Friday, November 28, 2008

رمرموا يا بهوات


خالي لم يكن سمينا جدا، ولكنه كان سمينا بقدر يمكنه من عدم الاهتمام برشاقته، كان سمينا بقدر يجعله لا يهتم بكل الهبل حول الشكل المثالي لجسمه.

إذا كان هناك ما يمكن أن يعبر عن الحرية الإنسانية، فهو ليس الخفة بالطبع، وإنما السمنة، انفجار الجسد عن حدوده، الدهن واللحم الفائضين عن الحدود. الفوضى. تجاهلت الحركات الثورية المتلاحقة دائما هذه الفوضى الرائعة في تشكيل الجسد لتبرز صورتها الخاصة، الثوري فتى نحيل، يرتدي نظارة وتيشيرتا عليه صورة جيفارا، يلتحف بكوفية ويدخن. يدخن. يدخن. دائما يدخن. لا يأكل أبدا. وإن أكل فساندوتش عابر يأكله سيرا. في الكاريكاتير مثلا، السمين هو الفاسد، والنحيل هو الفقير والثوري. طبعا، الفقير لا يشتري اللحم، الفقير يعمل كثيرا، الفقير يتحرك كثيرا، والثوري يتضامن معه في كل أحواله بطبيعة الحال. ولكن، الفقير لا يحشش لأن الحشيش غالي، الفقير لا يشرب لأن الشرب غالي، والفقير دخانه على قدر فلوسه. بينما الثوري يحشش ويشرب ويسافر ولا يأخذ صورة إلا وهو يشرب سيجارة. لماذا هذا الظلم إذن؟ :(

مات خالي من قطعة لحم مدهنة استطاع أن يحتال للحصول عليها من المستشفى. مغامرات كثيرة اجتازها للحصول عليها. قبل ذلك، كان الدكتور قد نصحه بوجبات كثيرة ولكن صغيرة. قال لي خالي بحكمة: "الواحد لا يستطيع الالتزام بأوامر الدكتور كلها. التزمت بوجبات كثيرة. لم التزم بوجبات صغيرة." طبعا. تنفيذ أمر واحد أفضل من لا شيء.

الخوف من السمنة هو أمر مقرف، وهو غير مفهوم، وهو هوس تام. واعتذر للنساء وللرجال الذين يقيسون وزنهم يوميا. أن تكون سمينا بقدر، فهذا يرحمك من هذا الهوس التافه، لإنك طالما لن ترقص باليه، ولن تلعب جومباز، ولن تضيع وقتك في مطاردات بالشارع، فليه تقرف نفسك وتقرفنا معاك؟ يمكن للواحد منا أن يتكلم في هذا الموضوع كثيرا جدا، لكنه يفضل الاختصار. خير الكلام ما قل، حتى لو لم يدلّ.

تتحدثون عن السكس؟ ليكن. بنا نتكلم عن السكس. لن أتكلم كثيرا. تذكروا تحية كاريوكا العجوزة في "اسكندرية كمان وكمان"، وقارنوها بيسرا، تذكروا تحية كاريوكا في شبابها، في امتلاءها، وقارنوها بـ"كيتي" مثلا. قارنوا عبلة كامل عندما سمنت، بها في أدوارها الأولى. تذكروا "الغراء الفرعاء المصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل". لا تخبروني أنكم ضد التصور التراثي والعربي والشعبي للمرأة. أرجوكم. لا تقولوها في وجهي. فهذا يجرح ثوريتكم بشدة، وهذا يهين ذكائي ويجعلني أغضب جدا.

طبعا لا يمكن للواحد أن يتكلم عن السمنة بدون الكلام عن نساء فرناندو بوتيرو، رمز البضان الجميل، البطء المتمهل الرايق، ولا يمكن للواحد أن يتكلم عن البطء بدون الحديث عن الطرب. راجع ليلى أرمن.

تتحدثون عن خفة الدم؟ أوكي. شوية إنصاف إذن: طلعت زكريا أم مصطفى قمر في "حريم كريم" مثلا، حسن فايق أم عبد السلام النابلسي؟ محمد رضا، العظيم دوما، أم شخص تافه مثل سمير صبري؟ أنا انتقائي هنا؟ عارف.

حتى يكون كلامي أكثر إقناعا، فعليّ صياغته في عبارات ثورية: يا رفاق، يا بهوات، حرروا أجسادكم، افعلوا ما بدا لكم، كلوا كثيرا، وكلوا جيدا، ورمرموا مثلما تريدون،الحرية، الحرية. اخترقوا حدود أجسادكم

لا شيئ يمنعنا بعد اليوم

لا شيء يمنعنا بعد اليوم

Friday, November 21, 2008

بيان مدرسة بديل: تسقط الرواية. يحيا الجوجل أرث

الشاعر الكبير، الموهوب، الرقيق، والحقيقي حد الدهشة، سعدني السلاموني، يجلس هذه الأيام على قهوة التكعيبة، يوزع على أصدقائه العابرين بيانا. أقل ما يقال عن البيان أنه المقابل المصري لبيان أندريه بريتون حول السريالية. البيان يعلن عن تأسيس مدرسة "بديل" الإبداعية المصرية، لمؤسسها سعدني السلاموني. ننفرد هنا بنشر البيان كاملا، بلا أي حذف أو إضافة، ومع حفاظنا على بعض الهنات اللغوية البسيطة كما هي، بدون تصحيح، وذلك كي يتسنى للجميع مطالعته كاملا، في عفويته وجماله، إشراقه وبهاءه، حيويته وإنسانيته الأخاذة حد الوجع. هيا بنا نقرأ:



