Saturday, August 12, 2006

إسرائيل حتة منا

قرفت. قرفت بجد. عاوز اصرخ و مش عارف. انا مش عاوز اعيش في المنطقة دي. قرفت من الحروب و من الاغتيالات و من الاجتياحات. مش عاوز ابقى جزء من منطقة مسلحة و من شعب محارب. و مش عاوز ابقى جزء من ناس بيتقتلوا كل يوم. قررت الاتي: انا و شعوب الشرق الاوسط هنهاجر. اللي عاوز يحارب يفضل في المنطقة انما باقي الناس، من اسرائيل و الدول العربية و ايران و تركيا، من الاكراد و الارمن و المسيحيين و المسلمين و العرب و الامازيغ يتفضلوا معانا، مش سفينة نوح تانية، احنا مش هننقذ العالم و نطهره، احنا هننقذ نفسنا من العالم، و لا دا كمان بالمعني الديني، يعني مش هنخلص روحنا زي ما ابونا يسوع بيقول و زي ما القران الكريم بيقول، لا، احنا بس عاوزين وقت فاضي شوية علشان ناكل و نمارس الجنس، بيتهيالي دا مش كتير، موقف انهزامي ايوة بس انا قرفت بجد، موقف ضد قناعاتي طبعا بس مش عارف اعمل ايه، اسرائيل مش هتنتهي، و العرب مش هينتهوا، و الحرب مش هتنتهي، و السلام مش هيتحقق، و القتل دا اختراع ابدي، الشيء اللي فضلت اسأل عليه: اهاجر الشرق الاوسط، و معايا بقية الشعوب، و اروح فين؟ يعني اذا كانت الحرب في كل مكان، الحرب تحاصر الانسان يا اخوان، الحرب قرين الوجود يا عبموجود.. الحرب جوانا، و جوانا كلنا اسرائيل و جنوب لبنان، جوانا الحتة اللي عاوزة تطهر نفسها من الزبالة اللي حواليها و جوانا حواليها اللي بيحارب بكل قوته علشان وجوده.. اسرائيل بتبان جوانا في قتل السودانيين و التريقة عليهم عمال على بطال.. بتبان في المطالبة بتطهير القاهرة من الصعايدة و الريفيين.. بتبان في كراهية ناس بس لانهم "بيئة".. فاكرين التعبير دا؟ قل استعمال بس لسة بيواصل وجوده باشكال مختلفة.. اسرائيل هي تجنبنا اليومي لاوتوبيس زحمة علشان ريحة العرق اللي فيه و ركوب السي تي ايه.. اسرائيل مش هي الشر اللي جوانا.. إسرائيل عمرها ما كانت رمز الشر.. انما هي الرغبة في الابتعاد عن اي حاجة بتألم رهافتنا.. عن القطط اللي بتبص لنا بعيون جعانة و احنا بناكل في مطعم عام.. و ان لزم الامر.. تصفيتها.. اسرائيل بالزبط هي رغبتنا في البعد عن العالم اللي بيحارب، هي بالزبط بداية البوست دا.. هي إقامة جدار عازل، منطقة أمنية، بيينا و بين اللي حوالينا، بدل من التوسخ، بدل من اننا نترمي في حضن الناس، الناس اللي بيزعجونا بالتحديد.. بدل ما نحاول نعمل حاجة.. اي حاجة.. و لو حتى مش مجدية.. و لو حتى الهرش في شعرنا كعلامة من علامات الانهيار العصبي في الحرب الخرا دي.. و لو حتى كتابة بوستات زبالة في بلوج زبالة بس كتأكيد اننا لسة عايشين، و مش مهم بقى معنى الحياة دي

