Friday, April 18, 2008

نجم، في مذمة العدو الأكثر بلاغة


حقيقة بسيطة يحدث أحيانا ان نخجل من الاعتراف بها: أعداؤنا هم أعداؤنا لأنهم سيئون ونحن جيدون، وليس لأي سبب قدري أو يتعلق بالله والمصير. ولو لم يكونوا سيئين ونحن جيدون، فلماذا نحن أعداء إذن؟ هذا كلام الناس العاقلين، وما يتبقى لنا إذن، كي نصبح حياديين، هو أن نعترف بقدرة أعدائنا هؤلاء، بقوتهم وبمهارتهم، أي باختصار، بكل الأشياء التي لا يصبحون بفضلها أصدقائنا، بكل الأشياء التي لا يصبحون بفضلها "جيدين". كان أحمد فؤاد نجم دائما واحدا من أعدائي هؤلاء.

***

لنقل في البداية، أن أحمد فؤاد نجم كان دائما واحدا من هؤلاء الأشخاص الذين تميزوا بقدرتهم على قول الكثير جدا من الكلمات الرنانة والقليل جدا من الأمور المقنعة. احترمت فيه دائما بلاغته، قدرته على تجميع الكيتش كله في قصيدة واحدة - وبهذا يجعل من الكيتش الخاص به هدفا سهلا وواضحا للتصويب أيضا - قدرته على التعبير بقوة عما يفكر فيه المصريون، أو عما يعتقد أنهم يفكرون فيه، على أن يكون واضحا ومفهوما وبسيطا، على أن يكون ناقلا أمينا للمجازات والرموز، المتاحة أصلا، حتى بينما المطلوب هو التمرد على هذه الرموز والمجازات. من هذه الناحية، فنجم لم يكن ثوريا أبدا، كان دائما خادما أمينا ل"الشعب المصري"، والخادم الأمين بطبيعة كونه كذلك لا يكون ثوريا. ومثله في ذلك مثل الكثير من الكبار والصغار، المنشغلين دوما بتكويم الرموز على الرموز (وهو ما أسميه بال"بلاغة") بدون أية محاولة للتشكك في هذه الرموز، مثله مثل أناس كثيرين، بدءا من ناجي العلي ومحمود درويش، وحتى خالد كساب، صاحب الرموز الضرب شمساوية الشهيرة.

***

الصورة الأدبية لمصر كانت دائما صورة شابة، فلاحة، رشيقة، تنظر لفوق الذي هو المستقبل، كما نجدها عند اثنين من صانعي الرموز، صلاح جاهين ومحمود مختار، وخلافا لهذه الصورة، نجد نجما قد اختار صورة أخرى، أكثر ارتباطا باللاوعي المصري على ما اعتقد هو، وأعتقد أنا معه: "سلامتك يامه يا مهرة، يا حبالة، يا ولادة.. سلامة نهدك المرضع، سلامة بطنك الخضرا"، هكذا يصف نجم مصر المريضة والتي ستتعافى قريبا. كانت مصر عنده امرأة خصبة، ولود، لا يمكن تخيلها رشيقة بحال، وقوية "فالزمن رايح وهي جاية"، كما نعرف جميعا. صورة مصر التي رآها مرتبطة بالأرض بلا هوادة، بخصوبتها وخضرتها، هي الصورة التاريخية التي تشكلت في أذهان المصريين منذ قديم الأزل، وهي صورة لا علاقة لها بغواية الأنثى بحال، وإنما فقط بخصبها. لا ننسى أن نجم هو خادم الشعب المخلص، وليس خادم الصور الأدبية الجاهزة. وفي خدمته بإخلاص للشعب لم يكن يفعل شيئا في الواقع. فما يقوله للشعب، هو ما يعرفه الشعب أصلا. ما الذي فعلته إذن يا أبا النجوم؟

***

المرثية الشهيرة لجيفارا، بعنوان "جيفارا مات"، هي ليست مرثية فحسب، إنها مانيفستو ثوري أيضا. قرب نهاية قصيدته بقليل يسخر نجم من عصر البطش الأمريكي: "خلاص خلاص، مالكوش خلاص.. غير بالقنابل والرصاص، دا منطق العصر السعيد.. عصر الزنوج والأمريكان، الكلمة للنار والحديد.. والعدل أخرس أو جبان"، هذا هو المنطق الذي يعاديه نجم، منطق عصر الزنوج والأمريكان، غير أن المنطق الذي يقترحه لا يقل عسكرية هو الآخر، فصرخة جيفارا للعبيد تحوي نفس المنطق الذي سخر منه نجم لتوه، وبنفس الكلمات تقريبا: "يا تجهزوا جيش الخلاص، يا تقولوا عالعالم خلاص"، وفي أغنية أخرى بعنوان "يا فلسطينية" يصرخ نجم: "ناري ف إيديا، وإيديا تنزل معاكو، على راس الحية، وتموت شريعة هولاكو". يشكو نجم كثيرا من سياسة القوة، الأمريكية والإسرائيلية، من شريعة هولاكو، ولكن الخلاص في تصوره لن يتحقق إلا بعنف مقابل، والعنف المقابل يصبح هو العنف الشرعي. حرب الدم والدم، الموت والموت، النار والحديد، تصبح هي مجازه الخلاب. والبندقية هي بطلة الحياة، لا الموت: "بالبندقية نرسم حياتنا الجديدة". لنقل أن نجم يساري، أو على الأقل، كان يساريا، ولا أعرف ما الذي أصبح عليه الآن، وارتبط هو بالنغمة الأكثر خفاء في اليسار بشكله الكلاسيكي، النغمة العسكرية، نغمة القوة، نغمة جيش الخلاص. هنا يمكن لنا القول أن كثيرا ممن ارتبطوا باليسار يوما ما لم يفعلوا هذا لأن اليسار كان يدعو للحرية أو العدل، وإنما لأنه دوما تواجدت به نبرة دموية، فوضوية، قوية وعنيفة، وهؤلاء هم الذين كانوا ليصبحوا جمهورا سهلا للنازيين والفاشيين، فقط لو توافرت لهم الظروف المناسبة. وبما أن التاريخ لا يمكننا من تقرير أي من النبرتين كانت دخيلة على اليسار: نبرة العدالة أم نبرة الثورة الدموية؟ فإننا نكتفي بالرصد التاريخي. نجم التقط نبرة الثانية بقوة، وعبر عنها بقوة، وأمكن لمحبيه أن يصلوا إلى أورجازمهم الثوري عبرها، بقوة أيضا. "يافلسطينية فيتنام عليكو البشارة، والنصرة طالعة من تحت ميت ألف غارة". مجاز الخلاص الذي يخلق من بين الدمار، هو مجاز قديم قدم الكتب المقدسة. نعرف أنه "كلما ازدادت الدنيا ظلاما اقترب الفجر"، وهي حقيقة من حقائق الطبيعة وتحولت إلى مجاز سياسي، مجاز متعطش للموت والدمار، لأن معناه المزيد من الخلاص. كلما ازدادت الغارات على رؤوس الفلسطينيين، كلما ازداد نجم يقينا في نصرهم، هذا هو المجاز القديم، وهذا هو نجم وهو يطوعه ليلائم ما يحدث حوله في العالم: "والشمعة والعة، والأمريكان في الخسارة، راجعين حيارى عقبال ما يحصل معاكو"

