Friday, April 04, 2008

وخلق الله من صلبه نائلا

في البدء كان الطوخي.. والطوخي كان من عند الله.. ثم خلق الله من صلبه نائلا..

في البداية بالزبط لم أكن مبسوطا. أحسست أن شخصا ما ضربني بمطوا في وشي فصار شكلي علامة أمام الرايح والجاي، وان يكون وشك علامة فهذا ليس شيئا جيدا، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار أنني لم أكن أبدا شخصيا اجتماعيا تماما. عندما كان أحدهم يسألني عن اسمي وكنت أقول له نائل، كان يستوضحني ثانية. كثيرون استوقفهم اسمي، استوقفهم بمعنى توقفوا عنده، وتوقفوا عنده ليس لأن المطلوب هو المزيد من الفهم، وإنما المزيد من الاستماع، وكان هذا مربكا بالنسبة لي.

أن يحيا المرء باسم غريب فهو أمر يشبه الندبة، ويشبه الديفوه في وجهك الذي يحدثك عنه كل الناس، وأنت لا تريد منهم الحديث عنه، ليس لأنك تكره هذا الديفو فحسب، وانما أيضا لأنك زهقت من الكلام عنه، وتحاول ان توضح هذا للناس، وهم لا يقتنعون، لان كل واحد منهم يكلمك عنه يكون غير الذي قبله، والجديد يمارس لاول مرة اللعبة ويراها مسلية، وانت لعبتها من قبل كثيرا وتراها مملة. وكان لدي في الكلية زميلة اسمها آثار الحكيم. سألتها السؤال الحتمي: أيهما سبق الآخر، اسمك أم اسم الممثلة؟ أجابتني بأنه اسم الممثلة، وأضافت أنها سُئلت هذا السؤال عدد شعر رأسها (ملحوظة عابرة: لم أعرف أبدا عدد المرات التي سُئلتْ فيها هذا السؤال، لأنها كانت، ببساطة يعني، محجبة). المهم، عرفت حينئذ أن هذه اللعنة ليست مرتبطة بي فحسب، وإنما بآخرين أيضا، واللعنة كلمة تحبها نهى محمود[1] (مضافا إليها كلمات أخرى مثل "التعاويذ السرية" أو "السحرية"، مثل "الحب" و"التراتيل" و"الساحرات" و"جنون العشق الأبدي"). ونهى بالمناسبة سألتني مرة عن شعوري عندما عرفتُ أنني أملك الاسم الأجمل بين أسماء جميع إخوتي، فرددت عليها بابتسامة ودود ورائقة: الله يخليكي يا نهى. وتقريبا فلقد اعتبرتها إجابة مقنعة، لأنها لم تسألني بعد ذلك نفس السؤال، فشكرا نهى.

في باص المدرسة في الاسكندرية كانت الدادة تناديني باستخدام صيغة فاتنة "يا ناير"، وكنت أحكي هذا لماما فكانت تضحك وتقول لي: قل لها أنا فبراير مش يناير، وتقعد تضحك، وانا لم أعتقد أن قولي لها أنا فبراير مش يناير سيحل الموضوع. بالعكس، فقد كان العيال سيضحكون أكثر، وضحك العيال لم يكن شيئا مبهجا تماما بالنسبة لي، وتقريبا فلقد اعتقدت أن ماما كانت تضحك طول عمرها ف سرها على اسمي، طيب يا بنت الحلال ليه وافقتي عليه ف الاول؟ لا أحد يعلم. وأنا اسمي ليس لا أحد. اسمي، كما تعرفون، هو نائل، ولولاه لما كتبت هذه التدوينة.

قرأت مرة رواية اسمها "بابل مفتاح العالم[2]". قرأتها بشغف، لسبب أكثر بساطة بكثير من الحبكة والزمن والشخصيات وكلام المثقفين: البطل كان اسمه نائل، وأنا لم أقابل في حياتي شخصا اسمه نائل، وفي المرات النادرة التي سمعت فيها هذا الاسم يتردد أمامي عن شخص غيري، كنت أحس أنني في فيلم. المهم، عندما قرأت الرواية (وبالمناسبة، فالرواية أيضا تتحدث عن الندبة، وهي تشير في عبارة قصيرة للغاية إلى أن نائل هو اسم غريب جدا، ومضحك، وكان صاحب الجملة يشفع جملته بضحكة سوقية على ما أذكر)، أقول عندما قرأت الرواية شعرت أن الدنيا مازال فيها خير يا أولاد، فهل يعقل أن يناقش كاتب، يحمل أيضا ذات الاسم، في جملة واحدة مشكلة حياتي الأبدية، ويربطها بالندبة وبتشوه الوجه!؟ لم أكن أحلم بأكثر من هذا طول عمري، فشكرا نائل.




