Friday, June 23, 2006

نتكلم شوية عن صوت فيروز؟


عندي واحد صاحبي، شاعر كبير و روائي كبير و مترجم كبير اسمه أحمد شافعي، الراجل دا مبيحبش فيروز، أو بيحبها بس مش قوي. دي حريته. من حق كل بني ادم انه ميحبش اي بني ادم. المشكلة معايا انا. انا اللي بموت ف فيروز. و بموت فيه. ساعات بيبقى نفسي اضغط عليه. اتخانق معاه. اضربه علشان يجب فيروز. طبعا دي مشكلة، لان لما اتنين بتحبهم قوي بتلاقي انك عاوزهم يحبوا بعض زي ما انت بتحبهم هما الاتنين.. هل تفتكروا ان وظيفة الخاطبة موجودة في اساسنا، ان كلنا حابين نوفق روس في الحلال؟ حتى و لو كانت وظيفة الخاطبة ليها ايحاءات مش كويسة و الناس ممكن تربطها بوظيفة القواد، الشخص اللي بيركب اتنين على بعض. ما علينا.. المهم ان طالما هو سمعها و محبهاش مش هقدر اعمل حاجة خالص. حتى و لو كانت فيروز بالنسبة لي هي الحقيقة الساطعة التي لا تحتاج الى برهان. يعني مثلا مش هقدر ابعت له اخر مشهد من مسرحية جسر القمر و اقوله اسمع فيروز و هي بتقول: " مسيكن بالخير. ما تردوا المسا. و المسا لألله ". هو مش هيقتنع ان كون صوت فيروز سماوي في الحتة دي دا سبب كافي علشان يحبها. و تقريبا مش هيقتنع حتى لو قلتله صوته ملائكي و لو انا طلعت مؤثرات صوتية زي يا لهوي يا خرابي على الصوت، و تقريبا اصلا مش هيقتنع ان دا صوت سماوي او ملائكي. المسالة مش هتبقى مقنعة. طيب. نحاول نبعد شوية عن خلافي الشخصي مع شفعون. احنا بنتكلم في حاجة اخطر كتير. مستحيل تتكلم عن صوت فيروز، و بما ان فيروز صوت. يعني مش ملحنة و لا مؤلفة و لا سينمائية فهيبقى مستحيل تتكلم عن فيروز، الا كلام من نوع ايووه و الله يا ست و مش معقول شو جميل هالصوت و طفلة الله و حاجات زي دي. انما كلام علمي او ابداعي.. سوري.. استحالة. استحالة و انت بتتكلم عن فيروز تطلع من مرحلة المقاطع الصوتية لمرحلة الجملة المفيدة. من سنة تقريبا، كتبت مقال عنها. كتبت ليه المصريين مبيحبوش يسمعوها. استعنت شوية بالتحليل النفسي لاني كنت بتكلم عن مشكلة اجتماعية و سياسية و مكنتش بتكلم عن صوتها. دلوقتي بقرا كتاب اسمه "فيروز و الرحابنة.. مسرح الغريب و الكنز و الأعجوبة". الكتاب مهم قوي. مش بس علشان بيتكلم عن فيروز و انما علشان كمان اسم الكاتب و اللي هو فواز طرابلسي و دا مفكر مهم جدا. لبناني ماركسي و عاقل، ودي ميزة لان العقل قل جدا الايام دي، و الجنان قل كمان بالمناسبة، و بقينا في مرحلة لا هي مرحلة العقل و لا الجنان اسمها مرحلة التخلف العقلي، مرحلة البلادة، العته المنغولي، حاجة زي كدا. المهم ان طرابلسي برضك مش مقرب لفيروز. انما بيحلل مشاهد مسرحيات الرحابنة اللي عملوها مع فيروز. و هو نفسه ف اول الكتاب بيقول و هو متضايق: كيف يمكن الكلام عن صوت؟. و مقدرش يخرج لمرحلة الجملة المفيدة الا لما بدأ يربط الوضع في لبنان بالمسرح الرحباني برؤيته الماركسية الثاقبة. هنا سؤال موجه للست فيروز: هل حست بالمشكلة دي. ان مفيش اي حد اتكلم بجد عن صوتها؟ الناس كانت بتتهبل لما تسمعه، و اللبنانيين كانوا بيبطلوا ضرب نار، او بيزودوه، على حسب، لما بيسمعوه، الناس بتسمعها كانها بتصلي. لكن مع كل دا، محدش اتكلم عن صوتها. الكلام كله كان عن كلمات اغانيها، حوارات معاها، شوية تحليل للموسيقى لكن الصوت نفسه لا. عندي وجهة نظر متطرفة في الرواية. و يمكن في الادب بشكل عام. الرواية الجيدة تخرس اي نقد حولها. يعني لو رواية جيدة بجد صعب قوي الكلام عنها نقديا. مرة احمد شافعي. صاحبنا اللي البوست دا استفتح بيه، قال لي ان فيه حاجات بتعجب بيها قوي لكن مستحيل تتكلم عنها. بتبقى مش عارف ايه اللي عاجبك فيها، أو اللي عملها بيبقى ثوري لدرجة انه حطم كل نظرياتك اللي قبل كدا و انت مش واخد بالك. أحمد مبيحبش فيروز لكن بيحب الكتابة الكويسة. و انا بحب فيروز و بحب الكتابة الكويسة. و الكلمة اللي قالها ممكن تتطبق على الاتنين، و هو بيتهيالي دماغه اكبر من انه يغير نظريته لانه لقاها بتتلائم مع صاحبه و عدوه ف نفس الوقت، بينما انا دماغي اصغر من اني افهم ازاي اتنين صحابي و بموت فيهم و يبقوا اعداء بعض و ابقى مضطر اشتغل قواد علشان اقربهم لبعض