بيان

مدرسة بديل

عمل وأختراق

بديل: كل أنواع الابداع. إبداع بديل

سعدني السلاموني 5/11/2008

مدرسة بديل هدم وبناء

العالم في مجاعة إبداعية. وإبداع العالم يحتضر

نحن تواجهنا حقيقة. متناقضة. هي أن التعليم أصبح أكبر العراقيل في وجه الذكاء والحرية والفكرية

برتراند راسل

مدرسة. بديل

هي بديل الإبداع. الإبداع المصري العربي العالمي. خاصة الإبداع المدون من قبل الأقلام. مثل الشعر. النقد. الرواية. القصة. الفكر. مدرسة بديل. بديل القصيدة العمودية التفعيلية. النثرية. بديل إلى كل القوالب الإبداعية قلباً وقالباً لأن هذه القوالب. تتقدم بالإنسان إلى الوراء. خاصة إنسان العصر الحديث. بفضل حراس الجمود. والتخلف والرجعية وهؤلاء الحراس موجودون على مدى التاريخ. وفي العصور القديمة أسموهم (محاكم التفتيش) وفي هذا العصر الحديث مدرسة بديل. تطلق عليهم (حراس الجماد) قتلة الإبداع والمبدعين. ومدرسة بديل ترى. أن هذه المدارس الإبداعية كان لها دوراً عظيماً في مسيرة التطور الإبداعى على مدى العصور وكل مدرسة خرجت إلى النور وأثبتت شرعيتها في حروب دامية بفرسانها. أنتصر منهم من أنتصر. ومن عاد إلى بلاده مكسوراً محبطاً عاد. حتى خرجت هذه المدارس على شاشات الحياة. جيلاً بعد جيل. رغم أنف حراس الجمود. وكأن هؤلاء الحراس لهم جينات من الرجعية والتخلف تتوارث أجيال بعد أجيال. ودائما ما يشعلون الحروب ضد التجديد. حتى هذه الثانية؟

لو دخلنا بمدرسة بديل ميادين الحروب الإبداعية. على مدى التاريخ بين الفرسان وحراس الجمود. لوجدنا. المتنبي ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وأبن عروس. بيرم التونسي فؤاد حداد. أمل دنقل. صلاح عبد الصبور. رحمهم الله. وغيرهم وغيرهم من الفرسان. في شتى مجالات الإبداع. لو عادوا إلينا لتمردوا على ما أبدعوه. وسخروا منه وطالبوا بتطويره وعلى رأسهم طه حسين

(في كل مكان في العالم)

والغريب أن حراس الجمود منتشرون في كل مكان في العالم ولو نظرنا إلى أمريكا وأوروبا وتأملنا ما يصلنا من إبداع. لوجدنا إبداع الأجيال التي ماتت وعافت عليها الأزمنه. ثم إبداع الجيل الستيني إبتداءً من أليوت وحتى رامبو بورخس لوركا ماركيز ميلان كونديرا –جاك برفير جان جينيه وغيرهم وغيرهم من المبدعين الذين نحترم إبداعهم – ومدرسة بديل لها سؤال هنا أين إبداع الشباب. شباب العالم أوروبا أمريكا الوطن العربي ونحن نعلم كل العلم بأن هناك جيلا من المتمردين الشبان الأمريكي أسمه جيل الغضب. أين أختفى هذا الجيل – ويوازيه في مصر جيل الرصيف. أين أختفت هذه الأجيال.. مما لا شك فيه. أن أختفاء إبداع الشباب من العالم تسبب في قتل عجلة التطور الإبداعي على مستوى العالم. ما بالكم بالإبداع المصري والعربي. ونحن نرى الحاصلين على أرفع الجوايز الدولية. أرباع مواهب والذين يسافرون إلى المؤتمرات الدولية ليمثلوا دوالهم هم أرباع المواهب. ويتم أستبعاد المبدع الحقيقي حتى نفيه لأن أرباع المواهب. يفصلون إبداعا لعقلية حراس الجمود ومن هنا راح الإبداع يشق طريقه إلى الانعاش ليحتضر في كبرياء

)القوالب الإبداعية عملة قديمة(

بلا أدنى شك أن العالم يتقدم في الثانية عشر دقائق. والإبداع يقف محلك سر.. ومدرسة بديل ترى أن فضل هذا التقدم يرجع إلى ثورة الأنفوميديا. أي ثورة المعلومات. بنت الثورة التكنولوجية التي خطفت الإنسان من عقله وروحه. وقذفت به إلى الأمام مئات ومئات من السنين. حتى أصبح الكمبيوتر كفرشة الأسنان في كل بيت. ونحن لازلنا نتشدق بقصيدة النثر وزمن الرواية ولا نستطيع أن ننكر فضل هذا الكمبيوتر العظيم الذي حول الكون إلى غرفة كل يوم تضيق وتضيق. حتى جاء برنامج. وهو أقل البرامج الكبيرة خطورة أسمه (جوجل أرث) هذا البرنامج قام بتصوير الكرة الأرضية لحماً ودماً ووضعها داخل أسطوانة بين أصابع الإنسان. إنسان العصر الحديث. حتى أصبحت الأن الكرة الأرضية بين أصابع الأطفال – فلماذا لا ينفز هذا البرنامج شعراً – وبهذا تتحول الكرة الأرضية لحماً ودماً شعراً داخل أسطوانة ويترجم هذا الشعر إلى لغات العالم. ونخرج من جاذبية حراس الجمود وعن قوالبهم الإبداعية: ثم نتطرق بالإبداع إلى الكواكب. والأكوان المتوازية؟

