رضا عاد من شغله تعبانا يوم التلات، ولكن برغم إنه تعبان إلا أنه قرر ينزل وسط البلد علشان يشتري بنطلون. رضا يحب البنطلونات جدا. وهو يشتري البنطلونات أكثر مما يشتري القمصان، ولأن البنطلونات تدوب من عند الفخد والقمصان لا تدوب من عند الفخد، فشراء البنطلونات أبدى من شراء القمصان، هكذا يرى رضا، ولكن رضا لا يعرف أن القمصان تدوب من عند الكوع والبنطلونات لا تدوب من عند الكوع، كما أنها قليلة هي القمصان الدايبة من عند الكوع لأنها قليلة هي القمصان التي بكم طويل، ونحن الآن في الصيف، ومازال بدري على الشتا، ولهذين السببين، يحب رضا شراء البنطلونات أكثر.
المهم أن رضا طلع من محطة مترو السادات علشان يروح شارع طلعت حرب. ولكن في محطة المترو وهو طالع قالوا له إن البلد بتولع، ورضا لم يفهم. ولكنه طلع ووجد الناس كلهم يتفرجوا على شارع القصر العيني وبيصوروا، ولذا قرر رضا أن يقترب منهم ويصور هو كمان، ولإن معه عدة سامسونج جديدة بكاميرا فلقد قرر أن يستغلها. ووقف بعيد وأخذ يصور الدخان الطالع. وكان مبسوط جدا لأن المزيد من اللهب في الصورة سيجعلها أظرف. ووجد رضا امرأة تسير بجانبه وتقول حرامية بيولعوا في حرامية و لم يفهم رضا من هم الحرامية الاولانيين ولا من هم التانيين. ولكنه سأل نفسه طبعا وهو متضايق ماذا حدث للمصريين. ثم مر رجل عجوز بجواره وضحك حتى بانت سنانه الواقعة وقال كانت ناقصة بس المعلم الكبير يكون جواها وبرضه لم يفهم رضا من هو المعلم الكبير، ولكنه شعر أن في الأمر شيئا خطيرا، لأن معنى أن تكون هناك حريقة جامدة بهذا الشكل والناس غير مهتمة بهذا الشكل الجامد (عدم الاهتمام هو الذي له شكل جامد، وليس الاهتمام)، فهذا يعني أن هناك أزمة في الشخصية المصرية، ورضا لم يكن يفهم هذا الكلام الكبير من قبل ذلك وكان يتريق على من يقولونه في التليفزيون، ولكنه الآن شعر بأن الشرخ أصبح أوسع من أن يتم رتقه (ولقد استعمل رضا في أفكاره كلمة "رتقه"). كما أن الشخصية المصرية لم تعد تغسل سنانها. وكان رضا زعلانا من منظر سنان الرجل الواقعة. المهم أن رضا أخد الموبايل بتاعه وحطه في جيب البنطلون، ولقد اكتشف أن هناك خرما في جيب البنطلون فوضعه في جيب البنطلون التاني. طبعا تذكر رضا أنه عليه أن يشتري بنطلونا جديدا ولكن لم يعد لهذا أي معنى من الآن فصاعدا. سار رضا في شارع طلعت حرب ففوجئ بأطفال الشوارع يسيرون بجوار رجال الأعمال، والشيوخ الملتحين بجوار محلات اللانجيري، فاتضايق رضا زيادة، وأصبح يفكر ف الوطن أكتر.
رضا عاد من شارع طلعت حرب إلى بيته بعزبة النخل ولم يشتر البنطلون، وكمان لم يلمع الجزمة، لأن مزاجه كان متعكر جدا. وأول شيء فعله عندما جلس على الكمبيوتر هو أنه مسح الستاتوس بتاع امبارح وكان "اشتري بنطلون لونه إيه يا بشر؟" وعمل جروب على الفيسبوك سماه "ما تفوقوا بقى يا مصريين.. جرالكو إيه؟" وهكذا نام رضا يوم الثلاثاء 19/8/08 وهو حاسس إنه قدر أخيرا يعمل حاجة في البلد.