Sunday, August 06, 2006

اسئلة سخيفة


في كل المظاهرات اللي رحتها كانت اعلام لبنان ومعاها اعلام حزب الله بترتفع. كنت حذر جدا من التلويح بعلم حزب الله او بصور حسن نصر الله. مبحبهمش. في نفس الوقت، كنت عاوز ادوب في علم لبنان الجميل، شجرة الارز البديعة، طيب، عمري ماكنت مع حزب الله، كان فيه حاجات تفصلني عنه، مش فاهم اسلوبه في المقاومة، طبعا انا فاهم الرد بتاع اسرائيل ، فاهم ان دي دولة عاهرة، دولة شايفة انها مش ممكن تواصل حياتها الا بتدمير اللي حواليها، يعني رجال دين يهود بيقرروا يباركوا مدبحة قانا. ليه؟ علشان الاطفال اللي ماتوا هيبقوا ارهابيين وهيهددوا امن اسرائيل. اتفو. انما فيه اسباب كتير كمان علشان ابقى قلقان من تصرفات حزب الله وقرفان من الحرب كلها، نتخيل الوضع كالتالي، زمان كانت جيش بيحارب جيش، وتبقى خلصت القصة. دلوقتي في الحرب دي حاصلة حاجة تانية، اسرائيل بتدبح الناس العزل، اللي عايشين في بيروت وف الجنوب، الغلابة الطيبين، وحزب الله بيرد بالقصف على مدن في العمق الاسرائيلي، بيقتل مدنيين كمان، منهم عرب ويهود، يمكن مالهمش علاقة بالحرب الدايرة ويمكن هما اصلا، ولو ان دا احتمال ضعيف، ضدها. بفرح جدا لما حزب الله ينجح في قتل جنود اسرائيليين محتلين، اقتل الجندي الذي يحتلك ولا شأن لك بالمدنيين، دلوقتي بنلاقي الخراب بيندفع علشان يلتهم كل حاجة، طبعا الاصل يكمن في الهاجس الامني عند الدولة دي واللي مش ممكن يتحقق تقريبا الا اذا اختفت كل الشعوب والبلاد من حولها، يعني مش ممكن تبقى دولة امنة الا بابادة الشرق الاوسط كله. لكن مع كل دا بفضل قلقان من مقاومة حزب الله. مش هي الحاجة المثالية، مش هي نموذج حركات التحرير، مش هي فيتنام والجزاير. اقدر اصرخ بصوت عالي واقول اني ضد اسرائيل و ف نفس الوقت مش مع حزب الله . محدش يقدر يلوم الضحية، لوم الضحية دا تصرف غير اخلاقي ، زي ما ناس كتير عملوا ف اماكن كتير واتكلموا عن الطبيعية الاصولية والفاشية لحزب الله ونسيوا اصل اسرائيل اللي قايم على الفاشية لكن دا كمان مش لازم يخلينا قطيع. بيتهيالي لازم نطرح الاسئلة السخيفة والمقلقة. الاسئلة اللي بتحط كل حاجة ما بين قوسين. الاسئلة اللي تخلينا نميز بين كذا بيروت، بيروت الاصولية واللي بينتمي دلوقتي ليها حزب الله الاسلامي واللي انتمى ليه الكتائبيين المسيحيين اللي كانوا بيدبحوا في الفلسطينيين باوامر من اسرائيل في صبرا وشاتيلا "مع الفرق البشع ما بين الحالتين لصالح حزب الله طبعا"، وبيروت الشرمطة واللي بتنتمي ليه هيفا وماريا واللي هي فسحة ظريفة للخلايجة، وبيروت فيروز والرحابنة وزياد ومارسيل والمخيمات الفلسطينية وناجي العلي. بيروت السوريين والاسرائيليين والايرانيين والفلسطينيين والفرنسيين والميكس اللبناني الخليجي. القصة طويلة. مبتبتديش من هنا. اسرائيل العاهرة اللي وصفها ربنا بهذا الوصف في التوراة، اسرائيل الجيش اللي بيقتل الناس ، اسرائيل الدموية اللي بتكره كل اللي حواليها، هي كمان اسرائيل اميل حبيبي وسميح القاسم، هي اسرائيل التي يخرج منها، رغم انفها بالطبع، اناس ضد العنصرية، يشعرون دوما انهم في الجانب الخطأ من الصراع، انهم يريدون ان يكونوا على الناحية المقابلة ولكنهم لا يستطيعون. القصة معقدة. مش كدا؟ الحرب دايما بتأجل الاختلافات يا قوم. الحرب بتخلينا اغبيا




Saturday, August 05, 2006

بحبكم

كنت راكب في الاوتوبيس النهاردة. تلات سودانيات جم قعدوا جنبي. تلاتة صغيرين. اكبرهم عندها اربعتاشر سنة. كانوا بيشتغلوا تريكو و هما قاعدين . واحدة بتخيط و التانية بتمسك لها الكيس اللي فيه البكر و التالتة بتريح. و كانوا بيتناوبوا الشغل ما بينهم. واحد بص عليهم اوي، و بعدين بص لي، و باعتباري انا المصري الوحيد ما بينهم، و باعتباره هو مصري كمان، و باعتبارنا احنا الاتنين بنتشارك في صفة المصرية دي، و باعتبارنا شعب الله المختار و احنا الانسان الابيض اللي مالوش هم غير انه يهدي الانسان الاسود و يفهمه انه مش بني ادم و لا ممكن ف يوم يبقى بني ادم، فالراجل ابتسم لي بسخرية منهم متوقعا اني اشاركه في بسمة السخرية دي، وقتها حسيت اني عاوز أديله بالبونية ،عاوز امسكه من قفاه و اهبده في الارض ، كشرت اوي و بصيت الناحية التانية. شوية و لقيت اصغرهم، او الاصح لغويا، اصغرهن، عمالة تدور على الارض بحرقة، و تدور على الكنبة، بعدين حاولت ادور معاها على الحاجة اللي هي بتدور عليها و اللي انا مش عارف هي ايه. لقيتها بتبص لي و عينيها بتلمع و بتقول لي كانها بتصرخ: وين راحت؟ حسيت بيها اوي، كإن مستقبلها مهدد، في لحظات زي دي ييبقى البني ادم عاوز يدفع كل اللي عنده مقابل انه يلاقي الحاجة اللي اترهن عشانها في اللحظة دي، شوية و ايدها خبطت في الكيس اللي فيه البكر و بصت لي بانتصار و قالت لي: اهي. و كانت الابرة اللي بتخيط بيها. عينها نورت من الفرحة لما لقتها. والله وقتها حسيت اني مش عاوز حاجة من الدنيا غير اني اشوف الفرحة دي في عينيها. السودانية الجميلة ام تسع سنين. حسيت اني عاوز احضنها اوي و عاوز ارقص معاها فرحا بانها لقت الابرة، بس اكتر، فرحا بعينيها اللي نورت كل النور دا. تعرفوا يا ولاد نفسي ف ايه؟ نفسي ابقى أب. نفسي أوي. ياألله شو بدي ياها