ولكل أسف أن هذا البرنامج وغيره موجودون منذ عشرين عاماً ولم يفرج عنه إلا منذ سنين!؟

وإذا سألت لا تسأل الرجعية والتخلف. فسأل حراس ألجمود

)حراس الجمود(

ترى مدرسة بديل – أن حراس الجمود. لا يرتدون الزي الرسمي بل هم بشر عاديون. يعرفهم الجميع من عقليتهم الصدئة وأرواحهم المريضة. ومعظمهم حاصلون على شهادات دكتوراه حول نظريات إبداعية ماتت وعافت عليها الأزمنة. لأن من يمنحون هذه الشهادات من حراس الجمود. وعقليتة تحمل نفس الفيروس فيروس الجمود: وللأسف هؤلاء حاصلون على أعلى المناصب العلمية الرفيعة!؟

يمتلكون الميديا الاعلامية. من مجلات وجرائد وقنوات فضائية وقنوات أرضية: وللاسف نجحوا إلى حد كبير في تضليل مبدعينا. أجيال بعد أجيال. حتى وصلوا إلى الاجيال الجديدة؟؟

كما نجحوا في تضليل مشاهدينا . بإبداع لا يثمر ولا يغني من جوع. والويل كل الويل لمن يكشف عن جمودهم وتخلفهم. يتم محاربته حتى النفي. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.. مثل. نجيب سرور. أمل دنقل. محمد حافظ رجب. صلاح عبد الصبور. طه حسين فؤاد حداد. بيرم التونسي فؤاد قاعود. والكثير والكثير من الفرسان الذين حاولوا أن يضيئوا الحياة

هؤلاء القتلة كل دورهم هو قتل كل ما هو جديد وتضليل العامة بأشكال إبداعية جامدة. ويرصخون لإبداع ليس له صلة بالواقع من قريب أو بعيد

)أنتهى عصر الدواوين والروايات(

مدرسة بديل: ترى أنتهاء عصر كل هذه القوالب. ولابد من طرح قوالب جديدة: ومن هنا ينتهي عصر الدواويين والروايات والمدارس النقدية. لأن كل هذه القوالب أثبتت بجدارة. أغلاقها على ذاتها. فأصبحت لا تخاطب إلا نفسها. وإنسان العصر الحديث يعيش في الجماعة وبالجماعة. المتصلة ببعضها بعضاً في هذه الغرفة الضيقة التي تسمى الكون. كما ترى مدرسة بديل. طرح عمارة جديدة بإبداع جديد يحتوي إنسان هذا العصر الحديث. كما ترى. أن الشعر الأن يملأ الشاشات خاصة الأفلام العالمية. واللوحات التشكيلية كما تراه يغمر السماء بطولها وعرضها. وعجزت الأقلام والمدارس الإبداعية في أحتوائه. أو ألتقاطه من قريب أو بعيد. وراحت في خجل تلطق الفتافيت منه. وتدونه في قوالب جامدة. فاصبح إبداعا مريضا لا يخاطب إلا نفسه. ولكل أسف أن ناصية التاريخ بين يدي حراس الجمود. يدخلون من يشاؤن وينفون من يشاؤن. ولو نظرنا بعين ثاقبة على التاريخ. لوجدنا مبدعين صنفوهم عالمين وفي حقيقة الأمر لا يصلحون لكتابة الأطفال أطفال العالم الثالث؟ والغريب والأغرب. والذي يستحق نفيه. أن هناك فيروس ينتشر في عقول المبدعين يأكد للمبدع أن كل ما أبدعه فهو إبداع عبقري. عبقرية لم يصل إليها أحد. وإذا وجهته بجريمته فالويل كل الويل لك وتتحول من صديق إلى عدو. ولو رجع هذا المبدع قليلاً إلى الوراء ونظر في إبداعه لاكتشف الطامة الكبرى. وهذا الفيروس للاسف وصل إلى عقول الاجيال الجديدة.

)الخروج من الجاذبية الابداعية(

مدرسة بديل ترى أن لابد من الخروج من الجاذبية الإبداعية ومن الغلاف الجوي الإبداعي – وبناء أرض جديدة بجاذبية جديدة بسموات مفتوحة لإبداع جديد. متحرر من هذه القبضة المميته. ولابد من تغير فصيلة دم الإبداع –بفصيلة أخرى – وهدا لا يتم إلا بالخروج من هذا الوريد القذر – وكل هذا يتم ببساطة – لو درب المبدع عقله وروحه على الخروج – وراح يجاهد من أجل هذا الخروج. فهناك من عباقرة في العالم. حاولوا الخروج مرات بعد مرات حتى نجحوا وأضاؤا العالم رغم أنف حراس الجمود

)بناء في بناء(

على مبدع مدرسة بديل. أن يبني عمارة إبداعية جديدة تحتوي إنسان العصر الحديث. هذا الإنسان الذي سبق الأحداث والأزمنة وعلى كل مبدع أن يعلم. أن العام من العصر الحديث بمئات من الأعوام الغير حديثة من الأحداث والأزمنة. وشرط أساسي. لا يحق لأي عضو أن ينضم لمدرسة بديل بإبداعة. بل بعقله وقلبه فقط. حتى يهضم قواعد المدرسة ومبادئها ومناهجها. التي سوف نقدمها فيما بعد عن طريق كتاب. كتاب مدرسة بديل –وهذا الشرط أساسي يتم على كل الأعضاء حتى المؤسيسين

