Friday, June 08, 2007

جرب نار الغيرة على دينك

دخلت مؤخرا في حوار غريب وعجيب. كان حوارا مع شخص يغار على دينه، او شخصين بالاحرى، وكان كل شوية حد منهم، ولنرمز له بالحرف س، يكلم التاني، اللي هو ص، ويقول له احييك على غيرتك على الدين. في النص كان ص القى بحكم غريب، وهو ان الغيرة على الجنس الاخر باطلة لانها ليست من الدين. كان بيكلم امرأة وكان بيوجه لها نصيحة، هو الاب الحامي الراعي الناصح الامين والمرشد المكين. افتكرت ساعتها ان في المقابل، وضد كلام اخينا، هناك حكم الديوث، من لا يغار على اهل بيته، بانه لن يدخل الجنة. نعمل ايه علشان نحل التناقض؟

واحدة مرة قالت لي ان خطيبها لما يحب يقول لها كلمة حلوة يقول لها انه نفسه يحبسها في مكان ومحدش يشوفها فيه خالص. اوكي ؟ ليه صاحبنا دا افتكر انه بيغازلها لما بيقول لها كدا؟ الاجابة: لان غيرة الراجل على الست هي اثبات لرجولته، وبشكل ما كمان، هي بتكيف الست، هي نوع من التزبيط زي المداعبة بيثيرها، زي ما بيثير الراجل تأوهها بصوت عالي، وهذا افضل لنشأة جيل جديد على تقوى الله طبعا. انما غيرة الست على الراجل، هي مش غلط طبعا زي ما اخينا قال، لكنها حماقة، قلة عقل، حاجة ظريفة، مش مفهومة ومالهاش لازمة الا اننا نضحك عليها

ستنا سارة وستنا عيشة، الاولانية مرات ابراهيم والتانية مرات الرسول: لم اسمع قصة غيرة سارة على ابراهيم بعد زواجه من هاجر الا وكان يرافقها تفسير فحواه ان الغيرة هي طبع النساء، مع ابتسامة، ماوصلتش لدرجة هازئة، وانما متعاطفة مع الكائنات الناقصات عقلا ودينا. اما عيشة فقصتها اكثر طرافة، الحميراء الامورة الهوجاء الغيورة، اللي حواراتها مع الرسول هي اكثر الفصول امتاعا في السيرة النبوية بالنسبة لي. والشيء الوحيد المؤكد: انه عندما يتعلق الامر بغيرة عائشة على محمد، فدا دايما بيتم نسبته لصغر عقل النساء، مع شخطة من الرسول لان كلمة بتطلع منها عن خديجة وبرطمة منها، وابتسامة متسامحة من شيوخنا. اما العكس، حديث الافك عن عائشة، فاحساس الرسول هو احساس مهيب وجليل. حزنه وهمه واغتمامه هو الدراما بعينها. إذن هناك غيرة محمودة، لا يدخل الرجل بدونها الجنة، وغيرة اخرى ليست مذمومة وانما مرحة، خفيفة، ينبغي المسامحة عليها، لان هذه، هنعمل ايه يعني، طبيعة النساء التي يعجز اعظم علماء النفس عن تفسيرها. إهئ إهئ إهئ

هنا بس بفتكر معنى الغيرة على الدين، اللي كان س بيهني ص عليها، فيبادله ص التهنئة باحسن منها. إذن، وبناء على ما سبق، يبقى الدين هنا هو العنصر الانثوي، والشخص المدافع عنه هو العنصر الذكوري. الدين واحد، والمتعاملون معه كثر، وهو دا السبب اللي بيخلينا نغير عليه من الاخرين، اللي مش بس بيهاجموه وانما بيستعملوه، بيدعوا قربهم منه، فنضطر نزايد عليهم في كل موقف علشان نثبت ان الدين دا بتاعنا بس، وانه مهما التزم به الكثيرون فمفيش حب في قلبه الا احنا، وان انا وهو واحد. دا احنا صوت ربنا على الارض. وموتوا بقى يا عوازل
تحديث
طبعة مبسطة من البوست
تتحدث التدوينة المعنونة ب(جرب نار الغيرة على دينك) والتي كتبتها أنا المواطن نائل الطوخي عن نوعين من الغيرة، غيرة المرأة على الرجل، ويراها الناس غيرة سلبية، وغيرة الرجل على المرأة، ويراها الناس غيرة إيجابية، مع الإشارة إلى مفهوم الغيرة على الدين، حتى تصل التدوينة إلى نتيجة مؤداها أنه مادامت الغيرة على المرأة هي الأمر الإيجابي فالغيرة على الدين، وهي أمر إيجابي آخر بالضرورة، تفترض أن الدين ما هو إلا امرأة نغار عليها من الآخرين، وغير ذلك من مفاجآت ومواقف كوميدية وطريفة يزخر بها البوست فلا تفوتنكم قراءته
وشكر واجب لكل من نبهني الى صعوبته مما اضطرني لاضافة هذه الطبعة المنقحة