***

الرابطة التي أقامها نجم بين "العمال والفلاحين والطلبة"، تحولت فيما بعد إلى شعار لحركات المعارضة، شعار يضم الفئات التي تم تصورها أكثر براءة وثورية في المجتمع. الطلبة هم الأكثر ثورية إذن. متى حدث هذا؟ وهل حدث قبل، أم بعد عودة التلامذة للجَد تاني؟ ليس هذا، والعياذ بالله، محض استظراف سمج من جانبنا. إنه سؤال آخر، يتصل بحالة العودة والتي بمقتضاها "رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني". عودة التلامذة للجد تاني، تفترض أنهم في وقت ما كانوا بعيدين عن هذا الجد، وكانوا منشغلين عن القضية بسائر الأمور التافهة، الكورة مثلا، والأونطة، والمناقشة وجدل بيزنطة، والصحافة والصحفجية، فوجود الفرع يقتضي وجود الأصل بالضرورة. وبرغم هذا الاعتراف الضمني، إلا أن نجم لا يصور لنا أبدا هذا الفترة المعيبة من حياة التلاميذ، وإنما ينساق وراء ثورتهم، مع زملائهم في النقاء، العمال والفلاحين. (بالضبط مثلما تفعل الصحف القومية. أول يوم إضراب: الأمور تسير على ما يرام. ثاني يوم إضراب: عاد الهدوء إلى البلاد. هو كان الهدوء راح فين؟ هذا هو السؤال الذي لم تجب عنه صحافتنا). نعرف جميعا، حتى بدون الاستغانة بأغاني وجيه عزيز، أن التلامذة يعني الأمل، والبراءة، وبكرة، وكل الحاجات الكويسة ف الدنيا، ولم يكن نجم مستعدا أبدا للتخلي عن هذا الرمز لكي يكون أكثر منطقية مع نفسه، أو أكثر واقعية، على الرغم من التصوير الدائم له بأنه "الأكثر واقعية"، في مقابل أولئك الغارقين في متاهات المجاز والرموز والفوازير، أي في مقابل شعراء الحداثة.

***

"نوارة بنتي، النهارة تبقى، بتخطي عتبة، ليوم جديد"، ولأن نوارة كانت طفلة وقتها، فلابد أن تكون بتخطي عتبة ليوم جديد، ولابد أن "تحظى مصر السعيدة بيهم، ويبقوا ليها ويبقوا ليهم"، لا وجود لأي احتمال آخر، أو لتجميع آخر للرموز. نجم هو الأكثر بلاغة، والبلاغة من البلوغ، أي الوصول، وبالتأكيد فقصائد نجم تصل للناس بسهولة، لأنها لم تغادرهم أصلا، لم تتحرك خطوة واحدة غير متوقعة، والبعض بالتأكيد ، ومنهم نجم كما أتصور، يرون في هذا أمرا غير سيء، إن لم يكن خلابا.

هام: تم تغيير فقرة من فقرات التدوينة، وذلك لملاحظة نوارة نجم بخصوص قصيدة "الفلاحين" والتي قمت بتحليلها باعتبارها من قصائد نجم، فما كان منها إلا أن صوبت لي المعلومة، فما كان مني إلا أن استعنت ببعض القصائد الأخرى لنجم لأدلل على ما ذهبت إليه، واستدعى هذا بالتالي محو بعض الأسطر، وتغييرات أخرى طفيفة. فشكرا نوارة وعذرا للخطأ

24 comments:

Azza Moghazy said...

معك الحق كل الحق فى ان ترى ان رصد تلك الرموز ووضعها فى اطار شعرى ملخص لها ومعبر عنها خال من الابداع
ولكن اطلاق كلمة المطلوب بشكل به اطلاق تام يفترض ان هناك اتفاقا عاما على ان هذا هو المطلوب وبالتالى فانت ترى ما يراه كل الاخرين ولكن هذا منطق ياكل بعضه فاحمد فؤاد نجم ومحبيه هم من الاخرين وليس ما تراه مطلوبا ، مطلوبا لديهم
ولانى ارى انه معك الحق كل الحق فى ان ترى بان هذا ليس ابداعا فان الحق كل الحق مع هؤلاء الذين يرون فيه ابدعا ايضا
واطلاقى هذا يجعل منطقى انا ايضا ياكل بعضه او على الاقل يبدو كذلك فانا معى الحق كل الحق فى ان اعتقد بمعرفتى المطلقة انا ايضا على اعتبارى وحدى جيدة فيما الكل سيئين بما انهم يخالفونى بالضرورة
ايه المتهة اللى انا دخلت فيها دى
عموما ما اقصده هو اننى فقط لا اتفق مع التعميم الذى ذهبت اليه ارجو الا اكون قد اثقلت عليك

nael eltoukhy said...

