هو في مسقط وأنا في القاهرة، قال أحمد أن وجودنا سويا يذكره بوجود الزيني بركات وزكريا بن راضي معا في نفس الزمان والمكان، كلاهما يكره الآخر، ويفعل المستحيل لكي يهزمه ولكي يبقى وحده في صدارة بلاط الغوري وصدارة قاهرة القرن السادس عشر، ولكن في نفس الوقت، كلاهما فخور أنه يعيش في زمن الآخر، هكذا يحصل الإله، أو الشيطان، على العدو الذي يستحقه.

***

وفعلا، فأنا لا أريد ان يفهم من كلامي أني دايب في هوى أحمد شافعي، أنا بس أحس أنه جدير بوجودي في العالم، فأنا، وتأهبوا للمفاجأة، نفس الشخص النرجسي والمغرور والبضين الذي بدأ به البوست، ولكنني لست ابن وسخة، أمي الله يرحمها كانت ست طيبة.

***

شافعي يترجم، يترجم جيدا جدا، ويكتب شعرا جيدا جدا، ويسخر جيدا جدا، ويحطم من أمامه جيدا جدا "ضحاياه كثيرون بالمناسبة"، ويكتب الرواية جيدا، ليس جيدا جدا هذه المرة، باعتباري روائيا حقودا عمت الغيرة قلبه ويضطر للاعتراف بهذا لحظة أن عاد الضمير إليه.

***

أحمد شافعي الآن في مصر..

إذن، بكلمات بديلة: تنفسوا بعمق يا أولاد، لسببين نقيضين، عودة إلى دوري الإله والشيطان، إما لأن الهواء الذي تتنفسونه قد سبق وأن باركه شافعي بتنفسه قريبا منكم، وإما لأنه لا أحد يضمن متى سيتم بالضبط تسميم الهواء كليا بنفثاته، فالحقوا ما تبقى منه أعزكم الله.