Friday, June 27, 2008

المثقف والسلطة، الرواية والملوخية

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم

آية جميلة. هذه المرة لا يمكنك الإنكار يا روودي. انسى شوية موضوع "الذين أوتوا الكتاب"، وخلينا نفكر ف المهم. آية عن جدل المعرفة والسلطة، كيف تضخ المعرفة مزيدا من السلطة وكيف تضخ السلطة مزيدا من المعرفة، ولو! قليلي هاي!؟ الآية تستنكر هذا الارتباط، وإن كانت تعترف بوجوده، لا تحبه، وتراه سبيلا للتفرق. الآية ترغب في الفصل النقي، التطهري، بين العمليتين يا رضا، المعرفة والسلطة. ولكن من، قبل فوكو وإدوارد سعيد، من كان يمكنه اتخاذ موقف أخلاقي غير هذا؟

***

تعرف يا رضا. الناس، ومن يطلق عليهم اسم "المثقفين" يحبون أن يقرأون، أو هكذا يقال، ولكن بجانب هذه العادة الجميلة، والمفيدة طبعا كما يعلمنا التليفزيون، فهم يحبون الحديث عما قرأوه، وقعدات القهاوي هي العملية المتممة للقراءة. هناك تتحول القراءة إلى سلطة، إلى تطليع بتاع، شخرة ضد من لم يقرأ بعد، ضد الجهلة والناس العاديين، وهذا شيء طبيعي، وليس كارثيا كما صوره القرآن والكثيرون من قبله ومن بعده، المعرفة سلطة وإثبات تفوق.

***

طبعا يا رضا أنت لاحظت وأنا ألمحت: الحديث عن "القراءة" يجعلني شيئا أشبه بمدير أعمال سوزان مبارك، أوكي، خلينا نتحدث عن "قراءة الروايات"، ولهذه فائدة ستعرفها على الفور: الأصل في "قراءة الروايات" أن نقرأها لأننا ننبسط بقرايتها، يعني شيء مثل، خلينا نقول، شرب الملوخية، نحن نشرب الملوخية لأننا نحب طعمها، وليس أي شيء آخر. ليس الأمر على هذه الشاكلة في "قراية الروايات". لا أتصور شخصا يقرأ رواية لكاتب لا يعرف عنه شيئاوإنما بس يسمع اسمه – لأنه يريد أن يتعرف عليه، لأنه "ينبسط" بعملية التعرف هذه، وإنما لسببين أكثر أهمية، الأول أنه كاتب أو يريد أن يكون كاتبا، ولابد من معرفة السوق الذي يضع قدمه فيه، والثاني لأنه مثقف أو يريد أن يكون مثقفا، ولابد من إثبات أنه الأكثر تفوقا أمام زملائه المثقفين أو غير المثقفين. هكذا تتحول المعرفة لسلطة، لا متعة، وهكذا يجيئنا العلم بغيا بيننا، بغيا ونفسنة، بغيا وتطليع أيمان اللي قدامنا.

***

كيف تتحول "قراية الروايات" إلى متعة خالصة، كمتعة شرب الملوخية، بدون أي تدخل من "السلطة" في الموضوع؟ هذا سؤال يطرح نفسه. في انتظار إجابتك يا روودي المرة القادمة.

***

هامش: على فكرة، وبالمناسبة يا رضا، لا أحد يأكل الملوخية لأنه مولع بها، على حد علمي، وإنما لأنها موجودة ولأنه لازم ياكل، وبالمناسبة، كثيرا ما يأكل البعض منا للحديث عن تفوق المطبخ الصيني على الفرنسي أو العكس، أو لإثبات خبرة استثنائية في مسامط وعربيات فول القاهرة. وبالمناسبة كمان، كل حروب العالم كانت صراعا على الأكل، "لقمة العيش" إذا استعملنا المجاز الشائع، وليست صراعا على الروايات. الأكل طول عمره يا رودي كان "بغيا بينهم"، تطليع بتاع وشخرات متتالية. الحديث عن نقاء متعة شرب الملوخية بالمقارنة بقراية الروايات كان خدعة بسيطة مني. لا تتصور مقدار حزني لو كنت قد صدقتها يا حبيبي :)