والبعض بالتأكيد ، ومنهم نجم كما أتصور، يرون في هذا أمرا غير سيء، إن لم يكن خلابا


دي الجملة اللي انا نهيت بيها التدوينة يا عزة، بما يعني اني واعي اكيد ان فيه ناس شايفين في اللي انابقوله دا حاجة كويسة مش وحشة

لكن ف النهاية انا بكتب تدوينتي انا، وبالتالي بعبر عن رأيي أنا، مش عن رأي الناس، واللي هما برضه اكيد يعرفوا يعبروا عن آرائهم باشكال مختلفة

^ H@fSS@^ said...

اسمحلي اشير لاسم و عنوان تدوينتك دي عند مدونة تانية كاتبة عنك لكن مش ذاكرة رابط بلؤك علشان متعملش مشاكل
انا شايفه انه مافيش مشاكل
انت بتعبر عن رايك و المدونة التانية بتعبر عن رايها
و لان رايي بيقولي لازم اللي بيعلقوا عندها يبقوا شايفين الصورة كاملة دون نقصان
و لان في تعليقك المزيد من التوضيح المفيد لهدفك من كتابة المقالة دي بعيدا عن اي هجوم لا سمح الله شخصي على ابو النجوم

ماشي؟؟

جبهة التهييس الشعبية said...

حبيبي القصيدة اللي انت باني عليها التدوينة




مش بتاعة باباااااااااا

قصيدة الفلاحين بتاعة زين العابدين فؤاد

جبهة التهييس الشعبية said...

آه نسيت اقول لك

مالك ومال نوارة بقى؟
:))
اي حزازات بينا ياريت ما ندخلش الاهل فيها

nael eltoukhy said...

براحتك يا حفصة طبعا


شكرا نوارة وآسف على الغلط. غيرت الفقرة فعلا. تحياتي
:)

Azza Moghazy said...

استاذ نائل
انا ادرك تماما انك تعترف بهذا الاختلاف وتقدره
ولكن ما اتحدث عنه هو التعميم بشان المطلوب فى الابداع
فانا لا افهم اصلا كيف يكون هناك مطلوبا فى هذا الشأن
تحديدا فان كان المقصود هو الخروج عما الفه الناس لياتى المبدع بجديد كى يكون ابداعه كذلك فما الذى يؤكد اصلا ان هناك متفق عليه ما بين الناس حتى يخرج عليه هذا المبدع
انت تعلم طبعا ان هناك نظريات عدة بهذا الشان
ولكن ان كان الخروج عما الفته جماعة ما والاتيان بجديد مختلف هو الابداع فما الذى يجعل ما اتى به نجم ليس ابداعا الان الجماعة التى خرج عن مالوفها هى الجماعة المبدعة التى اتفقت فيما بينها على ان هذا هو الابداع؟؟؟؟؟
انا لست ضد ما تقول ابدا على العكس انا اتفق معك الى حد ما وليس تماما
ولكن ما اردت ان اناقشه هو المقصود بتعبير المطلوب هذا
خاصة واننى ممن يعتقدون انه لا يمكن التمرد والاتيان بجديد على الرموز المتفق عليها التى اخضعها ولخصها نجم ببراعة الا اذا تم هضم هذه الرموز وفهمها اولا
انا ممن يرون ان التكسير والتغيير دون المعرفة الكاملة بما يجرى تكسيره هو مجرد عجز عن فهم وقبول ما يجرى تكسيره والتعبير من خلاله ،هذا العجز هو ما يدفع كثير من الكتاب بل والفنانين التشكيليين للتمرد على المدارس الكلاسيكية قبل ان يلموا بها بشكل حقيقى انا ضد ان يتعلم طالب الفنون الجميلة تجريد الشكل وتكسيره قبل ان يلم اولا بكيفية رسمه بشكل رياليستك مطابق للواقع
عموما ليست هذه ساحة التعبير عن ارائى الخاصة اعتذر جدا لاطالتى عليك

عزيز عيني said...

رأي المتواضع ان الشاعر احمد فؤاد نجم يعتمد علي التحريض في شعاره تعتقد ان تعمد اسقاط عامل الزمن
وظروف كتابة القصيدة
تفقده جماله واهميته

حـنــّا السكران said...