)المتاحف والمكتبات(

مدرسة بديل ترى أن المدارس الإبداعية القديمة قبل الحديثة والحديثة قبل القديمة: أن تنسحب من الساحة العالمية في هدوء وتدخل المتاحف والمكتبات. لتكون مرجعاً أساسياً للأجيال الجديدة أجيال بديل. لتأخذ منها ما يفيدها للتحصن به أثناء تحليقها بالسموات المفتوحة. خارج الجاذبيات الإبداعية. وعلى عضو مدرسة بديل أن يتناول بإبداعه الإنسان وما بعد الإنسان ويحلق بشكل علمي إلى الأكوان التموازية – وهذا لا يتم إلا بهضم كل ما هو عبقري في التاريخ العالمي.. ويتابع كل ما يحدث في العالم من أحداث

)دعوة إلى كل إنسان في العالم(

حين يصلك هذا البيان في أي مكان في العالم. فعليك أن تعلم بأنك حصلت على العمود الفقري لمدرسة بديل. لأن حراس الجمود لن يسمحوا لنا بمقر. لأنهم لم يسمحوا لي أن أكتبة كمبيوتر:. ولو سمحوا لنا بمقر سوف يكون مقهى زهرة البستان مقر مجلة الرصيف سابقاً. أو غيره من المقاهي. وسوف ندرس فيه قواعد ومناهج وأقسام مدرسة بديل فهناك أقسام تحت أسم. أختراق. هدم.. بناء. وغيرها وغيرها من الأقسام وسوف نستعين بأطباء نفسين كبار يحاضرون للمبدع تطوير الشخصيات وأنواع أمراضها نفسيا وسلوكياً. وكيفية الخروج بالشخصية من المكتثب الثقافي والسلوكي

2- سوف نستعين بخبراء في التكنولوجيا. ومهندسين كمبيوتر ومصيمين برامج

3- سوف نستعين باساتذة كبار متخصيين في شتى المجالات

)تضيق الخناق(

وإذا تم تضيق الخناق على المحاضرين لعدم تحقيق حلمنا. لن نستسلم حتى الموت. فعلى عضو مدرسة بديل في أي مكان في العالم أن يتبع هذه الارشادات

1- ان يدرس جيداً لغات متعددة

2- متابعة الأفلام العالمية القديمة منها والحديثة

3- أن يتابع الفن التشكيلي العالمي المصري العربي

4- أن يوفر له كاميرا ليلتقط بها مشاهد من الحياة ليضفرها بإبداعه

5- أن يطلع على مدارس علم النفس والفلسفة

6- أن يزور المصحات ألنفسية ويلتقي بمرضى نفسين ولو أستطاع أن يتابع حالتهم – وإذ لم ينجح فالمواقع على النت عديدة

وعلى من يقع في يده هذا البيان في أي مكان في العالم. من حقه أن ينشره على النت ويوزعه بالجامعات والمقاهي. كما نعطي له ألحق ترجمته إلى أي لغة وارساله إلى دول العالم. حتى يتم أنتشار هذه المدرسة مصرياً عربياً عالمياً. ونحن في طريقنا ألى بناء مدونة تحمل هذا الأسم (مدرسة بديل)

وإذ لم ننجح من حراس الجمود سوف نوزعها باليد – حتى تنتشر عالميا

)بعض من مبادئنا(

1- تحطيم الشكل والمعنى

2- الخروج من الغلاف الإبداعي والجاذبية الإبداعية

3- بناء قوالب جديدة خارج القوالب المتعارف عليها

4- الكتابة عن الإنسان. وما بعد الإنسان

5- رفض مفردة تجريب. أو تجريد. لأننا مع الخروج من الجاذبية الإبداعية لبناء أرض راصخة بعمدان راصخة

6- مدرسة بديل عمل وأختراق.. هدم وبناء

7- من حق أي مبدع أن ينشق على الجماعة ويكون جماعة بديلة تصل إلى ما بعد إبداع. بديل

فمدرسة بديل تؤمن أن ليس هناك ثوابت

)إرشادات للعضو(

حين ينتهى مبدع بديل من أنتاجه الإبداعي يضع تحت العنوان (بديل) بديل إلى كل أنواع الفنون. المصرية والعربية والعالمية

)أمثله(

الاني والمستقبل.

الأكوان المتوازية.

معرض فن تشكيلي

بديل

بديل

بديل

فلان الفلاني

فلان الفلاني

فلان الفلاني

ويحق لأي عضو من مدرسة بديل أن يمزج كل أنواع الفنون بالفنون ليخرج بإبداع بديل

وأي أضافات أو أستفصارات. فراسلونا على هذا العنوان

مدرسة بديل

مقهى زهرة البستان. أو مقهى التكعيبة

سعدني السلاموني

ت 0109983688

sadanysalamony@yahoo.com


مدرسة بديل 5/11/2008


_____________________

نص رد الشاعر الكبير سعدني السلاموني على التعليقات الواردة على بيانه. سواء هنا أو في صفحة الفيسبوك، الرد منشور أيضا على هيئة تعليق على التدوينة:

الصديق والمدع الجميل نائل الطوخى


نشكركم على نشر هذا البيان كما انى اشكر كل التعليقات المحترمة منها والتعليقات الامنية القذرة تعليقات حراس الجمود

ولكن رسالتى هذة ليت لك وحدك بل هة موجهه الى كل انسان محترم قات البيان ولم يعلق ولمن قرائة وعلق تعليق غير مغرد ولاسف حراس الجموت راحوا ينهالوا من البيان وصاحب البيان بشل قذر ولكن نعمل اية لامن مصر المحبوسة هوضد اى غنى حتى لوكان غنى العصافير على الاشجار