Tuesday, June 06, 2006

الربيع الطلق

ساعات بتحس نَفَسَك ضيق.. مش نافع لا منير و لا فيروز و لا زياد و لا داليدا انهم يوسعوه.. يا أخي نفسك ضيق.. هتعمل إيه يعني؟ و كمان هو ضيق لدرجة أن أنت.. أنت بحد ذاتك.. لو حبيت تعدي منه مش هتعرف.. جرب كدا.. حاول. هوب: واحد، اتنين، تلاتة.. مانفعش.. انت مخنوق يا صديقي.. ازاي هتمارس الاكروبات دا و هتعدي من نفسك انت شخصيا ف عز ما انت مخنوق.. طبعا زي ما حضراتكو ملاحظين فيه مغالطة منطقية هنا.. انت مخنوق علشان نفسك ضيق.. و انت نفسك ضيق لدرجة انك مش قادر تعدي منه.. و انت مش قادر تعدي منه علشان انت مخنوق.. فيه حاجة مش مزبوطة.. مش كدا؟ مش مهم.. المهم ان نفسك تشوف اي حد مهم في الشارع.. اي حد راكب عربية و تنزل عليه ضرب بالبوكسات و الشلاليت.. و الحلم اللي بيراودك على طول هو تحطيم وشه بجزمتك اللي، سوري يعني، مش نضيفة.. في وقت زي دا هتلاقي نفسك بتقرا اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما.. و هتلاقي نفسك بتسب ميت دين للشاعر ابن القحبة دا, يعني ايه اتاك الربيع ضاحكا حتى كاد ان يتكلما.. يعني ايه واحد بيضحك لدرجة انه بيتكلم.. مش منطقية مش كدا؟ ايوة كدا.. مش منطقية و مش معقولة بصراحة.. و كمان عبيطة.. و عيالي.. ما هما العيال بس هما اللي بيصفوا اوصاف مش معقولة و كلشنكان.. شاعر ابن عرص صحيح.. كل دا هيخبي جواك السؤال التقيل اللي جاي و اللي انت مش هتنطقه: الا صحيح يا استاذ ابو تمام الربيع جا بيضحك؟ ليه مشفناهوش.. مش هو أتانا.. أو أتاني أنا على وجه الخصوص زي ما حضرتك بتقول؟ نياها نياها نياها.. و هتشوفه ازاي يا عينيا, هكذا يقول أبو تمام, ما انت مشغول بدين امك بنفسك اللي ضيق لدرجة انك مش عارف تعدي منه. هو صحيح أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا.. يعني أتاك أنت بالخصوص.. لكن انت مشغول بحاجات تانية.. كتابة و مشي و اغاني و سياسة و دردشة و تدخين و قراية و بلا ازرق.. ابقى قابلني لو شفته تاني بقى.