مرحبا أستاذ نائل
لا بد من القول أولاً أن مقالك هذا غني جدا و يستحق وقفة مطولة لمناقشة كل الأفكار التي تضمنها و هي كثيرة .
و مع أني قرأته مرتين متتاليتين إلا أني لن أستطيع مناقشته كما يستحق .
ـ ما أريد قوله بشكل عام .. أن الشاعر هو صوت وليس أداة للفعل المباشر .. هو ( محرّض ) و هو ليس كأي صوت ..و إلا لما كان بارزا و محبوبا و متميّزا عن غيره من الشعب ..
صحيح أن أشعار نجم لم تغادر الناس وهذا هو المطلوب منه أصلا ..أي أن هذا لا يؤخذ عليه ..بل يحسب له .لأن الشاعر هو ناطق باسم هؤلاء الذين لو استطاعوا التعبير عن نفسهم بهذا الشكل لما أعجبوا به و أحبوه ..من ناحية أخرى ..لو قال نجم أن الحرية و العدالة يجب أن تتحقق بأساليب جميلة و هادئة و رومانسية لما صدّقه أحد .. لطالما كان شعار أي مقهور ثائر ..هو ما أخذ بالقوة لا يسترد لا بالقوة ..و هذا ما قاله الزعيم الراحل عبد الناصر الذي سجن نجم ..إذن ..إن نجم كان يقول كلام يرى البعض أنه يستحق السجن لأجله .و هنا تظهر مدى فاعلية هذا الصوت أو المحرّض و خطورته ..فلا ناصر و لا السادات سجنوا الناس جميعا ..بل سجنوا صوت الناس المؤثر ..الناطق الرسمي باسمهم ..
ـ يقول فرانتز فانون في كتابه معذبو الأرض ( إن العنف هو السبيل الوحيد للقضاء على الإستعمار ..إن هذا العالم الإستعماري الذي قام على العنف لا يمكن الخلاص منه إلا بالعنف .و الجماهير المستعبدة تشعر بهذه الحقيقة شعورا قويا )
و فرانتز فانون هو طبيب نفساني و فيلسوف اجتماعي و ليس شخصا عاديا أو ثوريا متطرفا تعجبه لغة الدم و يتبناها لنقص في مداركه..إذن لا يمكن القول هنا أن فانون كان يمكن أن يكون واحدا من جمهور النازية أو الفاشية لو أتيحت له الظروف .. لقد أتيحت له الظروف و كان طبيبا في الجيش الفرنسي المحتل للجزائر و من هناك انضم لجبهة تحرير الجزائر ..كما أتيحت الفرصة لنجم لأن يكون شاعر بلاط ..و لا زالت تتاح له حتى هذه اللحظة ..
ليس مطلوبا من المفكر الثائر أو الشاعر الثائر أن يكون قديسا ..بل برأيي يجب أن يكون منظّرا للحرية و لسبل الوصول إلى الحرية و محرّضا بليغا ليوصل الفكرة بأفضل السبل الممكنة و الحقيقية ..و منها سبل العنف الذي يؤدي لانتزاع الحقوق كأحد السبل ..و من حقّه أن يرى مصر مثلا ..كفتاة ممشوقة الان ..و بعد ساعة يعطي صورة أخرى لها و كأنها امرأة ممتلئة نعمة و خصوبة ..إن صنعة الشاعر هي البلاغة و الوصف و الكلمة الصادقة ..و من حقـّه بل واجبه أن يـُرينا الشيء بأكثر من صورة لا أن يقف عند صورة واحدة وكأنها لا تحتمل أي وصف اخر ..الوطن ممكن أن يكون أي صورة جميلة ..حتى لو تناقضت مع سابقتها لأن الوطن ليس شيئا جامدا شاخصا أمامنا كتمثال أبو الهول أو كصورة الزعيم المعلقة على الجدران ..
ـ لا أوافق معك في قولك أن نجم لم يكن ثوريا لأنه كان خادما أمينا للشعب و يقول ما يعرفه الشعب ..بل برأيي ..هو ثوري لأنه خادم للشعب و لأنه يقول ما يعرفه الشعب .لكن ..يقول ما لا يجرؤ الشعب على قوله علانية ..و أنت هذا حين تكتب عن هموم الشعب و مطالبه بالطريقة التي يريدها الشعب فعلا و لا يجرؤ على إعلانها ..سيراك البعض مدوّنا ثوريا و ستكون سجينا محتملا ..و لا أحد يذهب للسجن لأنه شخص عادي غير مؤثر ..بل العكس ..و لو كانت الشعوب قادرة دائما على قول ما تريد و فعل ما تريد ..لما كان هناك وجود للديكتاتوريات .و لا حتى لشعراء الثورة و منظّري الحرية ...الشاعر ..هو وسيلة إعلام الشعب ... هو صحف المعارضة التي تتجاوز الخطوط الحمر لتطالب بما لا يجرؤ عليه الناس العاديين ..
ـ أخيرا ..أنا سعيد بالتعرف على كتاباتك ..و أعتذر مرة أخرى لأني لم أستطع إيفاء موضوعك هذا جزءا جيدا من حقه في النقاش ..لأني لم أستطع التركيز جيدا بصراحة ..و مع ذلك أردت أن أشارك بهذه المداخلة .
تحياتي لك

nael eltoukhy said...

عزة
انا بتكلم عن رايي، رايي انا، وبالتالي لما انا بقول ان المطلوب من الابداع هو كذا وكذا فانا اقصد في رايي انه يجب على الابداع ان يحقق كذا وكذا، مش بعمم طلباتي يعني :)
وانا ماتكلمتش عن تكسير شيء دون الالمام بقواعده، مطلقا انا لم اقل هذا

لكن لي رايا ياريت تقبليه، ان عملية الكتابة هي عملية اختلاف، لا تقل شيئا يعرفه كل الناس، او معظم الناس، او حتى اناس كثيرون جدا، لانك لن تضيف جديدا، قل، او حاول ان تقول، ما لم يقال، وما لم يفكر فيه احد، تجاوز بخيالك الخيال المطروق، دا في رايي وظيفة الابداع، اللي هو معناه الخلق، مش وظيفة الابداع هي التعبير عن شيء مخلوق اصلا
:)
انا وضحت ف التدوينة ان نجم، في مثال صورة مصر، خرج عن الصورة الادبية الجاهزة، بتاعة جاهين ومحمود مختار، ، وفضل صورة اخرى كامنة في لاوعي المصريين عن مصر، احببته بشدة في الاولى، ولم احبه في الثانية اوي، لان في النهاية من يعبر عن صورة موجودة اصلا هو مجرد معبر، وليس خالقا،

طبعا انا واعي ان مفيش حاجة جديدة مية في المية، ان مفيش عملية الخلق بالمعنى اللي بقوله، لكن بقول على الاقل ان فيه محاولة في الخلق، وقد تنجح بدرجة وقد تفشل بدرجة، زي بالزبط ما فيه تجاهل وظيفة الخالق دي خالص والتركيز على وظيفة المعبر عن امال وطموحات الناس، وهو شيء قد يجيد فيه المرء مثلما اجاده نجم، لكنه يظل في رايي الطموح الاقل ثورية للمبدع

وطبعا تنوري في اي وقت واي مكان

البيت بيتك يا شابة
:)

nael eltoukhy said...