من هنا يا اهلين ويا انائنا الذين قراؤن هذا البيان انا اعتذر كل الاعتذار عن هذا البيان حتى تفرج مصر عن كل دواينى المتصادرة تفرج مصر عن شقيقى المسن العاجزالى لفقتلة اربع قضاية مخلة بالشرف وراح محمود الهندى رئيس مباحث مصر الجديدة يجلدة ويكهربة هو وطفلة كريم تمنتاشر سنة وكل جريمتة انة اخوالشاعر سعدنى السلامونى سعدني السلامونى الى محاصر وممنوع من الكتابة داخل مصر وخارج مصر منخمس سنين

وكل مثقفى مصر والوطن العربى يعلمون بذلك ولم يتدخل اح اغلقوا مجلة الرصيف الشهيرة التى هى مجلتى ولم يتدخل احد مهدد بطردى من مسكنى اذلم ادفع اربعين الف جنية ولم يتدخل احد ومقفين مسجلين خطر تحت بيتى لتهديدى ولم يتدخل احد يضربوننى بالمواد الكيماوية على المقاهى حتى تصرب الى جسدى عشرات الامراض ولم يتدخل احد

وماخفى كان اعظم ومن هنا اقدم اعتذارى الى الكلاب الامنية الى قامت بتصفيتى جسديا وابداعيا اعتذر الى حراس الجمود عن بيانى هذا واعتذر لهم عن كل دواوينى المتصادرة منذ خمس سنوات داخل المطابع المصرية والاخت الى مش عاجبها البيان وبتقلول اعمل معاة حوار ياوائل فى اخبار الادب اقول لها يابنتى الى مقدمنى الى الساحة الثقافية المصرية والعربية عمنا من عشر سنين عمنا القدير جمال الغيطانى وعمنا القدير نجيب محفوظ ومعظم مثقفى مصر والوطن العربى قراؤن هذا

يا استاذ وائل

انا اعتصمت فى اتحاد كتاب مصر احتجاجا على حصارى الامنى وسجن شقيقى واتصلت بكل رؤاساء تحرير مصر وهم اصدقاء لى ويحملون لى كل الاحترام والتقدير ولاسف نزل حذر نشر على الموضوع وراحت الجرائد العربية تتناولة بفروسية الا المحبوسة مصر

واذا كان هناك بعض الاخطاء اللغوية فى البيان داراجع للمطاردات الامنية فكتبة فى الشارع ورجعتة فى الشارع وباعتذر للام ولكم ولمصر المحبوسة من الشارع والرجاء ان تاخذ هذا التعليق بما فية اعتذارى وتنقلة الى مدونتك الجميلة كى اعلن اعتذارى وارد على التعليقات الامنية القذرة التى تصخر منى ومن بيانى

واللة يرحم العم القدير نجيب سرور الى قتلوة حيا وميتا وانا اعتذر هنا عن بيانى ليس خوفا من المت لا والف لا فما يمارسوة على وعلى ابداعى من خمس سنوات فهو اشد من الوت واللة وحدة اعلم بل اعتذارى خوفا من تلفيق قضاية الى اختى واولاد اختى الاطفال ويقمون بسجنهم مثل شقيقى المسن العاجز وحسبنا اللة ونعمة الوكيل


سعدنى السلامونى

Friday, November 14, 2008

وليس منا من لم يحسن الظن


أعزائي الإنسانيين المتفائلين:

أتفهمكم جيدا. أنتم ترون اللحظة ميلادا عظيما للنور، النور الآتي من الزنوجة، النور القادم من وجه أوباما الأسود المشوب بلمعة طفيفة، من جسمه المشدود النحيل، من بسمته الصافية الطفولية؟ربما، أنا أرى وجه أوباما وسيما أيضا، أراه كاريزميا أيضا، والبعد الرمزي في وصول شخص من الأحراش الأفريقية إلى عرش الكوكب هو أمر له دلالات خطيرة. أنا، من الآخر يا أصدقاء، أتفق معكم تماما، مع بعض التحفظات البسيطة:

أولا: الرجل له خلفية لا يستهان بها أبدا. وهذا تغيير مهم في السياسة الأمريكية، خلفية يسارية، بشرة سوداء، أجداد مسلمون، شيء عجيب. سبحان الله فعلا. ولكن دعوني أشرح لكم نفسي: أي شخص، هو بطبيعة كونه جزءا من هذا العالم، فهو مؤثر في العالم، ولكن تأثيره دائما محدود، لإن فيه ناس تانيين، حوالي ستة مليارات بني آدم، كل منهم مؤثر برضه، ونحن نعرف ان كل واحد أستاذ ف صنعته. يعني، المأزق الوجودي الذي وجدنا نفسنا فيه عندما ولدنا، أن العالم لا يمشي بإرادتي أو بإرادتك، وإنما المسائل أكبر مني ومنك، وداخل فيها أسماء كتيرة جدا، لا تبدأ من سباك عايش في السنغال ولا تنتهي بباراك أوباما. ف الآخر: أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد. كله بأمر الله.