[1] أديبة جميلة وصافية، تعشق الورد والشوكولاتة والدباديب، لها آراء ثورية في الكتابة، فهي ترى أن من يكتبون كتابة بذيئة عليهم تقليد كتابة الرومانسيين والشرفاء والمستحميين، لا العكس.

[2] "بابل مفتاح العالم" هي رواية للكاتب المصري نائل الطوخي، تناقش عدة إشكاليات في ذات الوقت، أهمها فيما أتصور هي الإشكالية التي سأتحدث عنها في الأسطر القادمة.

12 comments:

Azza Moghazy said...

لو لم يفعل نائل الطوخى فى حياته معروفا سوى ابهاجك بكتابته هذه الرواية لكفاه هذا لينجو من العقاب
ليتك حذوت حذوه واسعدت نائلا اخر لربما كانت كارمتك قد كافاتك بالابقاء على ابنتك ولكنه الحظ بقى

ادرك تماما ما تعانية فليس فقط ان اسمى عزة وهو اسم مقرف من السهل ان تخضع احرف معينة منه لحذف "اجراء" منها او تضاف "اجزاء" اخرى الى احرف اخرى وفى الاستظراف فليتنافس المتنافسون
بل انا ايضا مولودة فى اول ابريل مما يمنح الظرفاء وهم كثر زادا ضافيا ، لتمن على انا قريحتهم بعبارات من نوعية وانتى جيتى بجد ولا كانوا بيضحكوا على باباتك وماماتك

لهذا فيا عزيزى الاستاذ نائل قضية صغيرة فى المحكمة واعلان صغير فى الجورنال يقيك شر الاسم اما انا فشخصاية جديدة ستكون مناسبة لى تماما

Camellia Hussein said...

انت تعرف نهي محمود ؟!..اعتقد انها تعرف الكاتب المصري نائل الطوخي ،ممكن تخليها تعرفك عليه،ومش بعيد يكون نائل الطوخي (الكاتب المصري)يعرف نائل الطوخي (الذي ظهر اسمه في رواية علاء الأسواني)وبكدة تكونوا ثلاثة نائل (لا اربعة بحساب نائل بطل الرواية)ومش بعيد تلاقوا نائلين آخرين،أبشر يارجل النائلون قادمون..هذا زمن أبناء الطوخي

----
بس تعرف البوست ده فكرني بمأساة اسمي اللي كنت شايلاه زي القتب وأنا صغيرة ،ولحظات الاندهاش اللي بتحصل للناس اول ما تسمعه في المدرسة وكلمة (ايه؟؟؟؟؟) اللي دايما بتكون اول رد فعل علي اسمي،والاسماء الموازية(انت كانو بيقولولك ناير)انا كانو بيقولولي فانيليا وموبيليا وميدالية
اللي يشوف ندبة غيره تهون عليه ندبته:)

readingtuesday.blogspot.com said...

يا ترى فيه مكان على كتفك عشان عايز أعيط شوية: من صغري يا أستاذ نائل والعيال بتغيظني عشان ماإسميش مفتاح فيدلعوني يقولوي يا تاح وعمرهم ما يقولولي يا إكس

fawest said...

عاوز أقول حاجه و أمشى


دايما التعليقات على بوستك أحلى من البوست نفسه
هههههههههههههههااااااااا

لما سمعت من ابويا حكايه كيف سمانى ، يعنى أعطانى اسما مش سممنى، رحت حكيتها لأصحابى فى المدرسه و هكيك يا ضحك و تريقه
الحكايه مفروض يكون فيها مسحه دينيه و صوفيه بس الى حصل غير كده ، إحتمال يكون عندهم حق، زى ما ابقى نفسى أقول لصبى الميكروباص اللى بينادى على المطريه ، ما طريه إلا طيزك
ههههههههاااااااا
ابى قال
ان عمى كان بيقرأ سوره كه من المصحف عندما جاء امى المخاض و استبشر ابى خيرا و سممنى
لما حكيت الحكايه لزملائى فى المدرسه
بص واحد باهتمام بالغ ولكنه تلاشى و هو يضحك و يشير إلى موجها كلامه الى الباقى
طب لما كان عنه بيقرأ سوره البقره كان هيسميه إيه
ولا لو كان بيقرا فى سوره مريم ، كان هيرحعنى و يقلهم هتوها بنت
الان حينما أتذكر ذلك الولد ، اتيقن انه سخيف سخافه عمر طاهر
ويوم ما توفى والدى
كال لىّ أحد أصدقاء والدى انه سمانى طه
لكى أكتب أسمى بسهوله
مجرد دائرتين وواحده عليها شرطه
، اللى هى حرف الطه
انا عن نفسى مفتكرتش ده كله ولا كنت عاوز افتكره
لإنى اعتبر نفسى رجل مميز
و إسمى سيحظى بنصيب من تميزى هذا

elkhadiri said...