Friday, June 20, 2008

اسمع يا رضا

يا رضا، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده جمبك، واعلم أن البني آدمين كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا – هم نفسهم – على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. اسمع يا رضا، كل شيء عم يغلو ويزيد، بالأمس القريب كنا على الحديدة، أما الآن فلقد صرنا على الحديد. يا رضا.. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، ولا تفعل غير كدا خالص. تعلم يا رضا أني لم أكن مسطولا ولا أتيت وأنا أتطوح، لقد جئت لأجامل ثم أروّح. ولأرى بعيني من هجرني وتركني وخانني ومن جعل قلبي من الألم يتمطوح، أواه يا أنا يا أمي، أواه يا أبت..

يا رضا. أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ الإجابة رقم اتنين طبعا. وأنت تعرف وأنا أعرف أنها الإجابة رقم اتنين. لا تقم بتطليع تلاتة ميتيني يا رضا والنبي. وليه هنروح بعيد، هاهو أب من أجل بناته قد مد يده للحرام، اليوم يشكو حاله ومن يسمع له بعد اليوم كلام؟ لقد باع نفسه رغما عنه، ولم يحدث هذا إلا في لحظة شيطان، يا رضا، ما يبرئ أحدنا نفسه إن النفس لأمارة بسوق العوج دائما. يا رضا، يا من تتصور أنك أنت وحدك من تعيش عذابا لا حد له. لأ. تعالالي هنا بقى. أنت مجرد ورقة من كتاب كبير، مجلد بالأحرى. قل يا رب وسوف تجده. قلت يا رب؟ وجدته؟ طب هو عامل إيه؟ ما أروعك يا رضا طول الأوقات..

يا رضا. هل رأيت الولد الذي يضع زيتا على شعره ولا يخرج من مرقص الديسكو؟ هل رأيت البنت خاصته؟ هل رأيت الكلب خاصتها؟ هل رأيت الفأر السندق الذي أكل البندق فوق سطح الفندق؟ هل رأيت القطة الناو التي خمشته؟ هل رأيت الكلب الهاو الذي فشخها؟ ما أوسع الهوة بين من سمع ومن رأى يا روودي. وما أضيق العبارة التي بها نصف الرؤية التي اتسعت، حتى انفتقت، منا، وأنت لا تزال عنيدا يا رضا، وأصغر نصيحة بترفضا.. يا رضا.

يا رضا، إني أعلمك كلمات، قل سبحان الله الحمد لله مليون مرة بعد صلاة المغرب، وستحس لهذا حلاوة في الروح.. وخفة في البدن، وطراوة في الحلق

رُفعت الأقلام وجفت الصحف.. يا رضا.. يا صاحبي.. ياللي زي اخويا

سلام

Friday, June 13, 2008

معلومات تنشر للمرة الأولى: المعادي.. حي صهيوني في قلب القاهرة

اليوم نكشف لكم واحدا من أخطر فصول الوجود السري لليهود في مصر.

اليوم نكشف لكم حقيقة المؤامرة اليهودية الصهيونية ضد وطننا العظيم.

اليوم نرد على أكذوبة "اليهود المصريين"، وعلى من روجوها ومن اعتقدوا أنه كان هنا يهود أبرياء انتموا لهذا الوطن حقا. ونقول لهؤلاء المتنطعين: حمرا يا فندم.