ثانيا: عجيب، وغريب، أن يصل الواحد من أقصى الحضيض إلى قمة العالم. عجيب وغريب والله. وتكمن في هذا أبعاد رمزية بنت متناكة جبارة. أتفق معكم طبعا. ولكن الرموز دائما هي ليست جدا مهمة في السياسة. يعني: جيفارا رمز الثورة. ناصر رمز الكرامة. محمد أحمد جاد الحق مصطفى رمز البسكلتة. الرموز أمور مهمة جدا في صنع فيلم سينمائي درجة عاشرة من نوعية "فتاة من إسرائيل"، أو رواية درجة حداشر من عينة "أولاد حارتنا"، ولكن ليس في السياسة، والشعب الذي يحتاج للرموز هو شعب علق بطبيعته (بتصرف عن بريخت). يعني مثلا: هناك شخص ما ضُرب في السعودية وطلع دين أمه، وهذا الرجل بلا شك هو رمز للشعب المصري اللي بيتبهدل في الخليج، لكن هناك شخصا آخر، واحد صاحبي مثلا، لم يتمكن من الزواج إلا بعد سفره السعودية، وهو رمز للمصريين اللي غرقانين في خير الأصولية الوهابية. حد فهم حاجة؟ الرموز بحرها غويط. ومن يركب بحرها لا يخشى من الغرق. لأنه مش هيلحق. هيكون مات قبل كدا للأسف.

ثالثا: أوباما قليل الخبرة كثير الكاريزما، وإذا ذكرت الكاريزما ذكر ناصر وإذا ذكر ناصر ذكرت الكاريزما. والناس في بلادي تحب ناصر لأنها تحب الكاريزما وتتبضن من الخبرة السياسية. لكن الكاريزما، بطبيعة كونها كاريزما، لها عيوبها أيضا. يعني هي قد تكون جيدة وإنت خارج الصبح من البيت والحاج تدعي لك بأن يجعل لك ربنا في وجهك القبول ويحبب فيك خلقه، وهي شيئ مثل أن تعمل عملا لحبيبك حتى يحبك. الكاريزما بهذا المعنى هي عمل معمول لك كي تحب الزعيم السياسي اللي بيتكلم، وهي حاجة ليست جيدة جدا، لأنها زي السحر، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا لأنهم كانوا يعلمون الناس السحر. وف الآخر طبعا، العلاج بالقرآن هو أحسن من السحر بكتير. مش كدا؟

أعزائي الإنسانيين المتفائلين:

ترون اللحظة ميلادا عظيما للنور، النور الآتي من الزنوجة، النور القادم من وجه أوباما الأسود المشوب بلمعة طفيفة، من جسمه المشدود النحيل، من بسمته الصافية الطفولية؟

إذن أنتم خولات :)

Friday, November 07, 2008

وأما سوء الظن فهو من حسن الفطن

أعزائي الحكماء المتشككين

أحترم حكمتكم جيدا، وأقدر تشككاتكم التي أعتقد أنها في محلها، وأثمن غاليا جميع تحفظاتكم. وفيما يخص الموضوع إياه، فأنا فخور، وبحق، بأنه هناك بين أصدقائي من يقفون كابحا أمام موجة التفاؤل التي تجتاحنا نحن العرب.

طبعا أنا معكم تماما، هناك بعض السذج الذين فرحوا لأن باراك أوباما أسود، ولأنه قادم من خلفية يسارية، ولأن شكله ابن حلال، ولأنه فوق كل هذا وذاك، سوف يحكم أمريكا. هؤلاء، مثلا، بهايم. ولكن على الصعيد الموازي، فكلامكم أيضا لا يبدو لي منطقيا تماما. يعني أنتم تقولون أن أمريكا دولة عظيمة، وأنه، بناء عليه، فليس شخص واحد هو من يمكنه تغييرها. مثلا، والكلام مازال لكم، مكتوب في الدستور الأمريكي أنه على العرب أن يطلع دينهم، وإذا كان أوباما جدع، فالدستور الأمريكي ليس جدعا، وأوباما مواطن أمريكا في النهاية، وهو خاضع لسياسات بلده، قبل أن يصنعها. ثم تختمون قائلين: مفيش فايدة، أو: كل الأحاديث ما بتفيد. انتهى الاقتباس.

طيب، الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة مؤسسات. لا أحد ينكر هذا. وهي دولة تسيرها سياسات بعيدة المدى وليس أشخاص. لا أحد ينكر هذا أيضا. والفارق بين أوباما وماكين سيكون في النهاية ضئيلا للغاية (هذه مسألة نسبية، فما يبدو لي ضئيلا قد يبدو لغيري ضخما، وهذا يعتمد على توقعاتي المسبقة). ولكن إذا كان الموضوع كله محصل بعضه بهذا الشكل، فلماذا تقوم انتخابات أصلا؟ يعني هل تتوقعون سيادتكم أن الشعب الأمريكي لا يعرف أن بلده هي دولة مؤسسات، وأنه يعتقد أنها دولة يحكمها الأشخاص ولهذا يذهب كل يوم الصبح بمنتهى النشاط ليستبدلهم، وأن الإدارة الأمريكية اللئيمة تخفي عنه عمدا أن بلده هي بلد مؤسسات، وذلك لكي تفتح باب رزق أمام آخرين يكسبون من الدعاية الانتخابية. هذه هي بعض أسئلتي البريئة التي أتمنى أن تحظى باهتمامكم الحكيم المتشكك.

