Friday, October 12, 2007

حول الفرخة المقدسة لحبنا

يحب المصريون الفراخ، هذا لا جدال فيه، مطبوخة، مسلوقة، مشوية أو محمرة بالبصل ومن غيره. يفضلونها على اللحم دائما. اللحم البقري هو النزاهة أما الفراخ فهي تنزيه النزاهة. ويسمى فرخة بكشك من عظم المغنم من وراءه أو كان محبوبا كمحبة الناس للفرخة بالكشك.

***

ما أريد قوله هو أنه على العكس، في ميدان النحنحة والرومانتكيات، لم ينظر أحد إلى الفراخ بوصفها أطرافا مناسبة لمطارحة الغرام، وعلى قدر ما أشبعوا العصافير والبلابل واليمام والحمام بتشبيهاتهم، ولهذا حديث، فإن الدجاج ظل بعيدا ونائيا عن أغاني الحب. للعصافير غرامياتها وللفراخ موائدنا العمرانة. كانت هذه هي التفرقة التي وضعت كلا من اطراف المعادلة في مكانه، العصافير والفراخ، الغرام والموائد العمرانة.

***

ليس الغرض من إنشاء هذه المدونة بالتأكيد هو تحطيم الصور الرومانسية لمرتاديها الأفاضل، ولكن القافية تحكم أحيانا. يمكننا أن نتصور مطربا او مطربة كبيرين، وليكن صباح فخري أو فيروز، وقد أحلوا دجاجا محل عصافيرهم وبلابلهم التي تناغي أغصان الفل. لن يكون هذا أكثر من أمر مرح، بارودي ظريف لأغنية أصلية غير موجودة، يؤديه هنيدي أو سمير غانم. بصعوبة يتذكر المرء "فرخة حبنا"، ويتذكر أيضا انفجارات الضحك التي تصاحب هذه الجملة. لنراجع معا تصنيفات الأشياء: العصفور هو المحب، البلبل هو المغني العلماني، الكروان هو المغني الديني أو ذاكر الله ومداح رسوله، اليمامة هي بنت ثانوي التي لما تنضج بعد والحمامة هي المزة التي نضجت واستوت وصار صدرها يملا العين، أما البطة فهي، كما هو معروف، تدليع فاطمة، ويقال لها أيضا بطوط. في كل هذا لم ينحصر كائن بين الشوك والسكاكين قدر الفراخ، الموضوع الأساسي لحلقتنا اليوم.

***

استطاعت لعبة كمبيوتر مرة، وعن طريق نفي أي صفة رومانسية ممكنة عن الدجاج، أن تحولها، بالعكس، إلى عنصر شرير. الفراخ تغزو المجرة. في نهاية اللعبة تظهر الدجاجة الأم، بشعة،عنيدة، لا يتأثر جلدها السميك بأشعة الليزر التي لنا، ومنقارها العملاق ونظرتها القاسية كلها تقطع بأننا إزاء وحش كوحوش الكارتون الياباني. الفرخة هنا اسمها الدجاجة الأم، كيف يمكن لفرخة، وأم أيضا، مثل تلك أن تكون طرفا في مشهد رومانسي صنع لعصفورين يتناجيان؟ في اعتقادي الشخصي أنه لا أحد يقرن الدجاج بمشاعرنا المقدسة والطاهرة إلا لو كان هازلا أو غير فاهم، أو لم يقرأ هذه التدوينة بطبيعة الحال.

***

إليكم أغنية "نحنا دجاجات الحب نحنا ديوك الأحلام" لفيروز والأخوين رحباني

9 comments:

سـردية said...

عن نفسي اشكرك بشده على هذا الاكتشاف
لم اسمع هذه الاغنية من قبل
واهنيك على الفكرة
بس تعبيرات البلبل والكروان واليمام والحمام تعبيرات الأغاني، انا لا اتوقع ان هناك رجل يقول لزوجته - لامؤاخذة- يا حمامتي

البطة ليست فقط تدليل فاطمة لكنه تعبير عن الانثى الممتلئة، بتعبير آخرالمبطرخة


فرخة بكشك: لاحظ دور الكشك، فهي هنا ليست فرخة عادية

هنا في ألمانيا برنامج مسابقات بالكومبيوتر للبالغين ، الفائز فيه هو من يستطيع مضاجعة اكبر كم من الفرخات

الفرخة أيضا كناية عن الجبن والسلبية ومن الصيغة الفصحي جاء تعبير " تدجين " رغم إن الديوك تشارك الدجاجات المصير في الحظيرة وعلى المائدة ربما لذلك ينأى الرجال عن تعبير الديك

Anonymous said...