1

حي المعادي، والذي ولد في الخطيئة، حيث بناه مستثمرون يهود، كما يؤكد جوئيل بنين في كتابه (شتات اليهود المصريين)، كان يشكل دوما طابورا خامسا لليهود في قلب العاصمة المصرية، وكلامنا هنا لا ينبع عن عواطف وطنية متطرفة، كما سيزعم البعض، وإنما هو بناء على تحليل منطقي للأحداث، ودعونا نراجع المعلومات بلا تحيز ولا تعصب لفكرة مسبقة.

لنتأمل في البداية موقع الحي المصري "الراقي". اختار اليهود بناء حي المعادي جنوب شرق القاهرة، ولأنهم لا يفعلون شيئا اعتباطا فإن لهذا الموقع سرا فريدا، فمن الجنوب يمكن لهم أن يكونوا على الطرف المقابل للجيزة ولأهرامهما، وهم يزعمون أنهم البناة الحقيقيون لها ويطالبون بها، ولا ننسى أن حي المعادي كان تابعا لمحافظة الجيزة قبل الثورة، أما اختيار حيهم على الضفة الشرقية للنيل فهو لكي يكونوا أكثر قربا لفلسطين ولسيناء، حيث يمكن منهما غزو الأراضي العربية كلها. التاريخ أثبت هذا فيما بعد، فلقد أعلنت دولة إسرائيل عام 1948 على أراضي فلسطين، كما أن إسرائيل قد احتلت سيناء عام 1967.

اليهود في هذا الوقت كان يعوزهم الحياء، حتى أن الحي الذي جعلوا منه خندقا صهيونيا في القاهرة، لم يخجلوا من تسميته "الحي المعادي"، أي الحي العدو، وتطورت الكلمة بعد ذلك لتصبح "حي المعادي"، وذلك لأنهم كانوا على يقين من أنهم هم الأعداء الأساسيون لمصر، فهل بعد هذا الدليل القاطع من يأتي ليقول أن اليهود كانوا مصريين مثلهم مثل الباقيين. حمرا يا فندم.

واستكمالا للتحليل اللغوي، فالمعادي تحوي منطقة اسمها "عرب المعادي". ما الذي يعنيه اسم منطقة عرب المعادي؟ في نظري فإن الأمر لا يحتمل إلا تفسيرا واحدا، وهو ندرة عدد العرب في منطقة المعادي، وبالتالي استحقاقهم تسمية خاصة بهم - ليس هناك حي باسم "يهود المعادي مثلا" لأن الحي كان، ولا يزال، مستعمرة يهودية، وكان من الطبيعي أن تمتلئ جميع مناطقه بأحفاد القردة والخنازير - ويعني هذا أيضا أن اليهود لم يكونوا يرون أنفسهم عربا، وهذا دليل على أن اليهود أعداء للعرب والمسلمين حتى يوم القيامة، وأن مصطلح "اليهود العرب" هو مصطلح غير جائز من الناحيتين اللغوية والتاريخية.

2

يكفي أن نتذكر، إذا أردنا الحديث عن حي المعادي، "معبد ميئير عينايم" على أرضه والذي أعيد افتتاحه مؤخرا، - بهذه المناسبة قال يورام ميتال خبير الشؤون المصرية في جامعة بن جوريون انه لو افتتح المعبد للصلاة، فإن هذا يعني أنه سيحدث مجددا نشاطاً يهودياً في القاهرة!! - هل يمكننا أن نتغافل عن توقيت افتتاح المعبد للمرة الأولى، وهو عام 1934، أي في عز ثورة المصريين ضد الإنجليز. استخفافا بالمشاعر الوطنية المحتدمة للمصريين، واستفزازا لهم، بنى اليهود معبدا ليمارسوا فيه طقوسهم الدينية التخريفية وربما ليمارسوا أدوارهم المشبوهة في التجسس لصالح الصهيونية.