أعزائي الحكماء المتشككين:

عندما سقط شارون في غيبوبة سمعتكم تحذرون الناس من الفرحة، لأن معنى سقوط شارون في غيبوبة هو أنه سيأتي من هو أوسخ منه، لأن كلهم أوسخ من بعض. وتحققت نبوءتكم، فمن جاء بعد شارون لم يكن تشي جيفارا على أية حال، وهو شخص أشعل حربا لم يكن لها لزوم أبدا والله. المهم: لو فرضنا جدلا بأن من جاء بعد شارون كان رجلا محترما، فماذا سيكون الحال ساعتها؟ إجابتكم الحكيمة المتشككة: كلهم أوسخ من بعض، وإذا كان هناك دعاة سلام إسرائيليون، أو رافضون للخدمة العسكرية هناك، فهم الماكرون الذين يخططون لنا بليل كي ينجحوا فيما فشل فيه متطرفوهم بصياحهم وهبلهم. إسرائيل ليست دولة مؤسسات مثل أمريكا، ولكنها دولة الشر الصافي المتجذر في عمق النفس البشرية الملوثة حتى النخاع، وفي الدولتين، دولة المؤسسات ودولة الشر الصافي، الأفراد لا يغيرون شيئا. وبالتالي، فلا لزوم للديمقراطية. هم، كشعوب متحضرة، يشتغلون أنفسهم.

أعزائي المتشككين الحكماء:

لا أعرف الكثير عن أوباما، ولا الكثير عن ماكين، ولا الكثير عن أي شخص في الدنيا، ولكن ما أعرفه أنه إذا أردتم أن تتحفظوا على شخص، فعليكم أن تستخدموا حججا أكثر منطقية. الثعالب في أوكارها والطيور في أقنانها تعرف أن أمريكا دولة مؤسسات، وأنها لا تنام الليل حتى تقوم بتطليع دين العرب، وأن إسهام شخص واحد في تغيير التاريخ هو دائما إسهام محدود. طيب: وبعدين؟ هل يظل مقعد البيت الأبيض شاغرا حتى يتقدم العلم ونتمكن من استنساخ عبد الحليم قنديل ليجلس هناك. اعتقادي الشخصي، الذي أتمنى أن تشاركوني فيه، هو أننا قد ننتظر كثيرا، وكل شيء جائز على كل حال.

سؤال أخير:

من هو الأفضل بالنسبة للعرب، أوباما أم جورج بوش، أوباما أم ماكين، رابين أم شارون؟ أسمعكم تقولون شارون، لأنه على الأقل أكثر صراحة، مش كدا؟

أعزائي الحكماء المتشككين:

أنتم بقر.

Saturday, November 01, 2008

منطقي جداً

· هذا، باختصار، هو أمر غير ممكن! أنت تهذي بكل تأكيد

· حسنا، إذا كان ثمة من يهذي هنا، فأنا لا أثق أنه سيكون أنا.

· دعني أشرح لك، لم يحدث هذا منذ اليوم إياه.

· هذا ليس دفعا مناسبا، فكل شيء، كما علمتمونا، له مرة أولى! وكونه لم يحدث منذ اليوم إياه، فهذا يعني أنه، بأشكال مختلفة، قد حدث قبل اليوم إياه، وهذا يعني أن هذه المرة ليست هي الأولى بحال.

· نعم! إذن دعني أصحح كلماتي، دعني أقول لك: هذا لم يعد يحدث الآن!

· ولكنه حدث الآن بالتحديد، وهذا يعني أنه مازال يواصل الحدوث، قبل اليوم إياه، وبعده، والآن.

· معي أنا فقط؟ لماذا أنا وحدي دونا عن الجميع.

· هذا، أيضا، ليس دفعا مناسبا. فكل من سيحدث معهم هذا الأمر لهم ألسن، وكل واحد منهم سيسأل لماذا يحدث له وحده دوناً عن الجميع. من المؤسف حقا أن حقوقا بعينها، مثل الشكوى، والتفكير، والكلام، واستخدام اللغة، وتصور النفس مركزا للعالم، هي كلها حقوق يتشارك فيها الجميع، وبشكل شبه متساو.

· حديثك سخيف بالمناسبة، وغير منطقي. طبعا أنا أتصور نفسي مركز الكون، ولكن أنا مثلا منذ سنوات لم أكن أتصور نفسي مركز الكون، البشر يختلفون أحيانا.

· ربما لم تكن تتصور نفسك مركز الكون، ولكن هذه غلطتك بالتأكيد، وليست غلطتي، لأن هذا كان وقتها حقا متاحا أمامك. وهو الآن كذلك، وعلى الأرجح أن هذا الحق لن يسلب منك، على الأقل خلال اللحظات التي نتناقش فيها الآن.

· كان حقي! ولكنني لم أستعمله.

· إذن: عيب ناتج عن سوء استعمال. ربما لم تكن تفكر في هذا، ولكن كان بإمكانك أن تفكر. مثلا، بإمكانك أن تنزل الآن وتقود السيارة إلى أسوان ثم تعود، هذا حق معروف لك، ولكنك لا تفعل. لماذا؟ إحم، أو السؤال ساعتها بصيغة أخرى: كونك لا تنزل وتسوق السيارة إلى أسوان ثم تعود مرة أخرى، هل يعني أن هناك قيودا تم فرضها على تحركاتك. أنت لا تنزل، لأنك ببساطة لا تريد أن تنزل، ولأنك تراها، وأنا أراها معك، فكرة سخيفة.

· لاحظ أنك تغير الموضوع، وحس الدعابة لا يخدمك هذه الأيام بشكل جيد. أنا أتحدث عن المصيبة التي تخبرني بها، وأتساءل عن عدم العدالة في كونها تحدث لي أنا بالتحديد، وأتساءل إن لم يكن في هذا نية مبيتة للانتقام مني بعد كل الخدمات التي أسديتها لهم؟ ربما، مثلا، لكي، دعني أفكر معك بصوت عال، قد يكون، بهدف دفعي للخروج وعدم مطالبتهم بمستحقاتي.