6 comments:
مبروك يا رضا البنطلون الجديد والعدة السامسونج أم كاميرا ، بس سؤال :يعني أيه قدر أخيرا يعمل حاجة في البلد ، والا تقصد للبلد ، لأن اللي ممكن يعمله رضا في البلد كتير زي انه يشتري بنطلونات وقمصان ويتمشى في طلعت حرب ويصور بكاميرا العدة السامسونج ، وهو ما يعني أنه ليس أخيرا ولا حاجة فهي صيغة مبالغة تعني أنه أخيرا تمكن من فعل شيء بعد عجز طويل وهو ما أربأ بك قوله عن رضا، أما إذا كان ما شعر به رضا أنه حس أخيرا أنه يعمل حاجة للبلد ، فأقوله مصر شايلاك لوقت عوزة ، ومش عايزة تتعبك معاها بس رأيي أن تصويرك بالكاميرا للحريقة هو الشيئ الوحيد اللي كان ممكن تعمله للبلد بعد أن عجزت قوات الدفاع المدني والمطافي وطائرات الهليكوبتر عن إطفاء الحريق لمدة تزيد عن الست ساعات
وبعدين يا نائل قاعد تحكي عن رضا وسايب سيرة حرمكم المصون وكريمتكم الدرة المكنون مضغة في الأفواه ، يرضيك اقول لطارق إمام - على المدونة - يارا بتسأل عليك يقولي ما حبش يبقى لي بنت زي يارا عشان طالعة لأمها أخلاقها مش كويسة ، أي عار وشنار يلحق بالأسرة الكريمة بعد أن أصابها سهام الأعدقاء ، لم لحمك يا نائل ، زد عنه حتى يسلم الشرف الرفيع من الأذى يا رجل
:)
هل يستحق رضا كل تلك القسوة؟
مبارك شعبي رضا
أضحكتنى يا رضا
على أحد ما أن يقنع رضا بالإهتمام بشراء القمصان و الصبابيط ( الجزم يعني ) أكثر من شراء البنطلونات .. فبغضّ النظر عن ذوق رضا أو ما يقال عن حبّه للبنطلونات و بعضّ النظر أيضا عن الظروف المناخية التي تجعله يرجّع كفّة البنطلون ..إلا أنه و في تحليل سريع لشخصية رضا .. هناك شرخ نفسي لا يلحظه رضا .. و هو مرتبط بحبّه للبنطلونات بالذات ..و حسب النظرية القائلة أنه يؤخذ رأي الناس في الإعتبار حين شراء الألبسة و لبسها .. نكتشف هنا أن رضا قد يكون يخفي في داخله شخصية ثانية قد تكون شخصية واحد غير مسؤول بطبعه أو واحد لديه نزعة جنسية طاغية ... فالشعب نوعان في الغالب.. نوع يمشي رافعا رأسه و ينظر للأعلى .. و بذلك يرى القسم الأعلى من أجسام المارة .. يعني يرى القميص ..و قسم اّخر ينكس رأسه من القهر أو الذل أو أي حاجة ..و يقع نظره على أحذية المارة و هو ماشي .. رضا ..من النوع الذي يركّز على منطقة الوسط في الجسم ..لذلك لم يكن ينتبه سابقا لما يصيب الوطن ..كان مندمجا في حالة واحدة غير مسؤولة ..و هي حالة هزّ الوطن لوسطه .. و كان يستمتع بالمنظر دون أن يرى له أبعاد أخرى ذات قيمة..و ينعكس عليه ليهتمّ بوسطه أكثر ..و هو يقنع نفسه بأسباب أخرى
متل دوبان البنطلون و الظروف المناخية التي تمكّنه من لبس قميص نص كمّ ..و حين نظر رضا فجأة و دون ترتيب و قصد .. إلى الأعلى و رأى وجه الوطن من خلال أسنان ذاك العجوز .. أفاق رضا و تخلـّص من عقدة الوسط ..و رأى الوطن على حقيقته ..و ذهب ليناضل على الفيس بوك ..و نلاحظ أنه اختار ساحة المعركة جيدا أيضا ..و هي تبدأ بالفيس أي الوجه ..لكن رضا لم يلاحظ بعد أن البوك واضح من فيسه ..لكن لا بأس .. هذه خطوة .. و أعتقد أن رضا قادم في المرحلة القادمة على الإهتمام بحلاقة ذقنه و شراء مساحيق لتنعيم البشرة و ربما ينتف حواجبه.. أي التركيز على الوجه..لكن في حال حصول أي حريقة أخرى لا سمح الله .. أعتقد أن رضا سيبدأ بعدها بالإهتمام بشراء الملابس الداخلية أكثر من أي شيء اّخر .. و هذا لن يكون له علاقة بالوسط كما في السابق .. بل بالعورة تحديدا .
ـ بكلّ الأحوال .. أنا شخصيا أحبّ رضا ..بكل حالاته .
ـ ههههه هو أنا ضحكت كتير و فرحت بالبوست ..لذلك مش عارف شو كتبت بتعليقي
Post a Comment