
ف يوم من الايام، صحصح نبيل فاروق جيلنا على جماليات لكن. كل شيء مضمون الان في يد ادهم صبري، الانتصار الحاسم ف المعركة مضمون له، ولكن.. نبيل فاروق النحنوح بيقعد في لكن دي كتير: واه من لكن هذه، يستطرد بما معناه ان لكن دوما ما تقلب الموازين. ناس كتير، من الشباب اللي كانوا بيقروا ادهم صبري، وقفوا عند لكن، بقى قرآن انك لازم بعد ما تكتب لكن تكتب وآه من لكن هذه وتكتب ان لكن بتقلب موازين الاشياء. بمعنى ما، الجيل صحي على الامكانيات العسكرية الكامنة في لكن. قدرة لكن على إعلان المعركة بين شطرتي الجملة وعلى الحسم فيها. خلينا ف مثال عملي. انا بقول نصك جميل. والجملة خلصت، وانت بتبتسم. بس بكمل: لكن ساذج. وانت بتكشر. ظهرت الحرب بين الجمال والسذاجة، وتم الانتصار للسذاجة، الانتصار لكون الكتاب ساذجا اكثر مما هو جميل، والدليل تكشيرتك النهائية يا بشمهندس. لكن تعلن الحرب، تعلن ظهور المعركة الحاسمة بين شطرتي الجملة الاولى والثانية، ودائما ما تنتصر للشطرة التالية، للشطرة التي تليها، للمستقبل، لما سيأتي، وتعلن هزيمة الشطرة السابقة، الماضية، العجوز والمترهلة والراحلة. والعكس، لو قلت ان نصك ساذج لكنه جميل هتبتسم، برغم ان الجملتين متساويتان ظاهريا في العدة والعتاد. بس للأسف، دايما لكن باصة على اللي قدامها، وقدرتها على اعلان انتصار الشطرة التالية لا تقبل المراجعة
بعد كل دا. ايه معنى اني اقول بس مات وطن. لكن مات وطن. اني ابدا بلكن دي. أبدأ بإعلان النصر العسكري على عدو غير موجود، وهو الشطرة الاولى اللي انفقدت من عنوان البرنامج. بدون ما تكون البنت نطقت بيقول لها الولد: بس انا مقدرش اعيش من غيرك. وتكتب بنت اخرى رسالة الى ولد اخر تصدرها ب: ولكنني احتاجك كثيرا. البدء بلكن هو الانتصار على عدو وهمي، الانتصار على عدو لم يخلق بعد، الانتصار على العدو ثم التفكير في إن كان موجودا أو لا، هو الانتصار العصابي، المهووس، المتوتر، على شيء ما مفترض، او كامن، او متوهم، هو الانتصار الهستيري بكل ما يحمله من روعة