1
كانت إحدى تدويناتي قد أثارت ذات يوم سخط إحداهن، فكتبت تعليقا مختصرا في مدونتي. نبرة اللوم لم تكن واضحة، كان تعليقا مختصرا لا ينوي الدخول في جدل وإنما كتب بهدف أن يكون هو التعليق الأول والأخير. لم أعرف كيف أرد، واستفزني هذا، فأرسلت لها، ولنسمها من الآن فصاعدا باسم "إكس"، على الإيميل المدون في مدونتها برسالة ألومها فيه، الومها لأنها لم تتح لي إمكانية الرد لأنها لم تلم، فقط شحنت تعليقها بنبرة اللوم. وفي نفس الوقت تذكرت أنها مسجلة ضمن أصدقائي على الفيسبوك، أرسلت لها نفس الرسالة هناك. رسالة واحدة أرسلتها مرتين ورسالتان مختلفتان وصلتاني. رسالة من صديقة الايميل تشرح لي تعليقها بشيء من الأناقة، أما رسالة الفيسبوك فقد كانت رسالة مندهشة تسألني أي تعليق الذي أتحدث عنه.
سلسلة من الرسائل بيني وبين صديقة الفيسبوك تأكدت بعدها أنها ليست هي صديقة الإيميل، أنهما شخصان مختلفان يحملان نفس الاسم ونفس التوقيع التدويني. استدعى هذا مراجعة لتاريخ طويل، حذف مشاهد وتثبيت أخرى، فصديقة الفسبوك شاهدتها، في الواقع، اكثر من مرة. واعتقدت في جميعها أنها عين صديقة الإيميل التي كانت المعلومة الوحيدة التي أعرفها عنها أنها صديقة لصديقتي، ولأسمي صديقتي هذه "زد"، وأنها تكرهني لأنها تكره نوعية ما أكتبه، أما صديقة الفيسبوك، ولنسمها هنا "إكس تو"، في المرتين التي شاهدتها فيهما عاملتني بلطف، إذن فهي لم تكن تستعبط، هكذا قلت لنفسي. هي فعلا شخص آخر. عدت بذاكرتي قليلا، في حفل أقيم لصديقتنا المشتركة، والتي سميناها زد، قالوا أنها، أي إكس، موجودة، ونادوا عليها باسمها وقامت ولم أفهم أنا لأنني رأيت أن من قامت كانت غير من نادوا اسمها.
2
بهذا الاكتشاف انقسم شخص كان مكتملا في ذهني إلى جزئين، شخصين، على عكس الحبكة السائدة للقصة البوليسية والتي تعتمد في الغالب على الطريقة العكسية، دمج شخصين في شخص واحد، نكتشف سويا أن البواب الطيب هو القاتل وأنهما نفس الشخص، أحيانا ما يتم استبعاد شخص من الشبهة، بما يعني فصل شخص واحد إلى شخصين، أي أن البارمان لا يكون هو القاتل وكنا ظنناه هو، ولكن هذا لا يتم كثيرا.
3
منذ عام علق في المدونة عندي صاحب مدونة لا أذكر اسمها، أو أذكره وأستعبط، علق باسم "أنا"، ورددت عليه قائلا، بدون أي شبهة نرجسية، بادئا ب: "عزيزي أنا". أرسل لي "أنا" بعدها بيومين على الإيميل سائلا إياي عن شعوري عندما قلت "عزيزي أنا" ولا أذكر بم رددت عليه. وعندما أعددت مقتبسات من المدونات المصرية للصحيفة التي أعمل بها اقتبست من مدونته. كانت تستحق فعلا. منذ أسبوعين تقريبا، كنت أشرب في ستيلا مع صديقي المقرب، وأمام الجميع اعترف لي بأنه هو صاحب المدونة القديمة. خبطت قزازة البيرة بالترابيزة بعنف وفتحت عيني على اتساعهما. وتذكرت أنني اقتبست أيضا من صديقي هذا في الجريدة التي أعمل بها. بهذا اصبح لنفس الشخص نصيبان من الاقتباس، أو، لنقل، حل الشخصان في جسد واحد.
كل شيء هو نفس الشيء أحيانا
أرأيتم إذن كيف أنها قصة بوليسية جيدة
أو حتى لعبة مكعبات
13 comments:
كان ممكن بدل زد دي تسميها محيط اهو معني اول حرف من اسمها
ومكعبات ديأصبحت ملكية خاصة
ازيك يا نئول والله لك وحشة
ايه ياعم ده
رائع والله استمتعت بالكتابة والفكرة
good
good
good
معلش يا نائل
انا واللة بحبك تقدر تقول أنى اتجنب استفزازك
لية كدة غير النظارة أو صحح نظرك البوست دة يؤكد لى انك بحب تشاكل خلق اللة
بالنسبة للرؤية فيها عمق مع البربء فى السحلول يعملو مخ مرمى على الحيط و لزج لدرجة الاحمرار
انا مرة عملت بروفيل جامد لبنت من تركيا و حدث ولا حرج عن البياض التركى واسم ساخن و أضفت صديق لى على المسنجر اصلى عارف انة غاوى شات بعد نص اليل مع خلق النت ثم جاست فى نفس ميعاد جلوسة وقضيت السهرة اشتغلات من النوع الساخن و نزعت منة اعترافات مثيرة المهم بعد النهايةالطبيعية فى مثل هذة الامور - ارجع الى البوس دة- اكتشفت فى الانبوكس بتاع التركية المتخيلة 6 رسلئل بالتركية بعت مترجمتهم على الجوجل لقيت كلهم عاوزين يقابلونى فى عدة اماكن فى تركيا وتخيل كانوا هيعملوا اية فى التركية اقصدى فى انا
فى الخر اهدى لك اغنية وجية عزيز انا اصلى زهقان شوية
اخيرا
انت عاوز تكون ايقونة كتابة
شئ مثير للإهتمام فعلا
أكس وان و أكس تو وأكس ثري الحيااااااااه كلها أكساات
:-D
انا كمان عجبتني الفكره دي قوي
لأ، أنا مش شايف انها قصة بوليسية.
