Friday, July 04, 2008

أتشو


  • عفوا، ولكن ما الذي قلته حضرتك الآن؟ لم أسمعك جيدا.
  • لا شيء. تقريبا لا شيء. فقط عطست.
  • لا. اسمح لي. حضرتك قلت شيئا. ليس عطسة. أنا متأكد.
  • يا أفندم أنا عطست. عطسة كبيرة. كفي قد أصابها رذاذ العطسة، وكذلك قميصي قد ابتل قليلا، وليس من المريح أن أتحدث في هذا، ولكنني مضطر له. ارتحت هكذا.
  • بدون الدخول في تفاصيل مقرفة. دعني أشرح لك الموضوع كما أراه بشكل دقيق. ما تعلمته، ودعني أتوسع وأقول أن ما يعرفه أي طفل صغير، أن الشخص الذي يعطس هو شخص يقول "آتشو"، إذا كانت العطسة كبيرة فهي "آتشو" كبيرة، وإذا كانت صغيرة فهي "آتشو صغيرة. الآن. هل قلت أنت "آتشو"؟
  • ليس بالضبط. صحيح أنه ليس بالضبط أنني قلت "آتشو" ولكن دعني أقول لك أنه أيضا ًليس بالضبط أن الشخص الذي يعطس هو شخص يقول أتشو. المسائل تختلف كثيرا لدى حديثنا عن الواقع الفعلي.
  • تعني أنه "يقول "هاتشو"، تعني أنه يقول "آتشي"، طيب. بس حضرتك لم تقل لا هاتشو ولا آتشي. ثم تقول أنك عطست. ألا ترى في هذا مبالغة ما؟ تحريفا ما، خيانة ما للشيء الذي اعتدنا أن نسميه "الحقيقة"؟
  • ربما. لو أنك أصررت على رؤية "الحقيقة" ودعني أضع هذه الكلمة بين قوسين كبيرين، بهذا الشكل. ما أريد أن أقوله هو أن الحقيقة أحيانا تختلف عن تصورنا لها.
  • في رأيك نوع من الكسل كما أتصور. لنقل أن تصورنا عن الحقائق هو الكيان المثالي، هو الشيء كما يجب أن يكون، وأن الحقائق، هي الكيان الكسول الذي لم يستطع أن يصل إلى مستوى تصورنا عنه، هي الطالب البليد الذي لم ينجح أبدا في أن يكون الطالب المثالي على مستوى المدرسة.
  • نظرية شيقة. استمر.
  • طيب. في هذه الحالة فستكون عطستك، إذا أصررت على أن تسميها عطسة، كيانا عاجزا وضعيفا قبالة "الآتشو" العظيمة، التي تمثل تصورنا المثالي عن حقيقة العطس. أليس كذلك؟
  • حسنا. ولكن الحقيقة تنعم بكونها حقيقية. وأنا متأكد أنك لم تنس هذه المعلومة. بينما تصورنا عن الحقيقة لا ينعم بمزية أن يكون حقيقيا. وهذه معلومة بديهية أيضا. دعنا نقول أنه لا أحد يعطس قائلا "آتشو"، باستثناء أبطال قصص الأطفال. في الواقع، فبين من أعرفهم، لا أعرف أحدا يستخدم هذه ال "آتشو"، همزة تاء شين واو، ربما هناك شعوب أخرى تفعلها. لست متأكدا..
  • "بعصبية واضحة" حسنا. ولا أحد يحقق العدل، باستثناء في قصص الأطفال، هذا إن مددنا الخط على استقامته، هل يعني هذا أن العدل مرفوض؟ هل يعني هذا أن نتوقف عن أن نصل بعطستنا إلى "الآتشو" المأمولة؟ رد علي أرجوك. لا تنشغل بقرقضة ضوافرك.

"صمت طويل"

  • قدر موقفي. لم أستطع أبدا أن أقولها وأنا أعطس.
  • لأنك لم تحاول..
  • يا أخي حاولت وفشلت.
  • لا تقل فشلت. قل استجبت لكسلي. استجبت لشهوتي. استجبت للشيطان.
  • وبعد هذا العمر. في ظنك، هل سأنجح؟
  • "بابتسامة طيبة" حاول. لا أحد يخسر شيئا بالمحاولة. بالمحاولة نزداد خبرة. معرفة بالصح والغلط. جرب يا أخي.
  • ت.. ت.. آت.. آت.. آت.. شوووووووووووووووووووو

"يبتسمان. ينظر كل منهما للآخر بامتنان
ودمعة السعادة تترقرق في عينيه الطيبتين"

5 comments:

باسم said...

لقد هرب دماغ الطوخي و العوض على الله ، و ما يؤكد هذا دولاب دماغه تحديدا ، فدماغه اخذت كل أغراضها و ملابسها و لم تترك حتى ولو لباس واحد ، كلوت بمعنى أخر ، إنا لله و إنا إليه راجعون ف دماغك يا طوخي يا حبيبنا

Ahmad Abdulatif said...
This comment has been removed by the author.
Reham Ragab said...

"هل يعني هذا أن نتوقف عن أن نصل بعطستنا إلى الأتشو المأمولة؟"
الجملة دي عجباني جدا، الجملة دي سوف تدخل التاريخ، ستكون حكمة مأثورة تتناقلها الأجيال على لسان نائل الطوخي، سيحفظها طفل ما قبل أن ينام، ويكتبها عاشق ما لعشيقته في ورقة قبل ذهابه للحرب، وتقرأها سيدة عجوز ما على قبر زوجها الراحل منذ زمن، وسأنقلها أنا لأبنائي وأحفادي، وأقول لهم "اسمعوا يا أولاد، هذه الجملة ستعينكم على مواصلة الحياة دون أن يجركم أحد من الأمام أو يدفعكم أحد من الخلف، دون أن تفقدوا الأمل في أحلك اللحظات."
ربما يبدو كلامي ساخرا قليلا، أو مبالغا فيه قليلا، أو يحيد بعض الشيء عن الحقيقة، ولكن هل يعني هذا أن نتوقف عن أن نصل بعطستنا إلى الأتشو المأمولة؟

أسماء علي said...

سؤال بديهي مر أمامي ..
من أخبرك أن (أتشو) هي الحقيقة ؟
لعل أحدهم اخترعها في قصة طفولية و اعتمد على أن الأطفال لا يعرفون كل الحقائق
و للأسف فإن الأطقال ما يمر بهم يحفر في ذاكرتهم
لذا ولد جيل كامل يعتقد أن (أتشو) هي الحقيقة ..
و نسي مذاهب التجريب كلها و أعتقد أن (أتشو) حقيقة سماوية ..
لذا
قبل أن نحاول ونستميت في الوصول إلى (أتشو) يجب أولا أن نتأكد أنها الحقيقة
ولا تنس تلك المعلومة المملة التي تشككنا في أن الأفلام هي من واقع البشر أم أن البشر يقلدون الأفلام أحيانا..!
لعل أتشو ليست الواقع ولكننا وددنا تقليدها أيضا لنجعلها واقعا..
...
و تذكر أنني في فترة عزلة
و ماآن رأيت هذا البوست
حتى لعنت العطس والعطاسين
و واسيت نفسي فيك...

Anonymous said...

جميل يا نائل

من مقالاتك المفضلة عندي بجد آآآآآتشوووو....الحمد لله :-)

عمرو