حناالسكران

ردك مبهر يا صديقي. اسمح لي اتداخل معه واحاول اكون قده على قد ما اقدر

تتصور الشاعر صوتا محرضا للجماهير، اذن ما وظيفة البيان السياسي؟

بيتهيالي الشاعر، او المبدع بشكل عام، وظيفته اعلى من وظيفة المحرض، فهو يخلق واقعا جديدا تماما، في قصائده وابداعاته، وليس ان يحرض على معالجة الواقع القديم، ولا محاكيا للواقع القديم ولا معبرا عن الناس، اللي هما، سواء رضينا او لم نرض، جزءا من الواقع القديم

من هنا انا برد عليك لما قلت ان كونه لم يغادر الناس هذا ليس عيبا، رايي انه عيب. وهذا رايي انا ولا اعممه. راجع الرد السابق
:)


نجم كان ثوريا بمعنى انه كان ثائرا على النظام السياسي، ولكنه لم يكن ثائرا على مجازات وافكار ورموز الناس، تبناها كما هي، ثوريته هي ثورية السياسي المعارض. فلأي شيء هو شاعر إذن؟ شرعيته وثوريته هي شرعية وثورية المعارضة السياسية، وليس الشعرية. مش مطلوب من السياسي التمرد على المجازات والرموز والثقافة القديمة، لكن دا مطلوب من الشاعر، ونجم تصرف كما يتصرف السياسي، وليس الشاعر. طبعا انا اقصد بالسياسي هنا المهتم والمشتغل بالسياسة، وليس اتباع النظام الحاكم، لأن الكلمة أحيانا تفهم على هذا النحو

لو نجم اتكلم عن الثورة بشكل رومانسي لما صدقه احد.. معك حق تماما

لكن انا كنت بفكر ف حاجة، مش مطلوب طبعا ان نقول ان الثورة هتتحقق بالورود والشوكولاتة، لكن برضه تقديس الدم والافتتان به هو شيء لا اعتقد انه ينتمي لليسار تماما، اليسار يقدس العدل، والحرية، وليس الدم. احيانا يكون الدم وسيلة، نقوم بها مضطرين، ومستائين، لتحقيق العدل والحرية، ولكن العنف مش هو القيمة الاساسية لليسار. احيانا ما اجد نبرة الافتتان بالعنف والدم ، مع تجاهل كونهما مجرد وسيلة، في كتابات اليسار، في الكثير والكثير من كتابات اليسار، والجملة التي اوردتها لفانون اكثر من معبرة في هذا الشأن

الافتتنان بالدم والقتل هو طبيعة بشرية، الافتتان بالقدرة على انهاء حياة البشر، وهذا رائع في الاعمال الفنية، شوف افلام تارنتينو على سبيل المثال، راجع سفر يشوع، راجع كتابات دي ساد، وكل ادب الجريمة وافلام الاكشن، ولكنه يغدو كارثة اذا دخل حقل الفكر السياسي واصبح شيئا مرغوبا من الناحية السياسية. هذه الطبيعة البشرية يتساوى فيها مفكرون بحجم فرانز فانون مع جمهور النازيين والفاشيين. الفرق ان الفاشيين لم يكونوا ينادون بالعدل، واليساريون ينادون به، ومن هنا فيه حد بيبقى يساري وحد بيبقى يميني، وتظل طبيعتهما الانسانية واحدة. وف النقطة دي بالتحديد، وفي ردي دا، انا بحاكم نجم سياسيا، مش شعريا، شعريا انا اتكلمت عنه ف التدوينة وف سائر النقاط في ردي

تقول ان ميزة نجم هي انه يقول ما لا يجرؤ الشعب على قوله علانية. حلو. لكن هنا خليت الميزة الاساسية للشاعر هي في شجاعته، وليس في ابداعه وتثويره للافكار والمجازات. الشجاعة لازمة جدا للمناضل السياسي اللي بيسجن ويتبهدل ويعتقل ويقتل، ونجم مناضل كبير بلا اي جدال، ولكنها تغدو ميزة هامشية فيما يتعلق بالشاعر، اهم شيء في الشاعر ليس جرأته أمام السجن والنفي والتهديد، وانما ابداعه
ولكل منا تخصصه، وعلى كل منا ان يبرع فيه بقوة
:)

بالعكس يا عم حنا، سعدت بمداخلتك فوق ما تتصور

جبهة التهييس الشعبية said...

:))

يا فلسطينية فيتنام عليكوا البشارة
مش بتنام عليكوا البشارة
انت الظاهر كنت بتفكر في مدام ليلى
:D
ايه اللي يخلي البشارة تنام عليهم يعني

بص يا سيدي العنف لا يقابل الا بعنف مضاد ده فكر يساري؟

متهيالي ده فكر انساني

في العروبة والدين والانسانية
وحتى امريكا الرأسمالية قابلت حداشر سبتمبر اللي قتلت تلاتلاف بقتل مليون ونص وبيعتبروا نفسهم بيدافعوا عن نفسهم

حتى كمان في علوم الطاقة (مش الطاقة الفيزيائية) الطاقة التانية بتاعة مريم نور
بيقولوا ان الظلم والعنف والاعتداء بيعمل خلل في توازن الطاقة الكونية وما يحلوش غير القصاص عشان يرجع التوازن للطاقة الكونية حضرتك

مما يدعو للتأمل يا نائل
المنطق بيقول ان اي حد بيتعرض لاعتداءات بيحرض على رد الاعتداء بنفس العنف واحيانا تاخدهم الجلالة ويقولوا ح نشرب من دمهم
بص الغنوة دي كده:

through the mist of history he'll come again
sailing on ships across the sea
to a wounded nation
signs of a savior like fire on the water
gets what we prayed for
one of our own
just wait though while he may roam


ALWAYS A HERO COMES HOME


he goes where no one has gone but
Always a hero comes home
deep in the heart of darkness sparks a dream of light
surrounded by all this mist


HE FINDS THE WILL TO FIGHT
THERE S NO SURRENDER
ALWAYS REMEMBER
IT DOESNT END HERE
WE R NOT ALONE



just wait though while he may roam



ALWAYS A HERO COMES HOME

الشاهد
الطبيعي والانساني ان المعتدى عليه ينهض ويستحث في نفسه وفي امته الجريحة الرغبة في القصاص

ده انساني
وكلامك يدعو للتأمل يا نائل

هل احنا اخدنا قوي على اننا لامؤاخذة نتناك لدرجة تخلينا نتناقش في مغزى ان واحد من امة مفشوخة بيتكلم عن جيش الخلاص؟

ده سؤال برضه

جبهة التهييس الشعبية said...

