Friday, May 11, 2007

سليمة. من عبدتك بعد ربي


أرى سلمى بلا ذنب جفتني/ وكانت أمسٍ من بعضي ومني


سلمى تجافيه، وهو يسعى لاستعادتها، برغم أنها كانت جزءا منه. دعونا نرى كيف سيحاول استعادتها. ذاك المحب العكروت


كأني ما لثمـت لهـا شفاهـاً/ كأني ما وصلت ولم تصلنـي


الشفاه موطن الذكرى، القبلة وعد بالوصل الدائم. طباعة الشفتين على الشفتين، ختم لا ينمحي أبدا، أو هكذا يقول المحب. القبلة مكان لكسر العين، لاستعباد المحبوب، لضمه إليك طول العمر


كأنـي لـم أداعبهـا لعوبـاً/ ولم تهف إلـيّ وتستزدنـي


رغبة المحبوب وعد آخر، المحب يمتلك محبوبه عبر رغبة الأخير فيه. وإن تحولت الرغبة أو تبدلت أو تغيرت فلا يغيرن هذا من أمرنا شيئا، نظل نطالب المحبوب بما كان لنا يوما، بأمارة ما انت اللي كنت عاوز يا روح امك


كأن الليل لم يرض ويرو/ أحاديث الهوى عنها وعنـي


الآخرون أهم عناصر الحب، بهم يخرج الحب عن سريته، وبالتالي عدم يقينيته. طالما شاهد الاثنين آخر، طالما كانا مثار الحكايات عند الآخرين: أماكن، باعة في الطريق، مقاه، شوارع، والليل كاملا في حالتنا، فحبهما حقيقة، ومن هنا فهو أبد. المدى الأفقي، الحقيقة، يتحول إلى مدى رأسي، الأبد، الزمن، على طول الزمان أطالبك يا سلمى أن تكوني لي، بأمارة الليل الذي رآنا، ماذا سيروي عنا إن نحن تجافينا؟


سليمة. من عبدتك بعد ربـي/ سواءٌ في القنوط وفي التمنـي


عبدتك على حالين، رجائي فيك ويأسي منك، عبدتك على الحالين لا كما أعبد ربي، والله عند حسن ظن العبد به، وإنما عبدتك بيأس، عبدتك وكفرت برحمتك، أنا عابدك الكافر بك


غداً لما أموت وانـتِ بعـدي/ تطوفين القبور علـى تأنّـي


لما اموت وأنت بعدي. أي: لما أموت وانت تموتين بعدي ان شاء الله. لحظة صمت. لحظة استدراك. تكتمل الجملة. وانت بعدي تطوفين القبور. هكذا: يفرغ غضبه عليها. يتمنى لها الموت، ولكنه يردها إليه، كاليويو بالضبط، يلاعبها ويتلاعب بها ويلعب عليها، ينشغل بها ويشاغلها ويشتغلها، هو عبدها الذليل


قفي بجوار قبري ثـم قولـي:/ أيا من كنتُ منك وكنتَ مني
خدعتك في الحياة ولم أبال/ وخنتك في الغرام ولم تخنّـي


لحظة الاعتراف المتوقعة ساعة الممات: يستنطق المحب سلماه، يقررها، أو بشكل أدق، يكتب هو الاعتراف ثم يجعلها توقع عليه، الاعتراف هنا ليس ما يريد أن يسمعه المحب من محبوبه ساعة الموت، ولكنه ما يريد للمحبوب أن يسمعه الآن، لحظة إنشاد القصيدة. الاعتراف/ العتاب، موضوعه الخيانة، وهو يرتد بين المتكلم والمخاطب كالزمبلك. ليس فقط اعترافا او عتابا. إنه غزل أيضا


كذا طبع الملاح فـلا ذمـام/ فُطرن على الخداع فلا تلمني


غفرت لك يا سلمى، أنت جميلة، وهذا طبعك، بصفتك جميلة، أن تخوني. ولو لم تخونيني لما أحببتك، لأنك كنتي لتصبحين قبيحة يا حياتي. الغزل سلاح أخير بيد المحب لاستعادة محبوبه، من من المحبين يغازلك يا سلمى، يا سلملم، يا خائنتي الحبيبة، ويغفر لك خيانتك، ويمرر لك ملاحتك في غفرانه، إلا أنا






الأغنية بالمناسبة كلمات محسن إطميش وألحان كمال السيد، وغناها الكثيرون: زكية حمدان وأمل عرفة وريما خشيش. هي ساحة عظيمة لاختبار الصوت



14 comments:

طارق إمام said...

ايه ياله اللوك الجاااامد بلتاع البلوج ده؟؟؟
انت مرافق مين اليومين دول؟؟؟؟؟؟؟
هههههههههههه
نائل
أنا منفسن على بلوجك
منفسن
منفسن
مناااافسن

soha zaky said...

بص يا نائل ، لو انت ناوى تبقى مدرس نصوص ونحو وكدا ، فمش مجالها يعنى المدونة ، ميصحش تعمل اعلانات هنا عن دروس النصوص بتاعتك دى ....أيــــــــــــــــــــــه الحــــــــــــــــــــــــلاوى دى يا معلـــــــــــــــــــــــم

To a friend said...