12 comments:

فتاة عشوائية said...

بجد عاجبنى أوى قدرتك على إلتقاط مشاهد التخلف بعينها وكتابتها
بالنسبة للغيرة على الدين ده تأويل بعيد جدا للموضوع س وص دول عايزين الحرق دول بيفتوا.
بس جميل أوى تفسيرك للأمر فى أخر قطعة فعلا دا نابع من التعامل مع الدين على إنه حاجة بتاعتنا بس أو بتاعت شخص لوحده فى حين إن الدين ده بيقول إنه رسالة للعالمين
يعنى للناس كلها اللى أمنوا بيها واللى مش مؤمنين

جبهة التهييس الشعبية said...

ما اعتقدش ان غيرة السيدة عائشة ممتعة
الا اذا كنت سادي بقى

عموما الواحد بيزعل لما بيتسب له الدين

وللا انت ما بتزعلش؟

عباس العبد said...

انا مفهمتش ولا كلمة من البوست ده
و فى الغالب حكتب بوست اهاجمك فيه
بس عامة انا بحييك على غيرتك على البوست ده
لأنك خايف عليه بشدة
علشان كده كاتبه غامض و محدش يفهمك غيرك
يا لئيم

Mirage said...

انا مع عباس العبد فى كل كلمة قالها
انا فعلا مفهمتش اى حاجة
مفهمتش ايه الدرس المستفاد يعنى
:)

يالئيم
:)

بس بجد الصوراللى انت بتحطها دى تحف كلها

حاجة كدا مذهلة يعنى

وخصوصا آخر صورة اللى فى الهيدير من فوق دى

مشكلة

Lemonada said...

ضايقتني جدا جدا
اي محمد وابراهيم يا عم
هم كانو معاك في المدرسة ولا اولاد عمتك

مستكتر تكتب زيادة
محمد صلى الله عليه وسلم
وسيدنا ابراهيم عليه السلام

يا ريت في المرة الجاية لما تعوز تكتب حاجة عن الرسل والانبياءاو امهات المؤمنين
نحترم شوية مكانتهم

اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد عليه أفضل السلام

Anonymous said...

أولا، قريت التدوينة، وبعدين رحت على التعليقات، وبعدين رجعت تاني على التدوينة، بهدف اني مافهمش، حسيت من التعليقات ان كان فيه حاجة، أو ان كل حاجة في التدوينة، كان لازم ما تتفهمش، بس انا غلطت وفهمتها
ثانيا، جميع أنواع الناس عايزين يحبسوا خطيباتهم وزوجاتهم في مكان ماحدش يشوفهم فيه، بما فيهم هما نفسهم، أي الحابسين (طرفة سخيفة)صح
ثالثا ازاي ما استغلتش نص ديني عريق كان يمكنك أن تصدر به التدوينة بل وتؤسسها عليه: لكم دينكم ولي ديني، يعني كل واحد يلعب في دينه، ومايلغوصش في دين التاني
رابعا، اعتبرت حضرتك الدين المرأة واللي بيغير عليه الرجل، طب ليه مش العكس. انت عندك أساسا نوعين من الغيرة: المذكر على المؤنث ودي واجب ديني من وجهة نظر س و ص. والمؤنث على المذكر ودي نقص عقل من وجهة نظر أشباه س و ص. بيتهيألي كان ممكن نعتبر الغيرة على الدين من نوع المؤنث ع المذكر. ليه بقى؟ لأن الغيرة ع الدين نقصان عقل. لأنه هيجراله إيه فعلا
زي بالظبط غيرة المرأة على الرجل، هوا ايه هيجراله؟ هيرجع حامل؟ واللا حد هياخد منه الغويشة؟ واللا هيبان عليه ليلة الدخلة؟ تفتكر فيه أسباب تانية للغيرة زي مثلا الإحساس بالتملك أو إساءة فهم فكرة الشرف أو بس انك ممكن تحس لو مراتك صاحبت عليك انك أقل من حد تاني، يمكن دي كلها أسباب محتملة للغيرة
أخيرا، رحم الله فقيد الشعر المصري فؤاد حداد، كان وعدنا ذات يوم في قصيدة قال فيها "هاكتب كتاب فلسفة في الشاي ابو نعناع". اللهم عوضنا بك يا نائل عنه خيرا، اللهم آمين
(السبب الرئيسي في عدم الكشف عن اسمي له علاقة بالبند ثانيا، نهارك سعيد)