لا ثانية واحدة بس يا نائل عشان فيه استاذ بيقول ان احمد فؤاد نجم مش شاعر او حاجة زي كده

بص بقى
ارجو ان ننحي جانبا ان احمد فؤاد نجم ابويا

بالامانة يعني
انا ممكن اختلف كثيرا مع بعض مضامين واتفق كثيرا مع مضامين اخرى لشعر احمد فؤاد نجم بصفتي قارئة

بس الشهادة لله
هو فنان فنان وفنان كبير كمان
لا مش بيقول بيانات سياسية
والفن معمول عشان الناس تفهمه وتحبه وتحس وانت بتسمعه او تشوفه انه بسيط قوي وكأنه بيتكلم من جواك وكأنك انت اللي بتتكلم او انت اللي بتمثل او انت اللي بتغني لدرجة انك تاخدك الجلالة وتفتكر انك تقدر تكتب زيه
تيجي تكتب زيه تلاقي نفسك مش عارف


انا مش باحب الفن اللي بيهزأ الناس ويبستفهم زي الشعر الحداثي
والافلام اللي مش مفهومة
واي فن يقول لك في وشك: انت غبي ومش فاهم حاجة

ده انا مش باعتبره فن
والحقيقة بقى انه كمان سهل
سهل قوي
اي حد فعلا بقى يقدر يعمله

لكن مش اي حد يقدر يعمل فن يبان سهل وتيجي تعمله تلاقيه صعب
ده شعر احمد فؤاد نجم وصلاح جاهين

باسم said...

دايما يا نائل الحركات الثوريه أو اللي بتظن إنها ثوريه بتحتاج تحس انها مؤثره ، جزئية التأثير دي تحديدا هي اللي بتخلق الفن المرتبط بالحركه الثوريه ، شوف الثوره عملت ايه بعبد الحليم حافظ و صلاح جاهين -كانوا مؤمنين بيها انا مبقولش حاجه- لكن دي حقيقه ، علشان كده كان ظهور و تصعيد نجم و إمام السبب المباشر مطلب مهم عند اليسار ، العمل السياسي محتاج يخلق كيتشه الخاص ، علاقته بالجماهير ، ولما كان اليسار محبوس على الدوام فكان طبيعي إن نجم يتكلم عن النوار اللي بيفتح ف الزنازين مثلا
حاجه تانيه ، من بين شغل نجم و جاهين تحديدا باحب دايما اني متكلمش عن كتاباتهم المرتبطه بالوضع السياسي ، سواء ف مدح النظام الاشتراكي عند جاهين ، أو في ذمه عند نجم ، دايما فيه حاجه بتفقعني ف دا ، الشعر المرتبط بوضع سياسي بشكل عام ، يعني انا ايه يهمني -انا اللي اتولدت بعد انهيار الأشتراكيه ف اشعار جاهين المتعلقه بيها ، او اشعار نجم اللي بتمدح ف بسالة و شجاعة و مزازة الشعب ، الشعب المغيب دايما ، سواء من النظام أو من المعارضه
الفن أكبر من أوضاع سياسيه مؤقته و راحت لحالها

جبهة التهييس الشعبية said...

نائل انا مؤمنة بالقصاص

ومؤمنة بحق الدفاع عن النفس عسكريا

وحق المقاومة المسلحة

واليسار الجديد لو متخلص من الافكار دي يبقى اسمح لي مجموعة من الخولات
مع كامل الاحترام للخولات عشان ممكن البني ادم يبقى خول بس ما يرضاش يغتصب
ولو حد اغتصبه بيقاوم وممكن يخزق عين اللي بيغتصبه او حتى يقتله
لكن اللي بيغتصب ويحاول يسترخي ويستمتع
ده نوع جديد من ردود الافعال
وما اعتقدش انه يقدر يعمل رد الفعل ده وهو محتفظ بذرة واحدة من انسانيته

يا عم ده القطة بتقاوم
الدبانة بتقاوم
ما حدش بيتقتل ويتكلم عن الحلول السلمية غيرنا

nael eltoukhy said...

طبعا يا نوارة

ارجعي للرد اللي قبلك

كنت اتكلمت شوية عن فكرة تقديس القتل والعنف والدم باعتبارهم غاية مش وسيلة لجعل العالم افضل

هنلاقي دا كمان ف ادبيات الثورة الفلسطينية، ورمز الحجر والبارودة، مش تحرر فلسطين هو الهدف، لكن البندقية هي الهدف والحجر بيبقوا هما الهدف، وصورة حنظلة بتتحول لخريطة فلسطين بتتحول لبندقية في احدى رسومات ناجي العلي.
هنلاقي دا بقوة كمان في ادبيات اليسار، وادبيات الصهيونية، وطبعا، ادبيات النازية والفاشية

كان فيه خيال ادبي بيكتب الفكر السياسي للايديولوجيات دي، ودا بينطبق على اليسار، اللي كان مع دعوته لتحرر العمال وعدالة توزيع الثروة، وهو ما لم تشاركه فيه باقي الايديولوجيات، كان فيه جزء من لاوعيه مفتتنا بمجازات النار والبارود والدم. طبعا داماكانش ف الكل، كان البعض حاكمين نفسهم، لكن من حين لاخر كنتي تلاقي النغمة دي بتطلع، نغمة العنف المجاني والافتتان بالعنف، ودا بالتحديد عند الناس اللي مش حاكمين نفسهم. وبتكتشفي لما بتطلع انها كانت محشورة طول الوقت دا جوا اللاوعي ومقفول عليها يا عيني

بيتهيالي، ودا فعلا مجرد اعتقاد، ان اليسار الجديد متخلص من النغمة دي،
:)


وفعلا مكنتش اعرف جملة مريم نور دي. معنى كدا ان مريم نور، استنادا لفكرة القصاص، قدرت تطلع لنا اعجاز جديد من الاعجازات العلمية ف القران الكريم؟ والله برافو

nael eltoukhy said...