· هذه الخدمات لا تميزك عن أي من غيرك، فالجميع يخدمونهم. والجميع، (بتنهيدة حكيمة)، صدقني هذا وضع عالمي، عالمي جدا، الجميع يطالبونهم بمستحقات ما، سيارات أو أموال أو، باختصار، بعضا من الأضواء. ولكن هذا لم يحدث مع الجميع، إنما معك أنت فقط.

· (بصرخة ظافرة) أهااا. هكذا تعترف. من حقي إذن أن أسأل لماذا أنا، طالما أن الجميع يتشاركون معي في نفس المقدمات والنتائج.

· (سقط في الفخ. لكن لا يبدو عليه التوتر. فقط يشعل سيجارة ويجلس) لاحظ أنك تسقط الصدفة من حساباتك.

· الصدفة هي التي تسقط نفسها. لم تحدث صدفة مثلا حتى أحصل على مستحقاتي من قبل، كنت أحصل عليها بمجهودي، فلماذا تتدخل الصدفة هنا بالتحديد، وفيما يسوءني بالتحديد، فكر فيها؟ لماذا لم تظهر الصدفة إلا هنا.

· إحم، تعرف أنه من الصعب جدا أن يدافع المرء عن الصدفة، فهي بلا قانون، ولكن دعني أنبهك إلى أنك تلف في نفس الدائرة. وهذا يعني أن أكرر كلامي: كل شيء له مرة أولى، وأعتقد أنه سيكون عليك، كرجل يتحلى بنزاهة نادرة، إذا ما أحسنت إليك الصدفة ذات مرة، أن تسأل بنفس اللوعة نفس السؤال، بشكل معكوس: لماذا أحسنت لي الصدفة أنا بالتحديد، دونا عن غيري؟ أليس كذلك.

· طبعا.

· إذن ففي الحالتين النقيضتين ستشكو. ألا ترى أن هذا يجرح من مصداقيتك بعذ الشيء؟

· (سقط في فخ آخر. يهز رأسه بقوة) لا. أنا أشكو من حالة واحدة تتكرر في المرتين، من لا منطقية الصدفة، من عشوائيتها.

· آه يا عزيزي. إنك ماكر جدا. ولكن دعني أسألك بالله عليك، إذا كانت الصدفة منطقية، فهل ستواصل مع هذا كونها صدفة؟

· اللغة يا صديقي. أنت محبوس في فخ اللغة. لن تكن صدفة بالتحديد. ستكون أي شيء آخر، سأشكو من وضع يا صديقي، وليس من كلمة، هذا توضيح هام.

· ولكنك أعلم مني بمدى حاجة الإنسان لاستخدام اللغة. يعني، سيلزمك حينها أن تسمي هذا الوضع اسما، طالما أنه لم يعد اسمه صدفة، ماذا تقترح له؟

· حسنا، لنقل مثلا، عدم العدالة.

· ليس بالضبط، عدم العدالة يعني أن هناك قرارا واعيا بالظلم، أو استهدافا لشخصك، وهذا يقطع أن الأمر ليس صدفة، بينما، على حد ما فهمت، فأنت لا تعرف بعد إن كان صدفة أم لا.

· إممممم. طيب. دعنا نقول: العشوائية؟

· كلمة غير دقيقة أيضا. لنفترض أنك سافرت فعلا إلى أسوان، وأنك جلست على قهوة، وأنك على هذه القهوة قابلت زميل دراسة قديما، ستفكر ساعتها في احتمال من احتمالين، إما أن الأمر تم بالصدفة، وإما أن أحدا أرسله وراءك لاغتيالك. في هذه اللحظة، والاحتمالان أمامك، هل يمكن أن تقول أنك قابلته بشكل عشوائي؟

· لا طبعا.. (يتردد).. نعم.. ربما.. صح؟

· لا طبعا.. في البداية يكون لديك تصور أن كل شيء يمر بك في حياتك و عشوائي، أو أنه حدث هكذا، كيفما اتفق، إذا جاز التعبير، لذا فأنت تمتنع عن تسميته بالعشوائي.

· ولكنه يظل عشوائيا مع هذا. ليس شرطا أن أسميه باسم ما حتى يكون هو ذلك الاسم.

· هو ليس شرطا إذا كنت لم تسمه مرة أو مرتين، ولكن حياتنا كلها قائمة على عدم تسمية هذا الشيء. ستة مليار بشري اتخذوا القرار بانه لا يمكن تسمية وضع تكون وفقا له الأشياء التي تحدث لنا إما مرتبة أو تمت بالصدفة. حتى ولو لم يكن هذا القرار حكيما، من وجهة نظرك أنت، ولكن هذا الاتفاق النادر في تاريخ البشرية يجعله أكثر من حتمي.

· أنت تتحدث بشكل نظري تماما..

· ربما، ولكن دعني أسألك، ماذا يمكنني أن أفعل حتى أتحدث بشكل عملي.

· نجرب معا.

· نجرب؟

· نجرب. بالضبط. تنزل معي. نركب السيارة. أسوق حتى أسوان. أقعد على قهوة. أقابل زميل الدراسة. أسلم عليه. بعد انصرافه أكلمك عنه. ساعتها سنعرف بالضبط أي اسم سأمنحه لهذا الوضع، سنصل إلى نتيجة عملية ما.

· ولكنني سأكون معك. لن تحتاج لأن تحكي لي. أفضل أن أبقى هنا. تسافر وتعود وتحكي لي ما حدث. وعندها، عندها فقط، سأستطيع أن ألتقط منك الكلمة إياها. سأعرف بماذا ستسمي ما حدث؟ وسنعرف أينا على خطأ وأينا على صواب.

· (يفكر).. مممم. منطقي جدا.