محمد المصري said...


على فكرة هوَّ البوست فعلاً كان ممكن يكون أبسط من كده ، طرحك لموضوعين متوازيين - الغيرة في مفهومها العام كعلاقة الرجل بالمرأة ، والغيرة كسلوك بيحدد علاقتنا بالدين - ، كمان طريقة كتابته والحديث عن موقف في كل فقرة بيمس حالة تانية مش بيجمعها باللي قبلها غير الفكرة العامة جزء من تعقيد البوست - ولو إن كلمة تعقيد وكلمة مش فاهمة كبيرة شوية !-

ما علينا ..
عموماً أنا عَجِبني البوست .. ومتفق معاك في النتيجة النهائية اللي انتَ وصلتلها ، إحنا - كمجتمع طبعاً - فعلاً بنتعامل مع الدين باعتباره شيء هَش وأجوَف هيضيع ويتأثر من أول مناقشة في نقاط تخص العقيدة أو التاريخ الإسلامي أو حتى أمر بسيط يخص أحد الصحابة ، وإن الواجب علينا إننا نعلن عن انتماءنا إليه عن طريق الغيرة المفرطة من كل رأي أو قول أو حتى بالمزايدة بالتديُّن ومظاهره زي ما انتَ قلت ..

بس انتَ كده جبت الظاهرة ومحولتش توصل لأسبابها ، أكيد مش الطبيعي إن تعاملنا مع الدين في أصله بيحمل تلكَ الإشكاليَّة ، يمكن المد الوهابي وحالة التراجع عن روح الدين اللي إحنا بنعيشها بتأثَّر أكيد في ده .. يمكن كمان شعور جمعي بإننا بُعاد عن ربنا - بالمفهوم الدنيوي الخاص بالأخلاقيات والمعاملات - وإن لازم نتشدد ونغار زيادة عشان ربنا يغفر لنا .. يمكن ازدياد الفجوة بين المثقفين - الناس النضيفة أُمُّ بدلة وكرافتة في مفهوم رجل الشارع - ومفهومهم عن الدين ورؤية الناس العادية ، يمكن كمان نتيجة لتداخل كل ده مع بعضه وأسباب تانية إحنا مش شايفينها .. كل دي أسباب منطقيَّة بفكَّر فيها بصوت عالي ..

كان في أكتر من نقطة بسيطة - مش في صلب الموضوع - كنت عايز أتكلَّم فيها بس لإنها مش الأساس فممكن نخلَّيها على جنب ..

المهم : بوست ذكي وبيفكَّر بصوت عالي

والسلام ليسَ الختام ....
محمد المصـري

soha zaky said...

نائل ،أييييييييييييييه دا ... الفكرة تجنن والموضوع يهوس لكن المعالجة فيها شوية مش انا اللى هاقولك يعنى ... انت استاذ يا نائل وميصحش تيجى منى يعنى ... بذمتك انت فاهم حاجة من اللى انت كاتبه .. لأ وفيه ناس مش عاجباك ها ها فاهمنى طبعا ؟!

nael eltoukhy said...