يا بنتي على عيني وعلى راسي

هو مين قال اني مش مؤمن بالمقاومة

انا مؤمن طبعا بالمقاومة المسلحة، اللي هي المقاومة العنيفة، لما يبقى الفعل المستدعي ليها، فعل عنيف، زي الاحتلال، زي القمع العسكري، زي حاجات كتير

انا بتكلم ف حاجة تانية خالص

لما فكرة ان العنف دا يتحول من وسيلة لغاية، لهدف للتقديس في حد ذاته

وبتكلم ان اليسار الجديد متخلص من موضوع تقديس العنف دا، وماقلتش خالص انه مش مع المقاومة

انا شايف ان العنف مهم، كوسيلة هو ضروري، مش كهدف وغاية للتقديس

ولو فيه وسيلة للحرية احسن من العنف تبقى ابدى منه، الهدف هو العدالة، الهدف هو الحرية، الهدف ان الناس تعيش كويس، مش الهدف هو المقاومة. المقاومة وسيلة لدا، اكيد احنا متفقين على دا، لكن دا ساعات بيتنسى



بالنسبة لوجهة نظرك عن الشعر فممكن نختلف، انا رايي ان الشعر المهم هو الشعر اللي بيضيف حاجة الناس ماكانوش عارفينها، مش اللي بيقول حاجة الناس كانت عارفاها بس مش عارفة تقولها. بس ببساطة يعني.

حـنــّا السكران said...

شكرا صديقي نائل
ربما أعود فيما بعد لإضافة بعض الأفكار و مناقشة النقاط المهمة التي وردت في ردك
لكني كنت أود أن أقول شيئا مهما عن شاعرية نجم الطاغية و تميّزه لكني نسيت بسبب عدم التركيز كما قلت سابقا:
و وجدت نوارة قد أشارت إلى هذه النقطة ..
ـ قبل أيام كنت في نقاش مع صديقتي و هي شاعرة بيروتية تكتب كلاما رائعا بالفصحى ..و كنت أتهمها دائما أن شعرها نـخـبوي زيادة عن اللزوم و من الصعب أن يصل إلى الناس البسطاء ..ووجدتها كتبت قصيدة عاميّة رائعة جدا و بسيطة و تجعل القلب يرقص على أنغامها ..من جملة النقاش ..قلت لها :
إن كلاماً مثل ( قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس .. و تشتّي الدني و يحملوا شمسيّة ..و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرني )هذا الكلام من أبسط ما يكون .. و أي شخص عادي حتى عجوز في التسعين يظن أنه قادر على قوله ..لكن في الحقيقة ..لا أحد استطاع قوله بهذا الشكل و جعله كلاما حيّا باقيا و عظيما ..سوى الأخوين عاصي و منصور الرحباني ..هذا الكلام ..هو كلام الشعب الذي يردده كل يوم في خبرياته البسيطة ..لكن قلة قليلة من الشعب تستطيع وضعه في هذا القالب الساحر ..
هؤلاء القلّة .. هم المبدعون الإستثنائيون أمثال الرحابنة و أمثال أحمد فؤاد نجم
ـ أرجو ألاّ أكون قد ثرثرت كثيرا يا صديقي ..إنما مقالك يستحق الكلام الكثير و المفيد
تحياتي لك

محمد إبراهيم محروس said...

بص يا عمو نائل أنا قريت التدونينة مرتين
وكل مرة احاول أوصل لغرض منها ملقيش
يعني
مش فاهم إيه المشكلة أن احمد فؤاد نجم
يقول مصر يا أمة يا بهية
يا أم طرحة وجلباية
الزمن شاب وانت شابة
والله المطلع ده بمليون كلمة بنتكتبها
تقولي بقى ايدلوجية الكتابة
وهريشة القصيدة
انطلوجيا القصة من الكلام الكبير اللي اسمه طشاش واعديه
واعمل نفسي فاهم
ولا أنا فاهم حاجة
بس اللي أنا عارفه بجد
أني بحب الرجل ده
من غير ما أعرفة
بحبه زيي ما هو
بطين أرض مصر
بلغة ناسها
بحروفه اللي توجع وتشتم وتسب وتطبطب
بحب مصر يا أم يا سفينة
وبحب بقرة حاحا
حتى قصيدة البتاع بحب اسمعها واضحك
ده مصر
بقى طلعت مصر دكر نتاية
مش مشكلتي
المهم أني احس ان الرجل ده مننا
مش من برة
غير كدة
معرفش
سلام يا نائل باشا
ربنا يوفقك

فرحة said...

ممكن تختلف مع نجم زى ما أنت عايز لأن الطبيعى ان مافيش حد بيجمع عليه كل الناس لكن فى النهاية مهما اختلفت معاه هتفضل تحترمه لأنه ببساطة انسان حقيقى عايش طول عمره متسق مع نفسه ومصدق اللى بيقوله وعمره ما كدب على حد

Anonymous said...