ملهومش حل الرحبانيه
جميله الأغنيه
ومقبوله يعنى مثلاً مينبقش عليها الكلام مثلاً عن أغنية القفا رغم إتفاقهم فى شئ إن القفا مظلوم كما الدجاج
لكن لو مثلاً إتعملت حاجه كوميدى هتبقا ملهاش حل بس كان يغنيها عمر الجيزاوى أو شكوكو أو حد على نفس الخط
الملاحظه إن الدجاج فى الأغنيه أكثر علمانيه من البلبل وأكثر تفتحاً فلا تفرقه بين الفرخه والديك لا كمان دا الفرخه بتسبق وهيا إللى بتسأل وتبتدى الغرام
لكن مصيرهم على الموائد يذكرنى بمصير ما لأشخاص ما
جميله التدوينه كالعاده طبعاً

sara... said...

انا كمان اشكرك على الغنيه ..اول مرة اسمعها

ربيع said...

أما شوربة الدجاج ، فتصيبني باهتياج لا أراك الله اياه ، و سبحان مدخل النخاع في العظم
و اعلم انهم في دول الخليج ، و خاصة في قطر ، يطلقون على الولد الصغير الأمرد المشتهى "فرخ" أي صغير لذيذ صالح للأكل
و الله أعلم

fawest said...

مع إنى تقريبا أولب من قرأ البوست
لكنى أجلت تعليقى للاخر و لكنى لم استطع المقاومة



الفراخ يا عم نائل تحتل مكانة خاصة فى كل شئ فى حيانى
من أول كتكوت أصفر زغنى
الى البياض
لك أن تتصور خمسة ألاف كتكوت مرة واحدة على الاقل
كم الصفر المنقط بنقط دقيقة بيضاء (العيون)
الى الابيض الشاعق المصبوغ بالعراف الحمراء
بأختصار كنت مربى دواجن
أعرف و أحفظ كل مراحل تربيته
هذا بألاضافى الى المأساة الكبرىو هى ألفلوانزا الطيور
التى خلعت عنى حتى الجلد و السقط
فالبنسبة
فى الرومانسية فحدث عنها ولاحرج
وبالنسبة العذاب فأترك لى مهمة تدبيج المقالات و القصص التى تنادى بألاةةةةةةةةة

Mirage said...

ونائيا عن أغاني الحب

غائبا


صلحها بقى

ولا هتقوللى عامية وفصحى كمان

مصطفى محمد said...

خاطرة غريبة فكرت فيها بعد ما خلصت قراية .. ليه العرب قبل الاسلام و الوثنيين كلهم عموماً معبدوش الفراخ .. مع ان الناس من غير شوربة تكفر في رمضان تقريباً

nael eltoukhy said...

سردية
وانا بدوري اشكرك على اكتشاف اماكنية مضاجعة الفراخ
كانت حاجة مذهلة بالنسبة لي
اتفق معك تماما في معنى بطة
تعبيرات البلبل والكروان قد تكون تعبيرات اغاني، ولكن بشكل ما تعبر عن الناس بتفكر ازاي، لان اللي بيكتبوا الاغاني بيتحركوا برضه داخل المنظومة البشرية
نورت
:))

حسام
الجمال ان الرحبانية، بتوع درج الورد والقطاف والالورود والسنونو وهوا بيروت هما بتوع الفراخ
شيء مذهل فعلا
:)

سارا
العفو يا ستي منورة

ربيع
مشكلتك مع شوربة الفراخ هي مشكلتك او، بالبداهة يعني، مشكلة شوربة الفراخ
اما بالنسبة للفرخ القطري فهو اكتشاف لا يقل في روعته عن اكتشاف امكانية تزبيط الفراخ بتاع سردية

فاوست
ههههههههههههههههه ماشي يا عم.. مش هتكلم في الموضوع دا بعد كدا الا لما اخد رايك فيه الاول
منور :)))


ميراج
هي نائيا مش صحيحة لغويا؟

مصطفى محمد
والله فكرة ظريفة جدا.. لكن يسال في ذلك كفار قريش
:))

Anonymous said...

البلبل علماني؟
انتا عبقري والله