عشبة
اولا منوراني
ثانيا انا عارف انه تأويل بعيد، لكن دا حاجة وكونه مش حقيقي حاجة تانية، عموما انا فعلا بفرح بالتأويلات البعيدة، بحبها جدا
انبسطت جدا بتعليقك
نورتيني يا استاذة

الجبهة
انا مقلتش ان غيرة عائشة ممتعة، انا قلت ان حواراتها مع الرسول كانت هي اللي ممتعة، وفعلا بحسها شيء انساني جدا جدا وظريف جدا جدا
طبعا بزعل لما حد بيسب لي الدين. البوست دا جاء للرد على سؤال انا ليه بقى بزعل

عباس
انا اللي لئيم؟ عموما انا متأكد انك فاهم كل حاجة

ميراج
الله يخليك واتمنى تكون الصور عجبتك فعلا مش مجرد مجاملة يا باشا

ليمونادة
انا اسف فعلا لاني ضايقتك
بس انا فعلا صليت عليهم في سري
بكرر اسفي مرة تانية

ابن عمي المجهول العجيب
بالله، الا كشفت عن اسمك، الا افصحت عن ذاتك، يا سيد التعاليق قاطبة. يا من افصحت فاوجزت فبينت حتى اني والله ليكل مني اللسان ويعجز مني البيان لوصف مقدار تأثري ومبلغ تفكري فيما اوردت من كلمات يكاد من فرط هولهاان يحترق المونيتور. سعدت طبعا جدا جدا بتعليقك. كان رائعا، مع اختلافي معك في نقطتين: الغيرة على الدين ليست قلة عقل يا استاذ. انه شرط اكتمال شرف الرجل، الذكر المسلم العاقل. هيحصل له ايه يعني؟ لن اقول فيك الا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تتكاثر عليه الامم كما تتكاثر الاكلة على قصعتها، ومن منا يحب لدينه ان تتكاثر عليه الامم، خاصة لو كانوا امما من الذكور؟ كمان موضوع فؤاد حداد وسع منك شوية
مش علشان انا متواضع وهقولك انا فين واستاذ فؤاد حداد فين؟، وانما لاني فعلا مبحبش الشاي بالنعناع
نورت يا باشا

محمد المصري
اشكرك كثيرا فعلا على المجاملة
وفعلا، انا لا افهم موضوع الغيرة على الدين، ولذلك لم اسع للوصول لاسبابه، فكرت فقط في مظاهره، واعتقد ان اسبابه فيها الكثير مما ذكرت، وخاصة البعد عن الله بالمعنى الدنيوي، المزايدة على الدين لن تجعل الانسان يخسر شيئا ذا بال، ولكن التوقف عن الرشوة، عن الاستغلال مثلا سوف يصيب الثري المتدين في مقتل

سهى
انت فاهم حاجة من اللى انت كاتبه ؟

ايوة

Anonymous said...

اقترح على الناس اللي مافهموش انهم يقروا شوية ويتثئفوا ، لأن الكلام واضح ، ومافيهوش حاجه ، ومتكسروش مئاديف نائل اللي بيكتب كلام جامد
،
وتحياتي يا نائل على الكلام ، اتمنى تكون بابل طلعت فعلاً ، وأتشوق
لقرائتها

فاعل خير

Anonymous said...

ايه اللى انت كاتبه دا يا راجل بذمتك انت فاهم حاجة
انا مافيش مرة اقرا لك حاجة وعجبتنى نفسى نفسى تعجبنى كتاباتك فى يوم من الايام
U MAKE ME SICK

Anonymous said...

لا أعتقد أن الأمر يحتاج كل هذا المجهود للفهم! ولا أعتقد إطلاقا أنك كنت في حاجة لتلخيص الدروس المستفادة في نهاية الموضوع!
الغيرة بكل مصادرها وأنواعها وخلفياتها تتنافى مع العقل، وترتبط بالطمع وحب الاستحواذ، وعندما يبلغ الحب -بأي شكل- أفضل وأقوى صوره لا تعني الغيرة شيئا، لأن الأمر الذي يجمع المحبين في هذه المرحلة ليس احتمالا واردا أن يجمع ثالثا معهم.

ريهام رجب