في اعتقادي ان ذهنية الاديب نائل ولسان حاله ومنطقه العقلي الادباتي
يختلف عن منطقنا العقلي نحن القراء في مفصل حيوي نوه له الاستاذ نائل ولم يثار حوله نقاش يعطيه حقه
حيت ان قضية العنف والمقاومة سرقت الكاميرا والضوء كمان

وهي هل لابد ان يكون الاديب او الشاعر محرض سياسي،وهل هذا هو هدف الادب والابداع بالدرجة الاولى
وهل يفقد الابداع قيمته وماهيته اذا خلا من هذا العنصر التحريضي؟

محمود درويش طرح نفس التساؤل قبل ذلك
هل لابد من المبدع الفلسطيني ان يكون مراسل حربي للقضية الفلسطينية؟
ان الادب والابداع هو كائن قلق باحث عن قيم مطلقة وغير نمطية
كالحق والخير والحرية والجمال

وكان تساؤل محمود درويش هذا نابعاً من مطالبته دائما بقول الشعر التحريضي السياسي الوطني الذي بدأ به مسيرته الشعرية
وكأن المبدع يجب ان لا يطور لغته وادواته الفنية
وكأن الزمن يتوقف ويتكرر ويعيد نفسه بشكل دوري ولا يتغير وتتغير معه احوال الناس والسياسة
فليس من المنطق على الاطلاق مطالبة درويش الان بقصيدة جديدة على نهج
سجل انا عربي
او عاشق من فلسطين

وينسحب ذلك على الموسيقى والفن ايضا
فحين طلب الجمهور من احمد قعبور اغنية جديدة كاغنية اناديكم واشد على اياديكم
قال لهم اعيدو لي زمن هذه الاغنية اولا

ولنقراء هذه المقتطفة من مدونة ما بدا لي في بوست كتبه عن حفلة مرسيل خليفه في الاوبرا

لم يستجب مارسيل لطلبات الجمهور المتحمس بغناء الكثير من أغانيه الأولي النضالية والوطنية ذات النفس اليساري . وأكثر من عزف مقطوعات موسيقية من أسطوانته الأخيرة«تقاسيم»، وفي الأغاني القليلة لجأ إلي التنويع اللحني والارتجال الممعن في التفاصيل ليتكيء أكثر علي تعبير الموسيقي ويبتعد مسافة عن الكلام

هل يتطور المبدع ويتصلب المتلقي؟
ام هل ييأس المبدع وينسحب الى هامشه الشخصي ويبقى المتلقي واقفا في صدر الصفحة بصدره العريض؟
ام ان المبدع يبقى اكثر حساسية وتفاعلا وتفهما لطبيعة الحدث والزمن ويبقى المتلقي عديم القدرة على فهم وتفسير الزمن من حوله؟
المبدع واقعي وفضائه واسع وشامل؟
المتلقي مثالي طوباوي وضيق الافق؟

اتفق تماما مع نائل في ان عم نجم خرج عن الصور الادبية الجاهزة لكثير من المبدعين
وذلك جوهر الابداع فمن تخيل فلسطين انثى وغازلها ابدع
ومن فعل ذلك بعده قلد
ولكن كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه
لولا ان الكلام يعاد لنفذ

ولكني اعتقد ان عم نجم هو من القلائل الذين استطاعوا ان يحلو معضلة المبدع والمتلقي وخلق مساحة للتناغم بينهم
كما اشار نائل

واذكر اني في لقائي مع عم نجم منذ 3 سنوات في دار ميريت للنشر
كان اول سؤاله لي من يعاملك افضل على المعبر اليهودي ام المصري؟
وكيف انه لم يترك كلمة قبيحة الا والصقها بمحمود درويش
وانه وبخه حين عانق الملك حسين

فذلك لسان الشاعر ينطق بلسان حال المتلقي

Azza Moghazy said...

استشعرت من ردك انك غضبت لاصرارى على سوء فهمى
اعتذر عن اثقالى عليك
دمت مرحبا دوما يا استاذ نائل

nael eltoukhy said...

محمد

بتقول:
تقولي بقى ايدلوجية الكتابة
وهريشة القصيدة
انطلوجيا القصة من الكلام الكبير اللي اسمه طشاش واعديه
واعمل نفسي فاهم
ولا أنا فاهم حاجة


طب يا عم انت بتشركني ف مشكلتك ليه؟ انت مش فاهم. انا ذنبي ايه دلوقتي؟
:)

بس اللي أنا عارفه بجد
أني بحب الرجل ده
من غير ما أعرفة

بذمتك يا شيخ، انا قلت لك والنبي لتكرهه؟ انا مالي يا محمد، ما تحبه زي مانت عاوز. انا ايه دخلني فعلا؟

المهم أني احس ان الرجل ده مننا
مش من برة

انا برضه اعترضت على دا؟ او هل انا قلت ان الراجل دا اصلا انجليزي واسمه الخواجة نيجميس؟ التدوينة دي عاملها علشان اقول ان الراجل دا من هنا، مش من برة، وعشان اقول انه من هنا اوي، وانه ملتصق اوي برموز الشعب وانه بيعبر عن الشعب اوي. وعشان اقول ان فيه ناس اكيد شايفة ف دا حاجة كويسة

انت زعلان ليه بقى؟

هع هع هععععععععععع

رجاء
سوري. انا فعلا معرفش نجم بشكل متعمق اوي علشان اعرف انه انسان حقيقى عايش طول عمره متسق مع نفسه ومصدق اللى بيقوله وعمره ما كدب على حد، زي مانتي بتقولي. انا بشوفه ساعات وبنتكلم ساعات لكن مش صحاب لدرجة اني اعرف كل المعلومات دي

اللي اعرفه عن نجم هو اشعاره، وهي اللي انا كنت بتكلم عنها، مش نجم البني ادم، لاني معرفهوش اوي


المنفي

موافق على ردك مية في المية، وحابه اوي
شكرا يا عمنا
:))


عزة.
طبعا مش زعلان ومفيش حاجة ممكن تزعلني. مش علشان انتي كويسة وبس. انما كمان علشان انا معنديش دم
:))

Gemyhood said...

انت مصنف نجم انه من اعدائك

هاه ... فكرنى كدة حضرتك مين

كل اللى اعرفه عنك انك كتبت رواية كل الناس بتقول عليها رواية بنت وسخة خرة