مرة شاعر كبير كتب مقالة عنوانها ويقع المنطور في غرام المتاهة. ونفس الشاعر الكبير كتب يقول "إنني أتخيل مدنا لأتوه فيها". والمقالة والمقولة الاتنين ترجمهم بردو شاعر كبير ومترجم كبير اللي هو طبعاأنا. المتاهة تختلف عن القصة البوليسية. والقصص البوليسية مش بالضرورة تكون غامضة. كفاية عليها تكون مثيرة. يعني الفرق بين المتاهة والغموض من ناحية، وبين القصة البوليسية والإثارة، هو الفرق بين زميلتك في الشغل، وزميلتك في الشغل في سريرك.
أنا شخصيا باحسدك على نزر الغموض هذا الذي في حياتك، على طريقة النبي داود ـ تقريبا ـ اللي أراد أن يكمل نعاجه مائة
هذا هو عيب التكنولوجيا! أصدقاء الايميل وأصدقاء الفيس بوك ومعلقي المدونات، يدورون بدهشة في لعبة المكعبات
تزداد الحبكة البوليسية أيضا لو اكتشفنا أن بار مان ستيلا متواطئ مع عزيزك أنا لخداعك، وأن الصديقة التي ندهت اكس في الحفلة كانت تلعب عليك خدعة هي الأخرى، والحقيقة أن اكس هي اكس تو! هكذا تكون أنت الضحية!!، أما إذا كانت اكس "التي هي اكس تو" تحضر بهذا الانفصام الانترنتي لدورها الجديد في الفيلم البوليسي الذي تعده أنت، فإنكم جميعا نصابين!!!
ونحن ..ضحايا التكنولوجيا!
اعذرني هيست قليلا؟!
ولم لا؟
كل شيء هو لعبة مكعبات!
:)
بوليسيه فعلا
جميل يا نائل... وصباح المكعبات
شيماء زاهر
دي مش مكعبات دي بازل علينا تجميعها من وجهة نظر تانية غير وجهة نظرك وبعدين نرجعها تاني
طيب دي ممكن تبقى جزء تاني او حتى صورة بشكل مختلف شوية عن ليلى انطوان
الشخصيات ،انفصالها،تخيلتها
مزج الهويات
اكتر من رائع
و مادة تصلح انك تخلق منها شئ قوي و جديد تماما
تحياتي
بجد سرد جميل و مقتحم للعقل
بس المعادلة دى تتحل باى نظرية
معلش تهت منك فى الاول
موضوع جميل جدا احسدك على صياغتك ليه بالشكل المبتكر الجميل ده
يابنى انت بتجيب الصور الخرافية دى منين
عايز اعرف عشان هتجنن
ومبسوط انى شفتك فى آفاق
نهى
شكرا جزيلا يا دكتورة
باسم
منور يا باشا دايما
فاوست
بس انا مفهمتش ايه علاقة البوست دا بمشاكلة خلق الله؟
:)
وبعدين اه طبعا كل واحد يحب يبقى ايقونة. حد يكره؟؟
شيماء
الله يخليكي يا استاذة. فعلا الحياة كلها اكسات
:)
احمد شافعي
قصدت بالقصة البوليسية الحاجة الوحيدة اللي انا قلتها. لما تكتشف ان فلان دا هو المجرم وان فلان دا مش هو المجرم
والاثارة بتاعة الفيلم الاكشن او الهتشكوكي اما الغموض فهو بتاع الفيلم البوليسي، وعليه فانا بيتهيالي ان النزر رقم مائة من الغموض عندي دا بينتمي للفيلم البوليسي
وفي انتظار التسعة وتسعين نزرا من غموضك يا باشا
:)
ريهام
بشكل ما، ومادام طرحتي تصوراتك بهذه الطريقة، فلقد تأكدت بما لا يدع مجالا للشك ان انتي المجرم الاصلي وبتحاولي تبعدي جهود التحريات عن الحقيقة باي شكل
:)
جوستين
يخليكي يارب
شيماء
صباح الفل
سعد عبيد
فكها وركبها بس ابقى قابلني لو وصلت لحاجة. متنساش ان الحاجة الاهم عند مؤلف القصص البوليسية هو ان هو اللي في ايده منح المعلومات واخفائها، منح المكعبات واخفائها، وبالتالي يصبح اكثر اجراما من مجرمه الاصلي
حفصة
الله يخليكي. متحرمش من دراساتك في الادب المقارن دي
:)
يارب تكون الرواية عجبتك بجد
واحدة وخلاص
شكرا شكرا. اتفضلي
:)))))))
ميراج
يا عم متشكرين على الاعلان المجاني عن تواجدي في الليلة المذكورة في افاق برغم اني كنت هربان من رجال المخابرات الروسية والالمانية
انا اللي كان هيتم انبساطي لو تعرفت عليك يومها
تشكر يا باشا
Post a Comment