قاعدة انا باحاول احافظ علي موود كئيب و باعيط بقي و مظبطة نفسي اغاني كئيبة .. الاقي البوست بتاعك خرجني من الموود و باضحك من قلبي .. طب ينفع كده؟

بجد شكررا

الله ينوّر عليك

محمد سيد حسن said...

شكرا شكرا يا نائل


http://raseef.blogspot.com/2007/05/blog-post_15.html


محبتي

nael eltoukhy said...

طروق
حلو اللوك بجد؟ عموما دي شهادة اعتز بيها من الواد ابو جيل ف شعره اللي مبلط في الديسكو . هههههههه. صباح الفل. منورني يا طارق

سهى
دي دروس للنصوص بتاعتي؟؟؟؟ ياااه دانتي طيبة اوي يا اسمك ايه

فضفضات نور
والله كدا ضايقتيني. خلاص هعملك بوست نكد مخصوص المرة الجاية. بس قوليلي عاوزاه نكد بعياط ولا بشحتفة ولا بصريخ ولا بحزن وجود عميق يختبر المعنى السرمدي لتناقضات الروح الدالة على انهيار الزمان الوصولي ف ايامنا المهببة. كل حاجة موجودة يا باشمهندسة بس انتي اشري بس

محمد سيد حسن
اشكرك يا صديقي على التعليق والاشارة للمصدر
محبتي

Mohamed Al-Ashry said...

..
الصديق نائل
..
كتابة شهية
مبروك روايتك الجديدة
سأسعى للحصول عليها
..
بالتوفيق دائماً

عباس العبد said...

عايز يرجعها ايه
ده فضحها

كأنـي لـم أداعبهـا لعوبـاً/ ولم تهف إلـيّ وتستزدنـي

ده بينوا جورسى و فوضحى

عيب يا عم الكلام ده

بعد ما سبته بدل ما يستر عليها
يفضحها
ده بينة من الدويقة يا عم ولا ايه

كريم بهى said...

سلمى دى اصلها عسوله اوى يا استاذ نائل .. لانها جعلت نائل بذاته يكتب عنها ويهتم بيها
عجبتنى اوى الطريقة دى
وخاصة انها عن قصيدة لانى شاعر
وننتظر المزيد
كريم بهى .. شكراا جدا

nael eltoukhy said...

العزيز محمد العشري
الله يبارك فيك. كل تمنياتي ان تعجبك الرواية عندما تصدر. وطبعا انشاء الله لك نسخة فور صدورها بس انت ابقى اظهر بس

العزيز عباس العبد
مش كدا والنبي. علما ان البيت اللي انت بتقول عليه دا اجمل بيت في القصيدة. بمعنى اخر: كلنا من الدويقة

العزيز كريم بهي
الله يخليك. شكرا فعلا على مرورك ولطفك. هي الحقيقة سلمى عسولة من غير حاجة. ولو حبيت ارد لك المجاملة هتبقى، سلمى عسولة لانها خلت كريم بهي بنفسه ييجي يعلق عندي

كريم بهى said...

استاذ نائل
الحقيقة دى الطريقة الوحيدة للاتصال بك ومعرفش غيرها لا اميل ولا غيره
المهم // بالنسبة للمقال بتاع غالى وبيريز .. الحقيقة الكتاب فى رأيي اكيد مش صادق اوى .. وطبعا تغيب عنه الموضوعية وتقيدها الانسانية والعواطف البطرسية والشيمونية
وثانيا كنت ارسلت اكثر من رة لاخبار الادب قصايد اخرها كان " لا تحملوا الىّ المقابر " دونما خبر او خبر
ارجوك تقولى ايه الحقيقة وازاى بيكون الاختيار .. دا حلمى ان انشر فيها
لكن حضرتك مهتم اوى باسرائيل شوية فى المقالتين الاخيرتين .. ممكن اعرف ليه
دا ايميلى
elshaer_karim@hotmail.com
ممكن ترسل ليا ايميل حضرتك
شكرا اوى
كري بهى

جبهة التهييس الشعبية said...

نائل
مين امل عرفة الخرا دي
ايش جابها لزكية حمدان؟
الاقي فين زكية حمدان بقى وهي بتغنيها

noren said...

غداً لما أموت وانـتِ بعـدي/ تطوفين القبور علـى تأنّـ

أعتقد يا أستاذ نائل تقسيمة البيت بالشكل دة بسبب الوزن ، إنما المعنى يُكتَب هكذا
غداً لمَّا أموت ، وأنتِ بعدى تطوفين القبور ..علىَّ تأنّى
ويؤكد ذلك البيت التالى الذى يطلب فيه منها الوقوف بجوار قبره

بشكل عام .. شرحك ظريف

noren said...

غداً لمَّا أموت ، وأنت بعدى ( بعد موتى يعنى ) تطوفين القبور .. علىَّ ( على قبرى ) تأنى

Anonymous said...


good work