الجميل نائل
معجب أكيد بكتابنك، فكرة الهامش، الذي لم يعد هامشا في هذا النص بل جزءا منه، فكرة جميلة.
قرأت مقالك /مقالاتك/ عن محمد ربيع
كانت مهمة لأنها دفعتني لقراءة أناس أسمهان عزيز
أحاول أن أكتب عنها مقالا
مودتي الدائمة
محمد الخضيري
المغرب

أسماء علي said...

بعد غيابي بعض الشيئ عن هوامشك المتداخلة معك بتآمر مريب ..
عدتُ من جديد
لأقرأ ندوبا جديدة
...
تصدق ياابيه نائل
كل واحد مننا عنده ندبة مالوش ذنب فيها ..
يعني اللي يقولك يا ناير
ولا يسمع اسمك ويقول ال اييه؟؟؟
ركز معاه كده
وانت هتلاقي ندبته ..
وتروح ساعتها رادد عليه
وتقوله ايييه؟؟؟
...
عامة بما إن ندوبي أكثر من إنها تحصى
فأحب أبلغك وأقولك
ان الناس تقول ل نائل كلمة ..
( ايه؟ )
ارحم من إنك تقولها لنفسك ..

Reham Ragab said...

وأنا في كي جي ماما قالتلي انها كانت عايزة تسميني إنجي، بس بابا مرضيش، ودي آخر مرة أفتكر ان بابا عمل فيها حاجة عدلة. وأنا في خامسة ابتدائي مدرس العربي بتاعي قالي ان اسمي تركي ومعناه بستان، قلتله: يعني إيه؟ قالي: البستان ده شبه الجنينة، قلتله: بس أنا مش جنينة يا أستاذ نور. وزعلت منه أوي ساعتها. النهاردة بس العيان بيقولي إلا هو يعني إيه ريهام يا دكتورة؟ فكرت شوية وقلتله، ده اسم تركي معناه بستان. قالي ومين سماهولك؟ قلتله أبويا، قالي هو بابا كان عايش في تركيا؟ قلتله: ولا عمره شافها. الا صحيح ازاي أبويا يسميني ريهام وهو عمره ما شاف تركيا؟ هي حصلت؟؟

Anonymous said...

لا لحسنى مبارك.. اكتبوها على كل عملة ورقية فيكى يامصر

ياريت كلنا نتبنا الحملة دية
تخيل كل عملة فى مصر مكتوب عليها لا لمبارك
الشعب خايف وديه وسيلة سلمية تماما عشان الناس تشجع بعض !!

مصطفى محمد said...

سلامو عليكو

بغض النظر عن العنوان الرنان المريب و الصدر النائم في فضاء الأبيض و الأسود

فبراير
هههههههههههههههههه
هههههههههههههههههه
هههههههههههههههههه
فبراير الطوخي
هههههههههههههههههه
هههههههههههههههههه
هههههههههههههههههه
أكاد أجن من الضحك
هههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههه

انا كمصطفي .. يعني اسم يعتبر منتشر .. أسخف لحظة في حياتي و انا طفل ان الاقي واحد كبير بيتطوع قدام حشد من الناس اللي معرفهمش و يزعق و يقول مصطفي يعني مختار .. و ينظر الي منتظرا مني ابتسامة الامتنان و الاعتراف بالجميل الاقرار بأنه حل الطلسم الوجودي لمعني اسمي الذي لولا حله لانعقدت أعضائي التناسلية و لما استطعت أن أتبول

Anonymous said...

بالنسبة للديفو الي في وش نائل يقال عندنا في فلسطين
لاصحاب الديفوهات في وجوههم تسائلا بصيغةتعجب

انت وجهك هيك...لا ضرية كريك
بالمصري
انت وشك كده ولا ضربة كوريك

وفي رواية اخرى
وبتسائل ايضا
اخذت نمرة التراكتور الي خبط على وجهك
بالمصري
خدت نمرة البلدوزر الي داس على وشك

وهما سؤالين موغلين في البلاغة والاجدى ان يمرر هاذين السؤالين لنائل
قبل ان ترتكب حماس اي حماقة على الحدود المشتركة بين غزة ومصر
وتبوظ العلاقات
وحماس تخرب الدنيا وتهدد الامن القومي لمصر
وتقتل كم بمبوطي سيناوي

مُزمُز said...

ههههههههههههههه
هههههههههههههه
هههههههههههه

انت عبقري

SaSo said...

وانا كمان

http://unavilable.blogspot.com/2005/07/blog-post_10.html

welcome to the club