يتسلل اليهود إلى حي المعادي بطرق شتى، منها طريق الشيعة على سبيل المثال، ولا يخفى على أحد ما بينهم وبين الشيعة من تقارب فكري وسياسي، حيث يطمح كلاهما إلى تدمير دين الإسلام وإحلال روح الضعف بالأمة. من هنا مثلا نعلم شيئا عن التنظيم الشيعي الإيراني الذي تواجد بحي المعادي وكان يتلقي الدعم من إيران – وهي الدولة ذات الميول الصهيونية - وعن جمعية للشيعة تواجدت في نفس الحي. كما نعرف عن تكية للطريقة البكتاشية التي تجمع بين التصوف والتشيع وانتقلت لنفس الحي النجس عام 1957. هكذا يستطيع اليهود، تحت اسم العقائد الضالة من الإسلام، أن يوجدوا لهم موطأ قدم في المعادي، بعد أن نبذتهم الأمم والشعوب!

3

لا يمكننا أن نختتم حديثنا عن المعادي دون تذكر سفاحها الشهير، ذلك الذي اشتهر بطعن الفتيات في مؤخراتهن واغتصابهن، والطعن من الخلف هو أسلوب صهيوني شهير للقتل، وهو ملائم لطبيعة اليهود الجبانة التي تخشى المواجهة، (يقول الله تعالى: لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ) في هذا الصدد لنتذكر معا الصهيوني الذي أطلق النار على المصلين في ساحة مسجد الخليل من ظهورهم. إنها خسة تليق باليهود وبأمثالهم ممن لا يحفظون عهدا ولا تأمن لهم ودا، ويعني الأمر أن هذا السفاح لم يكن إلا يهوديا خسيسا أتى لينشر الرعب بين المصريين والمصريات.

حي المعادي أيضا، وهذا لا يخفى على أحد منكم، هو الحي الذي يسكن فيه سفير القردة والخنازير، السفير الإسرائيلي، والذي انتقل وقت ظهور السفاح إلى مقر السفارة بالجيزة زاعما خوفه منه، وذلك لكي يداري على أي شبهة تعاون بينه وبين السفاح ويبعد الأذهان عن هذه العلاقة الصهيونية المشبوهة.

إذن، هل تبقى لدي أحد منكم، مع كل هذه القرائن التي لا تقبل الجدل، الشك في كون حي المعادي أكثر يهودية من تل أبيب نفسها، وسكانه أكثر خطرا على الأمة من شارون وأولمرت؟

ما نطالب به الآن هو الآتي: إلغاء تصنيف حي المعادي كحي مصري يقع في القاهرة، وتصنيفه على حقيقته: حيا صهيونيا يهوديا إسرائيليا، ولو اقتضى الأمر إهداءه لدولة إسرائيل فلا مانع لدينا، وذلك أفضل من أن يتم استخدامه من قبل الدولة الصهيونية كمسمار جحا داخل مصر، وذلك لكي نحاول تطهير مصر العزيزة علينا جميعا من أي وجود لليهود على أرضها. وحتى لا نصحو ذات يوم ونجد القاهرة قد تم تهويدها كلها انطلاقا من المعادي، ليحفظنا الله.

Friday, June 06, 2008

ليست دعوة لأن يحب الأعداء بعضهم بعضا

هذه التدوينة هي وجه آخر، مقلوب ربما، بعيد ربما، تفسيري ربما، من تلك، ومن ديكها.

في رحلته إلى إسرائيل يروي علي سالم قصة طريفة. هو يقود سيارته بشارع من شوارع تل أبيب، يقترب منه صبي، يهودي طبعا، ليلصق على زجاج السيارة ملصقا. فيما بعد يكتشف علي سالم أنه خدع الصبي. كان الملصق يحوي عبارة تقول "الجولان لنا". ألصقه الصبي على سيارة علي سالم بنية التعبير عن كون الجولان هي لليهود، ولكن علي سالم، وهو العربي، بوضعه الملصق فوق سيارته، كان يعني أن الجولان هي للعرب. عبارة واحدة خدمت الاثنين، الشخص وعدوه، ومنطق واحد اجتمعا عليه، منطق أهمية أن تكون الجولان لنا، بغض النظر عمن يكون ذلك ال"نا".

