Monday, April 30, 2007

ب س م ا ت و ط ن

فيه برنامج بييجي على الال بي سي اسمه ب س م ا ت و ط ن. طبعا دي مفارقة، لانه ممكن يبقى بسمات وطن، أي ابتسامات وطن، وممكن يبقى بس مات وطن، أي: ولكن وطنا قد مات، أو، فقط مات وطن، لأن بس، زي بات الانجليزية، بتدي معنى فقط وبتدي معنى لكن. خلينا ف الاحتمال الاول: ولكن وطنا قد مات. دا احتمال حلو. طبعا البرنامج دا هو اللي كان عرض صورة حسن نصر الله بشكل كاريكاتيري فالناس خرجوا وهاجوا وحرقوا وخربوا. ما علينا، مش دا اللي احنا جايين نتكلم فيه، احنا جايين نتكلم ف لكن، جايين نتكلم ف بس، جايين نتكلم في اللغة العربية

ف يوم من الايام، صحصح نبيل فاروق جيلنا على جماليات لكن. كل شيء مضمون الان في يد ادهم صبري، الانتصار الحاسم ف المعركة مضمون له، ولكن.. نبيل فاروق النحنوح بيقعد في لكن دي كتير: واه من لكن هذه، يستطرد بما معناه ان لكن دوما ما تقلب الموازين. ناس كتير، من الشباب اللي كانوا بيقروا ادهم صبري، وقفوا عند لكن، بقى قرآن انك لازم بعد ما تكتب لكن تكتب وآه من لكن هذه وتكتب ان لكن بتقلب موازين الاشياء. بمعنى ما، الجيل صحي على الامكانيات العسكرية الكامنة في لكن. قدرة لكن على إعلان المعركة بين شطرتي الجملة وعلى الحسم فيها. خلينا ف مثال عملي. انا بقول نصك جميل. والجملة خلصت، وانت بتبتسم. بس بكمل: لكن ساذج. وانت بتكشر. ظهرت الحرب بين الجمال والسذاجة، وتم الانتصار للسذاجة، الانتصار لكون الكتاب ساذجا اكثر مما هو جميل، والدليل تكشيرتك النهائية يا بشمهندس. لكن تعلن الحرب، تعلن ظهور المعركة الحاسمة بين شطرتي الجملة الاولى والثانية، ودائما ما تنتصر للشطرة التالية، للشطرة التي تليها، للمستقبل، لما سيأتي، وتعلن هزيمة الشطرة السابقة، الماضية، العجوز والمترهلة والراحلة. والعكس، لو قلت ان نصك ساذج لكنه جميل هتبتسم، برغم ان الجملتين متساويتان ظاهريا في العدة والعتاد. بس للأسف، دايما لكن باصة على اللي قدامها، وقدرتها على اعلان انتصار الشطرة التالية لا تقبل المراجعة
بعد كل دا. ايه معنى اني اقول بس مات وطن. لكن مات وطن. اني ابدا بلكن دي. أبدأ بإعلان النصر العسكري على عدو غير موجود، وهو الشطرة الاولى اللي انفقدت من عنوان البرنامج. بدون ما تكون البنت نطقت بيقول لها الولد: بس انا مقدرش اعيش من غيرك. وتكتب بنت اخرى رسالة الى ولد اخر تصدرها ب: ولكنني احتاجك كثيرا. البدء بلكن هو الانتصار على عدو وهمي، الانتصار على عدو لم يخلق بعد، الانتصار على العدو ثم التفكير في إن كان موجودا أو لا، هو الانتصار العصابي، المهووس، المتوتر، على شيء ما مفترض، او كامن، او متوهم، هو الانتصار الهستيري بكل ما يحمله من روعة

9 comments:

إبـراهيم ... said...

مات بـس وطن ، وتقدر تقول مات لكن وطن ، أو وطن لكن مات بس !...
.
.
أهو كده لــ (لكن) أن ترتقي في السماء ..
عشان ما تبقاش (حتى) لوحدها
.
.
مفاااية إني أول تعليق هنا

روقاااااان يا معلم :)
مبارك ع الجزمة

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Lemonada said...

اول مرة اشوف مدونتك فيها حجات جميلة و بالنسبة ليا ممكن الواحد يتعلم منها ويستفيد او حتى يتعرف على حجات بطريقتك الخاصة

بالتوفيق

soha zaky said...

بتعجبنى فيك دماغك الراسية العاقلة اللى بتشوف كل حاجة بعدلتها الصحيحة ونعم الرؤى ونعم التحليل الله يفتح عليك يانائل يابن ام نائل ... اشكرك بجد انت دماغك حلوه قوى قوى

بنت الحياه said...

ما ألطفك عدو للانسانية يا نائل،
الصفحة أكثر من رائعة :)

تتفق جدا مع ألطف :)
وتشكك في الجزء الاخر

تحياتي

nael eltoukhy said...

عزيزتي ليموناتة
اشكرك كثيرا على اهتمامك وعلى مرورك على المدونة وعلى تعليقك الرقيق

الله يخليكي يا سهى بس حتة اني بشوف الحاجات بعدلتها الصحيحة انا اول المختلفين معاها، بحب اني اشوف الحاجات في كل الاوضاع الحقيقة ما عدا الوضع الصحيح. معلهش بقى، بس ربنا ميجيبش خلاف ابدا يا استاذة

عزيزتي بنت الحياة
اشكرك كثيرا على المجاملة الرقيقة اللي اتمنى وان كنت لا اعتقد اني استحقها وعلى مرورك اللي بجد اسعدني جدا

soha zaky said...

مبروك الشكل الجديد للمدونة وانا فرحانة اوى انك عملتلى لينك معالك وربنا ما يقطعلك لينك قادر يا كريم يا نائل يا بن ام نائل يا رب ...حلو أوى

أشرف عزمى said...

لكنك كاتب يمتلك أدوادته جيدا فقد أعجبتنى هذة الحواريه بين الجمل السابقة للكن والجمل التالية لها وقد أعجبتنى كلماتك جيدا أما بالنسبة للوطن فالوطن مات من زمن ولن يحيا بالبحث فى دلالات كلمة لكن أو كلمة بس .
الوطن روحى والروح ماتت وأصبحت جسداً تأكله الضباع
أخوك : أشرف عزمى

nael eltoukhy said...

عزيزي اشرف
اشكرك على المرور واتفق معك في كثير من الاشياء ولكن اعتقادي الخاص هو انه لم يكن هناك وطن من الاصل