يتفق العدوان على أنهما عدوان، وبناء على هذه البديهية، التي يراها كل منهما بديهية، فهما يتشاركان في خلفية عقائدية واسعة للغاية، أساسها أن الشيء الذي تعاديا لأجله يستحق العداء، وأنه هو الأساس، وما عداه لا يهم. يتفقان على كراهية من لا ينتمي لأيهما، على النظر إليه باعتباره دخيلا وغير مفهوم وغير ذي صلة. يتفقان على جوهرية الموضوع محل النزاع، بل وأكثر من ذلك، يتفقان تماما على تقدير قيمة الموضوع الذي تنازعا عليه، إن كان يستحق خناقة في الشارع، تعنيفا دبلوماسيا، حربا شاملة. وهكذا، فالأشياء المشتركة بين الأعداء هي أكبر من أن تعد، وجزء كبير منها يكمن، وانظروا إلى تصاريف الأقدار، في رؤيتهم لموضوع النزاع نفسه، وليس أي شيء آخر.

***

يمكن لهذا أن يفسر إعجاب القوميين والإسلاميين الأكثر تعصبا، بالإسرائيليين الأكثر تعصبا، ونموذجاهم هما نتنياهو وشارون، ونفورهم الظاهر من الإسرائيليين الأكثر اعتدالا. "على الأقل شارون صريح"، هكذا يقال. يمكن لهذا أن يفسر أن الأدب الوحيد التي يمكن ترجمته من اللغة العبرية، هو الأدب الذي يدافع عن السلام مع العرب، أو الأدب الذي يهاجم السلام مع العرب، أما الأدب الذي يخلو من السلام ويخلو من العرب، والأدب غير المعني بكليهما، بوصفهما قضية، هو خارج عن السياق. من هنا يمكن أن نفهم التقارب الفكري الشهير بين الصهيونية والنازية (كلاهما يقوم على تقديس الهوية، على اعتبار العرق واللغة من أهم محدداتها، وكلاهما يقوم على اعتبار اليهودية هوية منفصلة، غريبة عن أوروبا) والتقارب الفكري الأقل شهرة بين الصهيونية والقومية العربية (كلاهما يقوم على نفس التقديس للهوية، وعلى نفس النظرة إلى اليهودية باعتبارها هوية منفصلة، غريبة عن العروبة هذه المرة). من هنا يمكن أن نفهم شيئا عن الحرب بوصفها ميدانا للتشارك بين الأعداء، وليس للنزاع العقائدي بينهم. لا يمكن تصور نزاع ينشأ بين ماركسي والحلاق الذي يصفف له شعره، ولكن يمكن بسهولة تصور النزاع بين ماركسيين، أحدهما تقليدي والآخر تروتسكي. يقال أن عدوك ابن كارك، وهذا تعبير شعبي عن العداوة المعجونة بماء المشاركة في الأفكار، في التصورات والمفاهيم، تعبير عن ذاتية العداء، عن عدم منطقيته وكونه ابن إرادة واضحة وتخطيط مسبق، بدون أسباب موضوعية كثيرة.

***

العدو الحقيقي هو الشخص المحايد، ليس الحياد النابع عن اتخاذ موقف وسط بين الموقفين المتعارضين، وإنما الحياد النابع عن اللامبالاة بالموضوع أساسا. هذا المحايد هو الشخص الذي يكرهه كلا الطرفين بنفس القوة، الذي يتفقان على كراهيته، ولكنهما لا يحاربانه، لأنهما لا يفهمانه، والحرب تعني في وجه من أوجهها "فهم" العدو، وبالتالي "احترامه"، وهي المرتبة التي لم يصل إليها ذلك اللامبالي.

اللامبالي هو العدو الحقيقي، والآمن في نفس الوقت، بسبب غموضه بالتحديد، لجميع الأطراف.